وطن للإيجار

وطن للإيجار!

وطن للإيجار!

 تونس اليوم -

وطن للإيجار

عماد الدين أديب

يقولون فى الجامعات الأمريكية للطلبة إن النظام الديمقراطى غير قابل للغزو!

ويدرسون للطلبة أن الطغاة هم الذين يفتحون الباب على مصراعيه لدخول الغزاة.

وتركز الدراسات فى أقسام العلوم السياسية الأمريكية أن الأنظمة الديمقراطية لا تحارب بعضها بعضاً، بمعنى قد تختلف، قد تتصارع، قد تتنافس تجارياً أو اقتصادياً، لكنها لا تشن الحروب على بعضها بعضاً.

وحينما تحاول مراكز الأبحاث الأمريكية فهم ودراسة وتحليل أوضاع العالم العربى وأنظمته الحالية وتحاول أن تفهم لماذا تكثر الصراعات والتوترات والحروب الأهلية فى هذه المنطقة -دون غيرها- فى عالم اليوم تصل إلى طريق مسدود.

العالم العربى، بأنظمته، بنخبه السياسية، بمؤسساته المترهلة، بضعف الوعى فيه، وبنقص القدرة على فهم العالم المعاصر، يصيب أى باحث محايد بحالة من الاكتئاب والحيرة.

عرفت البشرية أنظمة متخلفة، وحالات تدهور، وعلامات انهيار، لكنها لم تعرف أبداً أنواعاً من التخلف والتدهور والانهيار مثل ذلك الذى يتعرض له العالم العربى الآن.

أكبر ألغاز العالم العربى أنه يتدهور بمحض إرادته الكاملة وليس رغماً عنه وكأنه قرر أن ينتحر طواعية دون إرغام، أو ضغط من غيره.

تطوعت النخب العربية بالتشرذم والتمزق والخلاف مع بعضها بعضاً وكأن أعظم أمانيها وأكبر غاياتها هو أن تحارب بعضها بعضاً، وكأن عدوها الأول هو فى الداخل وليس آتياً من الخارج.

والمذهل فى حالات الانهيار فى العالم العربى أن القوى السياسية تذهب بقوة نحو القبول بالمؤامرات الخارجية!

كأنه مغناطيس يجذب القوى السياسية نحو أجهزة الاستخبارات العالمية، والمال السياسى، ومحاولة الاستقواء بقوى إقليمية ودولية.

الشيعة يلجأون لإيران، والسنة يلجأون إلى تركيا أو السعودية أو قطر، والأكراد لكردستان، والدروز لوليد جنبلاط، والموارنة للفاتيكان، والإخوان للتنظيم الدولى، وجبهة النصرة للقاعدة، وتبقى إسرائيل -دائماً- على استعداد لتقديم خدماتها سراً أو علناً!

إنها صورة كئيبة ومحزنة لعالم عربى قرر طواعية أن يبيع نفسه للغير!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وطن للإيجار وطن للإيجار



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia