الثورة أم الإصلاح

الثورة أم الإصلاح؟

الثورة أم الإصلاح؟

 تونس اليوم -

الثورة أم الإصلاح

بقلم ـ عماد الدين أديب

منذ الثورة الفرنسية لماذا لم تنجح ثورة واحدة فى العالم أو تنتكس أو تنقلب على عقبيها أو تقوم بحركة تصحيح؟!

كل محاولات الثورات واجهت تحديات وعقبات وإشكاليات كبرى.

والتعريف العلمى للثورة هو أنها عمل خارج النظام والقانون العام لتغيير نظام الحكم والأوضاع القائمة بشكل خارج قواعد القانون العام المعمول به.

وأزمة الثورات فى الثوار.

وأزمة الثوار أنهم يبدأون بنوايا حسنة وتوجهات ملائكية ورغبة فى إزالة قواعد النظام السابق الذى يرونه مستبداً وفاسداً ثم ينتهون بعد استمرارهم -بقوة الثورة- على رأس الحكم أكثر فساداً واستبداداً ممن سبقهم.

الثورة الفرنسية قضت 200 عام حتى تهدأ وأطاحت بالملك لويس ثم جاءت بنابليون بونابرت الذى نصّب نفسه بنفسه إمبراطوراً. والثورة المصرية عام 1952 أطاحت بالملكية والملك فاروق الأول، ملك مصر والسودان، وانتهت بـ12 رجلاً أكثر سوءاً من النظام الملكى.

والثورة الكوبية ما زالت، رغم إنجازها فى الصحة والتعليم، تعانى من انخفاض مستوى معيشة مواطنيها ورغبتها فى التحول إلى الاقتصاد الحر.

والثورة الفيتنامية نجحت فى هزيمة الاحتلال الأمريكى، لكنها فشلت فى إقامة نظام اقتصادى اجتماعى اشتراكى واضطرت إلى فتح أسواقها أمام العالم.

والثورة البلشفية فى روسيا أدت إلى قتل 32 مليوناً من المواطنين ودخول حروب عالمية وإقليمية وقهر شعوب وقوميات لتفرض عليها الاتحاد بالقوة ثم انتهت على يد «جورباتشوف» بقرار تفكيك الاتحاد السوفيتى القديم وسقوط جدار برلين وانتهاء الشيوعية كنظام حكم.

ولعل النظرة المتأملة لما حدث فى الربيع العربى من اليمن إلى سوريا، ومن تونس إلى مصر، ومن ليبيا إلى لبنان، توضح لنا غياب بوصلة الثورة والثوار ومحنة اختيار فكرة ومنهج هدم النظام بدلاً من اعتماد منهج الإصلاح التدريجى.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثورة أم الإصلاح الثورة أم الإصلاح



GMT 06:15 2017 الجمعة ,24 آذار/ مارس

فرنسا: انتخابات مليئة بالمفاجآت

GMT 05:44 2016 السبت ,15 تشرين الأول / أكتوبر

عودة "آل مبارك"!

GMT 05:38 2016 الأربعاء ,20 تموز / يوليو

الإجرامي قبل الإرهابي

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia