الرئيس الفرنسي يرتدى «كرافتة» سوداء

الرئيس الفرنسي يرتدى «كرافتة» سوداء!

الرئيس الفرنسي يرتدى «كرافتة» سوداء!

 تونس اليوم -

الرئيس الفرنسي يرتدى «كرافتة» سوداء

بقلم : عماد الدين أديب

ارتدى الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند خلال الـ18 شهراً الماضية -بروتوكولياً- رباط العنق الأسود المخصص لإظهار الحزن والعزاء أكثر من أى لون آخر!

فى تلك الفترة عرفت فرنسا 3 أحداث كبرى رئيسية من الهجمات الإرهابية ضد المدنيين؛ أولها حادث مطبوعة «شارلى إبدو»، ثم حادث الهجوم على ملهى «الباتان كلان» ومحاولة تفجير استاد باريس الرياضى، وأخيراً الجريمة المروعة فى مدينة «نيس» بجنوب فرنسا التى راح ضحيتها حتى كتابة هذه السطور 84 قتيلاً، ووجود 50 جريحاً فى حالة خطرة ومئات المصابين بحالات طفيفة، معظمهم من كبار السن والأطفال.

وكالعادة، وللأسف الشديد، يتم التعرف على القاتل ويكتشف أنه فرنسى من أصل تونسى، مسلم مقيم فى «نيس» ويبلغ 31 عاماً.

حتى الآن لم تكتشف أجهزة الأمن الفرنسية أى علاقة مباشرة بين القاتل وأى تنظيم إسلامى إرهابى.

وتقول المعلومات إن القاتل «محمد بوهل» ليس لديه سجل إجرامى، وإن المعلومات عنه لدى أرشيف أجهزة الأمن العام الفرنسى، ولكن ليس من الشخصيات التى ترصدها أجهزة مكافحة الإرهاب الفرنسية لأنه -حسب هذه المعلومات- لم يكن موضع أى شبهات.

هذا الحادث ستكون له عدة تداعيات لا بد من رصدها وتحليلها:

أولاً: إن توقيت الحادث تم فى احتفالات «الباستيل»، كل يوم 14 يوليو من كل عام، تعظيماً لإنجازات الثورة الفرنسية، وهو يوم فخر تاريخى للفرنسيين.

ثانياً: إن مكان الحادث هو مدينة نيس التى لديها 3 تأثيرات:

1- إنها مدينة يكثر فيها العرب من شمال أفريقيا ويتسم عمدتها بأنه ذو خلفية أمنية ومعروف تشدده فى مجال محاولات التمييز العرقى أو الدينى أو العنصرى.

2- إنها المدينة التى أقيم فيها جزء من مباريات كأس أمم أوروبا لكرة القدم منذ أيام، وكان هناك تخوف من أن تتعرض لهجمات إرهابية.

3- إن «نيس» من أهم المدن السياحية فى الصيف، وإن شارع الكورنيش الشهير فيها، الذى تم فيه الحادث المعروف باسم «منتزه الإنجليز»، هو من أكبر المقاصد السياحية لدى السياح.

ثالثاً: إن الحادث سوف يلقى بتداعيات سلبية على الأمن الخاص بالاحتفالات فى «نيس»؛ لأنه يطرح مسئولية ثقيلة عليه فى الإجابة عن عدة أسئلة أهمها: كيف دخلت شاحنة ضخمة من حواجز الاحتفال؟ وكيف سارت تطلق النار وتدهس المارة لمسافة أكثر من 2 كيلومتر ولم يتم التعرض لها إلا فى نهاية شارع الكورنيش؟

رابعاً: سوف يؤدى هذا الحادث، مرة أخرى، إلى خفض شعبية الرئيس «أولاند»، التى كانت تعانى منذ مدة من التدنى الحاد.

خامساً: سوف يؤدى هذا الحادث إلى مزيد من العداء للعرب المقيمين من أصل شمال أفريقى ولديهم جنسية فرنسية أو إقامات دائمة.

سادساً: بناء على ما سبق سوف تستفيد هارى لوبان، زعيمة التيار اليمينى المتطرف المعروفة بعدائها للمغاربة والمهاجرين والمسلمين، فى معركتها فى الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، وسوف تدفع بقوة وإصرار على تطبيق برنامج حزبها الداعى إلى «تحرير فرنسا» من المهاجرين.

وقد أثار هذا الحادث الرعب فى أجهزة الاستخبارات الأوروبية والأمريكية التى رأت فيه نذير خطر يضىء الضوء الأحمر لإمكانية تكرار مثل هذه الجرائم فى أراضيها.

هنا يتعين على كتابنا ومفكرينا الذين يتساءلون دائماً لماذا يكرهنا الغرب أن يعرفوا أن المرحلة المقبلة سوف تشهد عداء أكبر ضد العرب والمسلمين لمبررات معروفة وقوية!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس الفرنسي يرتدى «كرافتة» سوداء الرئيس الفرنسي يرتدى «كرافتة» سوداء



GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia