هذا النوع من الحروب

هذا النوع من الحروب

هذا النوع من الحروب

 تونس اليوم -

هذا النوع من الحروب

عماد الدين أديب

من يعتقد أن العمليات العسكرية فى سيناء ضد القتلة والإرهابيين سوف تأتى بنتائجها سريعاً هو -فى حقيقة الأمر- جاهل تماماً لطبيعة الحرب التى يخوضها أى جيش نظامى ضد قوى إرهابية لأمن أى وطن.

هذا النوع من الحروب يحتاج إلى إرادة وصبر ووقت وقدرة على التحمل.

هذا النوع من الحروب لا توجد فيه معركة واحدة حاسمة، لأنها ليست بين جيش وآخر، لكنها بين قوى نظامية معروفة العنوان والموقع والوجود ضد عدو ليس لديه موقع ثابت يقوم باجتياز الزمان والمكان للمباغتة بتوجيه ضربته الغادرة، ثم يهرب إلى الجبال، أو للازدحام السكانى حيث يختلط القتلة بالسكان ولا يمكن التفرقة بينهم.

هذا النوع من الحروب لا توجد فيه قواعد وأخلاقيات الحروب المتعارف عليها منذ بدء الخليقة، لذلك لا يوجد فيها منطق حماية المدنيين ولا يوجد فيها ضرورة إخلاء الجرحى واحترام المعاهدات الدولية وأولها اتفاقية جنيف الخاصة بالمدنيين.

هذا النوع من الحروب تلعب فيه الأيديولوجية الدور الأعظم لذلك ليس غريباً أن يكون منطق تكبيد الآخر أكبر قدر من الخسائر هو المنطق الغالب، حتى لو كان هذا الآخر من قوات الإسعاف أو المطافئ أو الشرطة المدنية أو حتى السكان العزل الذين لا ناقة لهم ولا جمل فى هذه المعارك.

هذا النوع من المعارك القتل فيه يكون على الهوية، ويستباح فيه قتل الشيوخ والأطفال وأسر النساء واختطاف الأجانب والإعلاميين واستخدامهم كدروع بشرية والمساومة عليهم وطلب مبالغ مالية أو مطالب سياسية مقابل الإفراج عنهم.

إنها أسوأ حالات الحروب التى تعرفها البشرية، لذلك يجب أن تعتاد نفسياً على حالات الأخذ والرد والصعود والهبوط فى الموازين وتتعامل من منظور أن كل شىء متاح وأن أى شىء ممكن، لأن العدو الذى تتعامل معه مأجور بلا خلق، فاقد للعقل والمنطق، وجاهل تماماً بأصول الدين.

المعركة طويلة وصعبة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذا النوع من الحروب هذا النوع من الحروب



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia