زمن الفتنة الكبرى

زمن الفتنة الكبرى

زمن الفتنة الكبرى

 تونس اليوم -

زمن الفتنة الكبرى

بقلم : عماد الدين أديب

حينما سأل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيد الخلق: «ماذا يفعل المؤمن منا يا رسول الله إذا أدركته الفتنة؟».

رد سيد الخلق عليه أفضل الصلاة والسلام: «يلزم داره».

ورد الرسول هو رد حكيم بليغ يهدف إلى تحجيم الأضرار وعدم إشغال الأمة بالدخول فى أتون الفتنة التى يمكن أن تحصد الأخضر واليابس.

ومما لا شك فيه أننا نعيش منذ سنوات حالة من الفتنة الكبرى بين أبناء الوطن الواحد الذين استحلوا أموال وأعراض ودماء بعضهم البعض.

إنها حالة مخيفة من الجنون وكأنها عدوى الانتحار الجماعى قد أصابت شعبنا الطيب الصبور.

هذا الجنون، وتلك الهستيريا، وذاك الشعور بالثأر الجماعى يستحوذ على كل طاقات الأمة فى وقت دقيق وخطير يحتاج منا جميعاً إلى التركيز فى إنقاذ الأمة من الاحتضار!

تخيلوا مريضاً يحتضر وأهله يتشاجرون لأتفه الأسباب أمام غرفة العناية المركزة دون أن يتقدموا خطوة واحدة لإنقاذه أو المساعدة على شفائه.

باختصار نحن لسنا على مستوى المسئولية للتعامل مع هذا التحدى الخطير الذى نواجهه.

نحن نواجه عدة تحديات كلها مجتمعة فى تحدٍ كبير وهو تحدى الحياة أو الموت.

اقتصادنا على شفا الهاوية، وشعبنا فى حالة نفاد صبر، ومجتمعنا يعانى -تاريخياً- من نقص حاد فى الخدمات الأساسية، ومياه النيل مهددة، وعلاقاتنا الإقليمية مضطربة والعالم الكبير الذى نحيا فيه فى حالة سيولة وارتباك شديدين.

هذا هو الزمن الأصعب والعصر الردىء الذى يهاجمنا ليل نهار من الداخل والخارج.

هل نحن على مستوى الحدث الجلل؟ أم نحن فى حالة انصراف كامل للجدل البيزنطى والسخرية التافهة وتسخيف كل شىء والتصرف بسلوك عدمى وعبثى مدمر؟.

هل نحن فى مزاج البناء والطاقة الإيجابية والرغبة فى الإصلاح وتضميد الجراح، أم نحن فى مزاج الجنون والهستيريا والثأر والثأر المضاد والتربص لبعضنا البعض؟.

السؤال: هل قررنا الانتحار مع سبق الإصرار والترصد؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

زمن الفتنة الكبرى زمن الفتنة الكبرى



GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia