حتى لا ندفع الثمن غالياً

حتى لا ندفع الثمن غالياً!

حتى لا ندفع الثمن غالياً!

 تونس اليوم -

حتى لا ندفع الثمن غالياً

بقلم : عماد الدين أديب

نحن نخلط خلطاً شديداً بين وجهة النظر والحقيقة!

الحقيقة تستند على وقائع وأدلة وشهود وأحداث ولها طرق علمية للوصول إليها ولديها جهات تختص بالبحث والتعقب لها.

وجهة النظر هى رأى يتبناه صاحبه تم التوصل إليه من خلال ثقافته وتجربته وتعليمه وعلاقاته وقدراته التحليلية ومعدل ذكائه.

من هنا يستحيل أن تكون الحقيقة هى وجهة نظر!

الحقيقة وقائع، ووجهة النظر رؤية!

الخلط يحدث حينما تغلب الأيديولوجيا على عقول البعض ويصبح صاحبها أسيراً داخل قالب، ويصبح عقله سجيناً لمجموعة من الأفكار الجامدة والثابتة غير القابلة للجدل أو الاختبار لمدى صحتها!

وأصحاب وجهات النظر الجامدة هم ضحايا عدم القدرة على التفاعل مع رؤى الغير وتفاعلات الأحداث ومتغيرات العلم.

كثير من هؤلاء لا يرون العالم إلا من خلال «نظارات» أحزابهم أو مذاهبهم أو الجماعات التى ينتمون إليها.

وهؤلاء أيضاً ليست لديهم القدرة على تصويب الأفكار والتقدم إلى نظريات الإصلاح لأنهم يسيرون فى نفق فكرى فى اتجاه واحد غير قابل لقبول أى أفكار مخالفة.

ومن أسهل الأمور على أصحاب الفكر الجامد الواحد غير القابل للجدل تحويل رؤيتهم إلى أنهم أصبحوا أصحاب الحقيقة المطلقة غير القابلة للجدل.

تزداد الأزمة احتداداً حينما يكون طرفا أى صراع من أصحاب الفكر الجامد غير القابل للحوار أو الجدل وغير المنفتح على مبدأ إمكانية تصويب الذات.

فى هذه الحالة يفشل مبدأ الحوار وتزداد شراسة الأطراف ولا ينتهى الصراع إلا بفاتورة غالية الثمن من الدماء والتخريب والخسائر الاقتصادية وأحياناً يدفع ثمنها أجيال متعاقبة.

وحدهم الذين تعاملوا مع الأزمات من منطلق أنهم لا يمتلكون دون سواهم الحق والحقيقة هم الذين أنجزوا تسويات تاريخية ونجحوا فى بناء مصالحات وطنية ومنعوا مجتمعاتهم من حالة الانتحار الجماعى!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حتى لا ندفع الثمن غالياً حتى لا ندفع الثمن غالياً



GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia