«الحكومة مش بابا وماما»

«الحكومة مش بابا وماما»!

«الحكومة مش بابا وماما»!

 تونس اليوم -

«الحكومة مش بابا وماما»

بقلم : عماد الدين أديب

بسقوط مشروع الاتحاد السوفيتى القديم سقط مشروع دولة الرعاية التى تسيطر على كل الثروة وتقدم كل الرعاية.

ولمواجهة الأنظمة الرأسمالية المتوحشة ظهرت أنظمة الضمان الاجتماعى التى توفر الرعاية الصحية والتعليم والخدمات العامة.

أما منطق أن تكون الحكومة هى بمثابة «بابا وماما» التى ترعى المواطن من المهد إلى اللحد بصرف النظر عن قدرتها المالية وكفاءة أجهزتها فى توفير ذلك، فإن هذا المنطق قد تجاوزه الزمن. المعضلة تأتى الآن فى تلك الأنظمة التى تقوم بعملية إصلاح وهيكلة لنظامها الذى ينتقل من نظام «دولة الرعاية» إلى «دولة المواطنين» أى الدولة التى يرعى فيها المواطن نفسه من جراء ناتج وفائض عمله ودخله.

هذه الدول التى تعيش حالة الانتقال يجب أن تقوم بهذه النقلة النوعية بأسلوب واضح وبدائل مناسبة لا تؤدى إلى كارثة اجتماعية وفراغ مدمر لأسلوب الرعاية القديم.

حينما نقول للمواطن سيتم الانتقال من نظام صحى كان معمولاً به منذ نصف قرن إلى نظام جديد، يجب أن يكون البديل مناسباً، وكفئاً وأفضل من السابق وقابلاً للتنفيذ.

حينما نغير بعض مفاهيم مجانية التعليم يجب أن تكون هناك منظومة أفضل وفى مقدور أولياء الأمور.

حينما نقوم برفع الدعم عن الكهرباء والمياه يجب أن يكون هناك نظام بديل نقدى، وشبكة أمان اجتماعية تغطى كل الطبقات غير القادرة على تحمل تكاليف الحياة.

إن عصر الحكومة التى تلعب دور «بابا وماما» فى رعاية المواطنين، يتلاشى حتى فى أكثر الدول ذات الفوائض النقدية مثل السعودية والإمارات والكويت والولايات المتحدة.

نحن بحاجة إلى دور ذكى من جانب الإدارة الحكومية المطالبة بقائمة من الإجراءات التى يطلبها صندوق النقد الدولى مع المحافظة على الأمن الاجتماعى لطبقات تخشى أن تدوسها عجلات وتروس عملية الإصلاح شديدة الصعوبة. تلك هى المسألة حتى لا تنتقل الحكومة من دور الأم والأب إلى دور زوجة الأب المفترية!

المصدر : صحيفة الوطن

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الحكومة مش بابا وماما» «الحكومة مش بابا وماما»



GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia