كيف تصبح مصر قوية

كيف تصبح مصر قوية؟

كيف تصبح مصر قوية؟

 تونس اليوم -

كيف تصبح مصر قوية

بقلم : عماد الدين أديب

مصر القوية هى الدولة القادرة على تأمين لقمة عيشها، وتحقيق أساسيات العيش الكريم لشعبها، وحماية حدودها والقدرة فى التأثير على محيطها العربى وفضائها الإنسانى.

حينما تتوافر هذه الشروط مجتمعة تصبح مصر قوية.

مثلاً، بصرف النظر عن حب أو كراهية نظام رجب طيب أردوغان فى تركيا، فإنه استطاع هو وحزبه أن يحققوا نهضة اقتصادية وقفزة تنموية تُرضى معظم جموع الشعب التركى سواء من المؤيدين أو المعارضين.

واستطاع أردوغان، دون خوف، أن يناطح الاتحاد الأوروبى فى موضوع سفر الأتراك دون تأشيرة لأوروبا، وأن يناطح الروس فى مسألة سوريا وإسقاط الطائرة الروسية، وأن يناطح الولايات المتحدة فى مسألة طلب المعارض التركى فتح الله جولن.

فعل ذلك مع أوروبا لأنه المحطة الأساسية فى استقبال المهاجرين، وفعل ذلك مع الروس لأن ميزانه التجارى فى المعاملات مع الروس بلغ مائة مليار دولار سنوياً، وفعل ذلك مع الأمريكيين لأنه يمتلك على أرضه أكبر قاعدة أمريكية على الأراضى الأوروبية للطيران فى «إنجرليك».

مثلاً، تستطيع الصين أن تعارض الأمم المتحدة وقرارها بالنزاع مع الفلبين حول ما يُعرف بـ«بحر الصين»، وتستطيع أن تنتج وتبيع سلاحها لمن تشاء لأنها باختصار صاحبة أكبر جيش فى العالم من الناحية العددية، وصاحبة أكبر عدد من سندات الحكومة الأمريكية بعد الخزانة الأمريكية!

تستطيع إيران أن تقف أمام العالم وتُجرى اختبارات الواحد تلو الآخر للصواريخ البالستية، لأن الجميع يعرف أن لديها برنامجاً نووياً قادراً على التخصيب بالماء الثقيل، ولأنها واحدة من أهم دول النفط والغاز فى العالم، ولأنها تمسك بمفاتيح الأمن فى العراق وسوريا ولبنان واليمن وفلسطين وتؤثر فى البحرين وشرق السعودية.

ويعرف العالم أن إيران لديها قاعدة بشرية من العلماء تُعد من الأهم فى دول العالم الثالث.

وتستطيع إسرائيل أن تضرب بقرارات مجلس الأمن عرض الحائط لأنها تملك اللوبى اليهودى الدولى، ولأنها واحدة من أهم الدول المصدرة للسلاح والماس والحمضيات فى العالم.

وتستطيع إسرائيل أن تؤثر فى العالم، لأنها تصدّر برمجيات للعالم بما يساوى 170 مليار دولار أمريكى، ولأن لديها حوالى 70 قنبلة هيدروجينية، ولأن لديها نظاماً صاروخياً وقائياً، ولأنها من أكبر المستثمرين فى سوق المال الأمريكى.

من هنا يجب أن نأخذ «حلم مصر القوية» بالجدية اللازمة من خلال خطة تفصيلية مبرمجة زمنياً للوصول إلى عناصر القوة اللازمة فى الداخل والخارج.

القوة لا تأتى صدفة، إنما من خلال قرار يعى تحديات المستقبل وعناصر القوة المطلوبة فيه للالتحاق بنادى القوى المؤثرة.

وحتى نكون صرحاء مع أنفسنا، نحن، ومنذ أكثر من نصف قرن، نقع فى ذيل قائمة القوى الهامشية فى هذا العالم.

هذه هى الحقيقة المؤلمة التى يجب أن نواجه أنفسنا بها حتى نفيق من غيبوبة الاكتفاء بالتغنى بحضارة الـ7 آلاف سنة فقط!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف تصبح مصر قوية كيف تصبح مصر قوية



GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia