الاختيار بين البدائل

الاختيار بين البدائل

الاختيار بين البدائل

 تونس اليوم -

الاختيار بين البدائل

بقلم : عماد الدين أديب

خُلقت الأرض منذ ملايين السنوات، وعرفت أول كائن بشرى منذ نحو 150 ألف عام.

كان أول من هبط إلى الأرض على هيئة بشرية هو سيدنا آدم، ومعه حواء التى خُلقت من ضلعه.

طُرد آدم من الجنة عقاباً له على مخالفته أمر الله، سبحانه وتعالى، لأنه سمع غواية إبليس وأكل من الشجرة المحرّمة.

إذاً كان خطأ سيدنا آدم هو أول خطيئة بشرية، وأول اختيار خاطئ بين البدائل.

كان أمام سيدنا آدم إما أن يطيع الله فيبقى منعماً فى جنته، وإما أن يأكل من الشجرة فيُطرد من الجنة.

ومنذ ذلك التاريخ، وتاريخ البشر هو تاريخ الاختيارات بين البدائل.

لذلك كان مطروحاً، وما زال، الخيار بين الخير والشر، بين الاستبداد أو العدل، بين الشرف أو العدل، بين الإنصاف أو الظلم، بين الجهل أو العلم، وبين الإيمان بالله الواحد القهار، أو إنكار وجود الله والإلحاد.

وفى العصر الحديث، أصبحت مهمة السياسى فى موقع الحكم هى الاختيار بين البدائل والمفاضلة بين ما يخدم مصالح مجموع الناس.

وأخطر ما يمكن أن يتعرّض له أى سياسى هو الرهان على بديل واحد لا سواه، ووضع أصابعه فى أذنيه دون الاستماع إلى نصائح من حوله من الذين لديهم أفكار مخالفة قد تكون هى الأصوب أو الأكثر صحة.

ومن أهم أقوال السياسى البريطانى المحنك «دزرائيللى» قوله: «السياسى الحكيم هو الذى يوسّع دائماً حجم البدائل المتاحة أمامه، ثم يقوم بعدها باختيار أفضلها».

ووظيفة مستشارى الحاكم الأولى هى مده بالمعلومات الصحيحة، واقتراح مجموعة من الخيارات والبدائل وشرح سلبيات وإيجابيات كل منها، ثم المفاضلة بينهم، واقتراح أحدها، مع تحديد الأسباب الموضوعية التى دعتهم إلى ترجيح كفة هذا البديل.

وأسوأ ما يمكن أن يفعله أى مستشار لأى حاكم هو أن يتحول من صاحب رأى يُقدم المشورة إلى «طباخ» يطبخ للحاكم ما يريد، بصرف النظر عما إذا كانت هذه الطبخة ستفيد أو ستضر صحته.

إن المثل الشعبى الذى يقول: «اربط الحمار مطرح ما صاحبه عاوز» هو من الأفكار والسلوكيات المتدنية والحقيرة، التى تحول المستشار إلى عبد مسلوب الإرادة.

إننا باختصار نبحث عن الناصح الأمين الذى يُقدّم المشورة الصافية البعيدة عن الأهواء أو المصالح الشخصية.

عقل الأمة يبدأ فى الدائرة الأولى القريبة من صانع القرار، إن فسدت فسد القرار.

مواضيع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاختيار بين البدائل الاختيار بين البدائل



GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia