يجب أن نساعد أنفسنا

يجب أن نساعد أنفسنا

يجب أن نساعد أنفسنا

 تونس اليوم -

يجب أن نساعد أنفسنا

بقلم : عماد الدين أديب

يجب أن نكون صرحاء مع أنفسنا، فيما يخص وضعنا المالى والاقتصادى للسنوات القليلة المقبلة.

ويجب أن ندرك أن مبدأ الاعتماد على المساعدات والهِبات المالية من الدول الشقيقة أو الدول الراغبة فى مساعدتنا لا يمكن أن يكون بمثابة «شيك أبدى على بياض».

دول الخليج العربى تعانى منذ أكثر من عام نقصاً حاداً فى مداخيلها، بسبب الهبوط التاريخى فى سعر برميل النفط من 120 دولاراً إلى 55 (سعر هذا الأسبوع).

هذا يعنى ببساطة فقدان هذه الدول لنصف مداخيلها السنوية، وإذا كانت تستطيع أن تساعدنا اليوم، فإن هذا الأمر سيصبح شديد الصعوبة غداً.

أما دول أوروبا، وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، فهى تعانى إما من أزمات فى الاقتصاد الأوروبى الكلى، أو بالنسبة لفواتير أكبر من قدرتها على التحمّل، مثل دعم اقتصاد اليونان وإسبانيا والبرتغال ضد الإفلاس، أو فاتورة رعاية اللاجئين والنازحين إلى أوروبا.

ولا يمكن التعويل على المساعدات الأمريكية فى مصر التى تتناقص كل عام لأسباب سياسية لا أحد يعرف كيف ستنتهى.

إذن ليس أمامنا -بعد الله سبحانه وتعالى- إلا الاعتماد على الذات، والتصدى بكل شجاعة وإبداع لمواجهة مشكلاتنا المزمنة. مصر دولة لا تعانى من نقص فى الموارد، ولكن تعانى أكثر من أسلوب إدارة هذه الموارد.

كثير من الدول خلال المائة عام السابقة، خاصة فى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، استطاعت أن تعتمد على قدراتها الذاتية، وتعبّئ كل ما لديها من طاقات وعقول، وحققت نهضة شاملة فى جميع المجالات.

يجب أن نتحول من حالة الشكوى من المشكلات إلى مرحلة إيجاد الحلول العملية.

إن حالة البكاء على اللبن المسكوب لن تؤدى بنا إلا لمزيد من اليأس والإحباط الكامل، لذلك فإننا فى احتياج إلى تخطى الشعارات والخطط والبرامج النظرية، والعمل على الإنجاز على أرض الواقع.

يجب أن ننتقل من حالة آلاف المشروعات التى ظلت لسنوات حبيسة الأدراج والملفات إلى تحويلها إلى مبانٍ ومصانع ومزارع ووحدات تنتج وتدعم اقتصادنا الوطنى.

يجب أن نساعد أنفسنا

عماد الدين أديب

يجب أن نكون صرحاء مع أنفسنا، فيما يخص وضعنا المالى والاقتصادى للسنوات القليلة المقبلة.

ويجب أن ندرك أن مبدأ الاعتماد على المساعدات والهِبات المالية من الدول الشقيقة أو الدول الراغبة فى مساعدتنا لا يمكن أن يكون بمثابة «شيك أبدى على بياض».

دول الخليج العربى تعانى منذ أكثر من عام نقصاً حاداً فى مداخيلها، بسبب الهبوط التاريخى فى سعر برميل النفط من 120 دولاراً إلى 55 (سعر هذا الأسبوع).

هذا يعنى ببساطة فقدان هذه الدول لنصف مداخيلها السنوية، وإذا كانت تستطيع أن تساعدنا اليوم، فإن هذا الأمر سيصبح شديد الصعوبة غداً.

أما دول أوروبا، وعلى رأسها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، فهى تعانى إما من أزمات فى الاقتصاد الأوروبى الكلى، أو بالنسبة لفواتير أكبر من قدرتها على التحمّل، مثل دعم اقتصاد اليونان وإسبانيا والبرتغال ضد الإفلاس، أو فاتورة رعاية اللاجئين والنازحين إلى أوروبا.

ولا يمكن التعويل على المساعدات الأمريكية فى مصر التى تتناقص كل عام لأسباب سياسية لا أحد يعرف كيف ستنتهى.

إذن ليس أمامنا -بعد الله سبحانه وتعالى- إلا الاعتماد على الذات، والتصدى بكل شجاعة وإبداع لمواجهة مشكلاتنا المزمنة. مصر دولة لا تعانى من نقص فى الموارد، ولكن تعانى أكثر من أسلوب إدارة هذه الموارد.

كثير من الدول خلال المائة عام السابقة، خاصة فى مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، استطاعت أن تعتمد على قدراتها الذاتية، وتعبّئ كل ما لديها من طاقات وعقول، وحققت نهضة شاملة فى جميع المجالات.

يجب أن نتحول من حالة الشكوى من المشكلات إلى مرحلة إيجاد الحلول العملية.

إن حالة البكاء على اللبن المسكوب لن تؤدى بنا إلا لمزيد من اليأس والإحباط الكامل، لذلك فإننا فى احتياج إلى تخطى الشعارات والخطط والبرامج النظرية، والعمل على الإنجاز على أرض الواقع.

يجب أن ننتقل من حالة آلاف المشروعات التى ظلت لسنوات حبيسة الأدراج والملفات إلى تحويلها إلى مبانٍ ومصانع ومزارع ووحدات تنتج وتدعم اقتصادنا الوطنى.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يجب أن نساعد أنفسنا يجب أن نساعد أنفسنا



GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia