تحذير «لا تراهنوا على صبر الناس»

تحذير: «لا تراهنوا على صبر الناس»

تحذير: «لا تراهنوا على صبر الناس»

 تونس اليوم -

تحذير «لا تراهنوا على صبر الناس»

بقلم : عماد الدين أديب

كان «آدم سميث» أحد أكبر مؤسسى فكر الاقتصاد الحر يحذر دائماً من التداعيات الاجتماعية للنظام الرأسمالى، رغم أنه من كبار المنظرين والداعين إليه.

لذلك نجد أن تطبيقات الاقتصاد الحر فى الولايات المتحدة اعتمدت على مجموعة من إجراءات التسكين الاجتماعى وهى:

1 - توفير دعم من الحكومة الفيدرالية للولايات التى توجد فيها الطبقات الأكثر فقراً، فى ما يعرف بـ«طوابع الطعام» أو كوبونات الفقراء التى تقدمها الطبقات الأكثر فقراً إلى «السوبر ماركت» للحصول على أغذية مجانية أو مخفّضة.

2 - تشجيع أصحاب الملايين على عمل مشروعات اجتماعية للفقراء وتحويل أعمال الخير هذه إلى خصومات من مستحقاتهم الضريبية السنوية.

3 - قيام المؤسسات الكنسية بالذات فى منطقة ما يُعرف «بالحزام الإنجيلى» بأعمال إسكان وعلاج وإطعام.

وكان المليونير «كارنيجى» أحد أكبر رجال الأعمال التاريخيين فى الولايات المتحدة وأحد كبار أصحاب نظرية المسئولية الاجتماعية يقول: «إذا أردت أن أشعر بالأمان تجاه ناطحات السحاب التى أشيدها والمصانع التى أبنيها، يتعين علىّ تأمين مناطق الفقر التى تعيش خلف هذه المشروعات».

إذا لم يفعل أصحاب رأس المال ذلك، وإذا لم تنتبه السلطة السياسية إلى هذه المعضلة، فإن الرأسمالية تصبح متوحشة ويؤدى ذلك إلى عدم استقرار اجتماعى، وفوضى أمنية.

وما زلت أحذر، وأكرر، أن قرارات تحرير سعر الصرف هى قرارات ضرورية كان لا بد من اتخاذها منذ أكثر من نصف القرن، وأنه لا إصلاح اقتصادى دونها.

وما زلت أكرر، وأحذر، أنه دون أن تكون هناك قرارات مصاحبة لهذه القرارات تقوم على تسكين الطبقات المتضررة، وهى بالملايين من البسطاء، فإن ذلك قد يؤدى إلى انفجار اجتماعى وعدم استقرار فى البلاد.

وأعتقد أن الذين يراهنون على أن هذه الآثار قد مرت، وأن العاصفة الاجتماعية قد انتهت، وأن صبر الناس أبدى، هم خاطئون تماماً ولا يعرفون قانون الفعل ورد الفعل عند البسطاء.

مهما كانت الناس تحبك، ومهما كانت الناس صبورة وقابلة للتحمل، فإن هذا الشعب مثله مثل كل البشر يكره أن تصبح تكاليف حياته مستحيلة، ويكره أن يكون عاجزاً عن تدبير احتياجاته الأساسية.

أكرر: لا تراهنوا على صبر الناس وعلى رصيد الأمل الذى تولد عقب ثورة 30 يونيو 2013.

كل شىء ينفد، وكل شىء زائل، ولا يبقى سوى وجه ربك ذى الجلال والإكرام.

المصدر : صحيفة الوطن

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحذير «لا تراهنوا على صبر الناس» تحذير «لا تراهنوا على صبر الناس»



GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia