«ولا يزالون مختلفين»

«ولا يزالون مختلفين»

«ولا يزالون مختلفين»

 تونس اليوم -

«ولا يزالون مختلفين»

بقلم : عماد الدين أديب

نحن لا نحب من يختلف معنا فى الرأى، لذلك يكون موقفنا منه سلبياً وبدلاً من أن نرد على رأيه ونبدى اختلافنا فى ما قال «نختلف عليه» ونحاول اغتياله معنوياً!

بدلاً من أن أرد على رأيك، أقوم بالحط من قدرك أمام الرأى العام!

لماذا نلجأ لذلك السلوك المدمر؟.

حينما نعجز عن مقارعة الرأى برأى مضاد والحجة بحجة، نسعى لتشويه مصداقية صاحب الرأى، فلا تصبح لوجهة نظرة أى قيمة، لأن صاحبنا تم تشويه مصداقيته!

نحن لا نؤمن بأن الاختلاف هو أحد القوانين التى وضعها الخالق عز وجل.

البشر يختلفون فى أجناسهم وأعراقهم وألوانهم ودياناتهم ومذاهبهم وأوطانهم وأسمائهم وبصمات أصابعهم.

وحكمة الخالق فى ذلك أن الرؤى المختلفة تُثرى الحوار وتدعم المنتج الفكرى للبشرية.

ومنذ بدء الخليقة وحتى قيام الساعة لم ولن يتفق البشر جميعهم على فكر واحد، أو مبدأ واحد، أو شخص واحد، أو رؤية واحدة، أو حل واحد لمشكلة بعينها.

وأخطر ما يمكن أن يرتكبه العقل البشرى هو محاولة تجميد الخلاف بين الناس أو محاولة عقاب الذين يختلفون معنا فى الرأى، لأن فى ذلك محاولة حمقاء لتعطيل سنة الحياة وإحدى الحقائق الكونية الأساسية.

العيب ليس أن نفكر بشكل مخالف، لكن العيب ألا تفكر مطلقاً وتصبح مجرد أحد التروس فى آلة!

لكن...

الخلاف له قواعد منطقية، أولاها حسن الفهم للموضوع، وثانيتها أن يكون الرأى عن قناعة واجتهاد، وثالثتها حسن العرض للفكرة بما لا يعارض الآداب العامة أو يظلم الغير دون سند، أو بهدف التعريض بالآخرين.

ومن أهم شروط الاختلاف أن يؤمن كل الأطراف أنه لا يوجد طرف واحد منهم يمتلك الامتياز الحصرى للحقيقة، وأنه وحده دون سواه، صاحب الحق المطلق.

ومن أهم شروط الاختلاف أنه إذا اكتشف الإنسان أن رأيه كان على خطأ أو اعتمد على معلومات مغلوطة أو مدسوسة، فإنه يتعين عليه شرعاً، ومن باب الالتزام الأخلاقى أن يعلن صراحة عن خطئه ويسعى إلى تصويب الخطأ، وفعل كل ما يلزم لدفع آثاره السلبية عن الغير.

ولعلنا نجد فى كتاب الله ما يمكن أن ينير لنا الطريق فى هذه المسألة، فى قوله تعالى: «وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ» (سورة هود: الآيتان 118 - 119).

اقرأوا مرة أخرى هاتين الآيتين بتعمق، وسوف تفهمون الكثير بإذن الله.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ولا يزالون مختلفين» «ولا يزالون مختلفين»



GMT 08:18 2021 الأحد ,05 أيلول / سبتمبر

بعد كابول "حسن البنّا" في البيت الأبيض

GMT 10:27 2019 الثلاثاء ,19 شباط / فبراير

حوار حزين على مقهى عربى

GMT 09:34 2019 الإثنين ,18 شباط / فبراير

الروسى والتركى والإيرانى يقررون مستقبل سوريا

GMT 09:50 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

درس فى السياسة: «اعرف حدود قوتك»

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia