هل هي مسئولية الرئيس وحده

هل هي مسئولية الرئيس وحده؟

هل هي مسئولية الرئيس وحده؟

 تونس اليوم -

هل هي مسئولية الرئيس وحده

عماد الدين أديب

هناك مفهوم خاطئ تماماً لدى معظم الناس فى بلادنا حول التغيير ومناهجه.

هناك دائماً الفهم المغلوط بأن التغيير سهل، وأن الحاكم قادر، برغبته إن أراد، أن يحدثه فى الأمور.

وكأن الحاكم هو «سوبر مان»، أى الرجل الخارق الذى يمسك عصا سحرية تستطيع أن تحول الفقر إلى ثراء والتخلف إلى تقدم، والفشل إلى نجاح.

وكأن الحكم يعتمد على إرادة رجل واحد دون سواه.

ولا يدرك الناس الحقيقة المؤلمة أن هناك هوة واسعة ومسافة هائلة بين «رغبة» الحاكم، وبين «قدرته» على إحداث التغيير.

وفى يقينى أنه لا يوجد حاكم يتمتع بكامل قواه العقلية لا يريد أن تكون بلاده فى مقدمة الدول من ناحية المكانة الاقتصادية والقوة العسكرية والنفوذ الدولى والتأثير البالغ فى الاستراتيجية العالمية.

ولكن التاريخ، وهو خير معلم، علمنا بأن الرغبة شىء والقدرة شىء آخر.

ومن الأخطاء الفادحة التى يقع فيها العقل السياسى المصرى إلقاء مسئولية النجاح أو الفشل على شخص الحاكم وحده.

ولهذا المفهوم أصبح الرئيس جمال عبدالناصر هو الذى انهزم فى يونيو 1967، وأصبح الرئيس أنور السادات هو الذى انتصر فى حرب أكتوبر 1973، وأصبح الرئيس حسنى مبارك هو المسئول عن الفشل الكلوى لدى ملايين المصريين، وأصبح الدكتور محمد مرسى هو المسئول عن انقطاع الكهرباء فى مصر.

لا أحد يحقق الانتصارات والثورات وحده، ولا أحد يتسبب فى الخسائر أو الهزائم وحده.

النجاح أو الفشل، الانتصار أو الهزيمة، التقدم أو التخلف، هى مسئولية تضامنية يتحملها الجميع معاً.

والخوف كل الخوف أن نكرر الخطأ التاريخى ذاته، ونحن نتعامل مع حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى.

علينا أن نتأمل حجم المشاكل المتوارثة تاريخياً، وحال البلاد صبيحة ذات اليوم الذى تولى فيه المسئوليات، ومدى مسئوليته الشخصية ومسئولية فريق عمله التنفيذى، ومسئوليتنا نحن جميعاً فيما يتم إنجازه فى البلاد.

أسهل شىء أن نصدر الأزمة إلى الغير، ومن أصعب الأمور أن ندرك مسئوليتنا فى البناء والتغيير الأصعب فى تاريخ مصر.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل هي مسئولية الرئيس وحده هل هي مسئولية الرئيس وحده



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia