تاريخ خيبات الأمل الكبرى

تاريخ خيبات الأمل الكبرى

تاريخ خيبات الأمل الكبرى

 تونس اليوم -

تاريخ خيبات الأمل الكبرى

بقلم : عماد الدين أديب

تاريخ مصر المعاصر فى 150 عاماً مضت هو سلسلة من خيبات الأمل الكبرى لشعب مصر الصبور.

فى حكم محمد على باشا، أحد كبار بناة نهضة مصر الحديثة، ذهب أمل الشعب المصرى فى بناء دولة عظمى بعدما حددت أوروبا حدود قوته العسكرية وحاصرت أحلامه فى الامتداد والتوسع.

وفى عهد الخديو إسماعيل، ذلك الحاكم الحالم بتحويل مصر إلى قطعة من أوروبا، الذى أرسل البعثات للخارج، وجاء بالمهندس «هوسمان» من أجل بناء القاهرة الجديدة، وأقام مسرح الكوميدى فرانسيز فى العتبة، وأقام دار الأوبرا الخديوية وجعلها مسرحاً للاحتفال بقناة السويس بعمل فنى عبقرى للموسيقار «فيردى» أصبح مخلداً باسم أوبرا عايدة، تآمر عليه الجميع فى الأسرة العلوية وفى الخارج وتم نفيه وتم وصمه بأنه أفلس الخزينة العامة المصرية وأرهق مصر بالديون.

وحينما حاول أحمد عرابى تعزيز فكرة الوطنية المصرية ضد الحكم المتعاون مع المحتل الإنجليزى فشلت الثورة وتحولت إلى «هوجة عرابى».

وعندما قامت واحدة من أعظم الثورات الشعبية المدنية فى التاريخ المعاصر عام 1919 بيعت الثورة بسبب دخول حزب الوفد فى لعبة البيع والشراء السياسى وضاعت على مصر فرصة نمو أحد أهم الأحزاب الوطنية المصرية المعبرة عن مصالح وأفكار الطبقة المتوسطة المصرية. وعندما قام الحزب الشيوعى المصرى تحول الحزب إلى فرع من فروع الحركة الشيوعية المصرية تحت دعوى «أممية البروليتاريا». وعندما أسس الأستاذ حسن البنا جماعة الإخوان عام 1928 فى الإسماعيلية تحولت الحركة الدعوية التى بدأها بإخلاص إلى تنظيم عنف مسلح.

وعندما فرح الشعب المصرى بمليكه الشاب فاروق الأول تم اختطاف النوايا الطيبة لهذا الملك من قبَل رجال القصر والأحزاب والمحتل البريطانى.

وعندما قامت حركة الضباط الأحرار، بدأت عمليات الانفراد بالسلطة، وتحول قادة الجيش إلى سلطة استبداد دفعت فاتورة أخطائهم الكبرى فى هزيمة عام 1967.

وعندما توفى الرئيس جمال عبدالناصر، كان الأمل أن يتمكن الرئيس أنور السادات من بناء دولة ديمقراطية مدنية، إلا أنه اغتيل وسط جيشه يوم 6 أكتوبر 1981.

وحينما تولى الرئيس حسنى مبارك الحكم ضاع حلم الاستقرار ورفع معدل التنمية وزيادة الاستثمار المباشر بمشروع التوريث الذى أدى إلى ثورة يناير 2011 ودعم الجيش لها.

وحينما نجحت الثورة فى تغيير نظام حكم الرئيس مبارك تم اختطافها بواسطة جماعة الإخوان. وعندما فاز الإخوان بأول رئيس مدنى يأتى عبر انتخابات حرة ثبت أن الذى يحكم هو «الجماعة» وليس المؤسسات المنتخبة. والآن يعانى البعض من الخوف من ضياع الآمال فى ثورة 30 يونيو العظيمة.

إنه تاريخ من الآلام، وإنها 150 عاماً من خيبات الأمل الكبرى.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تاريخ خيبات الأمل الكبرى تاريخ خيبات الأمل الكبرى



GMT 09:34 2021 الجمعة ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الخديو المبذر

GMT 16:26 2021 السبت ,25 أيلول / سبتمبر

الجميلة و «الحمارة الكبرى»

GMT 13:04 2021 الجمعة ,10 أيلول / سبتمبر

ثلاث مصريات من لبنان: البحر من ورائها

GMT 14:39 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

تَغيير الحَمَل... كل يوم

GMT 14:28 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

ابنة الزمّار وحسناء الزمان

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia