العرب عند «ترامب» فقراء لن يساعدهم وأثرياء يريد ابتزازهم
أخر الأخبار

العرب عند «ترامب»: فقراء لن يساعدهم.. وأثرياء يريد ابتزازهم

العرب عند «ترامب»: فقراء لن يساعدهم.. وأثرياء يريد ابتزازهم

 تونس اليوم -

العرب عند «ترامب» فقراء لن يساعدهم وأثرياء يريد ابتزازهم

بقلم - عماد الدين أديب

أؤمن إيماناً صادقاً بأنه من المصلحة العربية العليا التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية فى كافة المجالات لخدمة الاستقرار والتقدم لدول وشعوب العالم العربى.

هذا ليس كلام شعارات، لكنه موقف تفرضه حقائق وضرورات موازين القوى فى هذا العالم.

قد تكون الإمبراطورية الأمريكية التى ورثت أوروبا القديمة فى طريقها للتراجع خلال ربع القرن المقبل لصالح العملاق الصينى والتنين الهندى وصعود قوى ناشئة فى جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا السوداء، لكن تبقى الولايات المتحدة ذات مكانة عليا، ويبقى الدولار أقوى مكون نقدى عالمى، ويبقى جيشها هو الأكثر إنفاقاً فى العالم، وتبقى مراكز أبحاثها هى الأكثر تطوراً، وتبقى سوقها المالية هى الأكبر حجماً.

لكن كل ذلك فى خطر عظيم، وكل العلاقات الودية بين واشنطن وعواصم عربية كلها على المحك بسبب التهور السياسى والخواء الفكرى لدونالد ترامب، الذى يتعامل مع دول العالم على أنهم زبائن، وحكامهم على أنهم عملاء، وشعوبهم على أنهم مجرد سوق للمستهلكين الأغبياء.

ومنذ فترة قصيرة، التقيت فى عشاء خاص مع أمريكى رفيع المستوى من المقربين للرئيس ترامب، وتجمعهما صداقة شخصية وعائلية منذ أكثر من 27 عاماً، على حد وصفه.

انتابنى فضول شديد أن أعرف من جليسى المباشر على مائدة العشاء إجابة مباشرة وصريحة عن سؤال يشغلنى منذ فترة طويلة، ترددت فى طرحه، ثم تشجعت وسألته: كيف يرى الرئيس ترامب العالم العربى؟

ابتسم الرجل وقال هل تريد الإجابة الدبلوماسية أم الحقيقية؟

رددت على الفور: بالطبع الحقيقية مهما كانت مؤلمة أو مزعجة.

قال الرجل: «أوكى» أنت طلبت الحقيقة وها هى..

ثم أضاف: يقسم ترامب العالم العربى إلى قسمين، القسم الأول يقبض من الولايات المتحدة، والقسم الثانى يدفع لها.

وأضاف: بالنسبة للذين يقبضون، أى الدول الفقيرة التى تحصل على مساعدات من أمريكا، فهى -بمفهوم «ترامب»- أخذت بما فيه الكفاية، وعليها الآن أن تأخذ أقل، أو لا تأخذ شيئاً على الإطلاق.

عُدت وسألته: والذين يدفعون للولايات المتحدة؟ قال: «هؤلاء يراهم زبائن أثرياء، يتعين عليهم أن يدفعوا أكثر».

سألته: لماذا؟

قال: يجب أن يدفعوا ضريبة حماية الولايات المتحدة لهم، إن ترامب يرى واشنطن شركة أمن محترفة توفر خدماتها للآخرين، لذلك يتعين عليها أن تحصل على أعلى سعر لأعلى فاتورة».

خلاصة القول، إن ترامب يعامل شعبه كرئيس مجلس إدارة شركة مقاولات وعقارات يملكها كوريث أباً عن جد، ويعامل العالم ككل بغطرسة القوة، ويتعامل مع العالم العربى كطرف يحتاج للمساعدة دون مقابل، والآخر كزبون مشترٍ.

باختصار، «ترامب» لا يريد أن يدفع لمن يحتاج، إيماناً بأن أمريكا أولاً، ويريد أن يبتز القادرين من العرب، تحت دعوى أن ما أخذوه باليمين مقابل بيع النفط نحصل عليه باليسار، مقابل مبيعات السلاح والدفاع.

هذه الرؤية «الزبائنية» تنزع من الولايات المتحدة مسئولية الدور القيادى للعالم، وتنسف قواعد المصالح الاستراتيجية العليا الثابتة التى تأسست منذ الاستقلال، واحترمها 53 رئيساً سبقوا «ترامب».

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرب عند «ترامب» فقراء لن يساعدهم وأثرياء يريد ابتزازهم العرب عند «ترامب» فقراء لن يساعدهم وأثرياء يريد ابتزازهم



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 13:16 2021 الإثنين ,30 آب / أغسطس

حين يرجع العراق

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 09:51 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

مايكروسوفت تكشف عن اختراق متسللين لأنظمتها

GMT 04:19 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

هيونداي تفوز بأربع من جوائز جود ديزاين لعام 2020

GMT 09:18 2021 السبت ,02 كانون الثاني / يناير

ارتفاع احتياطي تونس من العملة الصعبة إلى 160 يوم توريد

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 12:31 2020 الأربعاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة العشرين: من ولماذا وكيف
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia