إذا أردت صديقاً فى واشنطن

إذا أردت صديقاً فى واشنطن..

إذا أردت صديقاً فى واشنطن..

 تونس اليوم -

إذا أردت صديقاً فى واشنطن

بقلم : عماد الدين أديب

كان الرئيس الأمريكى هارى ترومان يصف قسوة الساسة فى العاصمة السياسية للولايات المتحدة الأمريكية بقوله: «إذا أردت صديقاً حقيقياً فى واشنطن فابحث لنفسك عن كلب تربّيه!».

وحينما وصف الرئيس دونالد ترامب واشنطن والمجتمع والطبقة السياسية أثناء حملته الانتخابية قال عنها: «إنها مستنقع من الفساد والأكاذيب».

اليوم اكتشف ترامب بالتجربة العملية أن واشنطن مجتمع بلا أصدقاء أوفياء وأن مستنقع الفساد والأكاذيب أعمق مما كان يتخيل.

46 يوماً فقط هى فترة حكم دونالد ترامب حتى تاريخه، وما رآه من هجوم وانتقادات وتعطيل لقراراته وصد ورد من الحزب الديمقراطى المعارض والأجهزة المتعاطفة معه أكبر مما يطيق بشر.

وأخطاء ترامب وإدارته كلها تدل على عدم الخبرة العملية بقانون الفعل ورد الفعل داخل المؤسسات الأمريكية.

جاء دونالد ترامب إلى واشنطن من خارج رحم المؤسسة السياسية التقليدية، فهو لم يكن يوماً عضواً فى مجلس الشيوخ أو النواب، ولم يكن حاكماً، أو عمدة مدينة، ولم يكن جنرالاً فى الجيش أو دبلوماسياً فى الخارجية.

باختصار ليس لدونالد ترامب أى خبرة فى أى وظيفة عامة أو نشاط سياسى قبل ذلك، كل خبرته فى البيزنس، ورئاسة مسابقة ملكة جمال أمريكا، وبرنامج «ذى أبرينتس» الشهير فى التليفزيون الأمريكى.

اقتحم ترامب الرئاسة وهو يعتقد أنها مهمة سهلة، وأنه قادر على إحداث تغيير جذرى فى قواعد اللعبة.

وقع ترامب فى خطأ الاعتقاد بأن رئيس الولايات المتحدة لديه صلاحيات مفتوحة ومطلقة مثل رئيس مجلس إدارة شركة خاصة يملك كل أسهمها.

الرئيس فى النظام الأمريكى لديه سلطات واسعة لكنها جميعها مقيدة مع السلطتين التشريعية والقضائية من أجل إحداث التوازن بين السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية.

اليوم يعيش ترامب فى كابوس طلب التحقيق فى علاقات مساعديه بالمسئولين الروس والكرملين أثناء الحملة الانتخابية والمطالبة بعزل وزير العدل الذى لم يتم أسبوعاً فى عمله، وأيضاً المطالبة بعمل لجنة تحقيق مستقلة للتحقيق فى الملف.

فى اعتقادى أن كل هذه الإشكاليات هدفها وضع «فرامل» معطلة لطموح الرجل «البلدوزر» الذى يريد تحطيم كل ما سبق من إنجازات الحزب الديمقراطى وأولها قانون الرعاية الصحية لأوباما الذى يعتبر «فخر الإنجازات» للرئيس السابق.

هذا الانكفاء على الداخل الأمريكى ومشاكله المعقدة سوف يعطل الكثير من خطط ترامب الخارجية فى إعادة تشكيل العالم!

المصدر : صحيفة الوطن

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إذا أردت صديقاً فى واشنطن إذا أردت صديقاً فى واشنطن



GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia