الجبان الكذاب

الجبان الكذاب

الجبان الكذاب

 تونس اليوم -

الجبان الكذاب

عريب الرنتاوي

هو جبان، لأنه لن يضرب إيران، برغم كثرة تهديداته ... وهو كذاب، لأنه لن يبرم سلاماً مع الفلسطينيين، برغم كثرة المزاعم ومعسول الكلام الذي لا يتوقف عن التلفظ به ... هذا هو «التحليل» الأمريكي، بلا رتوش، لشخصية بينيامين نتنياهو.

لا جديد في هذا التشخيص، فكثرة من الإسرائيليين، سبق وأن وصفت «بيبي» بالكذاب عندما شكّل أول حكومة برئاسته في تسعينيات القرن الفائت ... فالرجل يكذب كما يتنفس، وهو سريع «الاستدارة»، ومن شيمه «بيع أصدقائه وحلفائه» في المزاد العلني، لا يحب سوى نفسه، والمهم أن يبقى في السلطة، مهما كان الثمن، وبأية وسيلة كانت.

لطالما تحدث عن السلام مع الفلسطينيين، فيما أوامره الصريحة لقواته وأجهزته الأمنية والاستيطانية، بقبض أرواحهم وقضم أرضهم وحقوقهم ومقدساتهم ... ولطالما تحدث عن «دولة فلسطينية»، أقله منذ خطاب «بار إيلان»، لكن ما يفعله يومياً، يشي بخلاف ذلك ... المهم أن يرضى عنه، آخر مستوطن وآخر عضو في جبهة اليمين الصهيوني، طالما أن ذلك، هو طريقه للوصول إلى السلطة أو البقاء فيها ... يتعهد للإدارة الأمريكية بشيء، ويعود ليفعل شيئاً آخر... يلتزم مع الفلسطينيين بشيء، فينكث عهده قبل أن يجف حفره ... زئبقي، مراوغ وكذاب.

ما من أحدً مثله، حاول التقرب من الأردن، على سبيل المثال، لكن خناجره المسمومة، كانت دائماً تحت إبطه ... تقرب من الملك الحسين، وحاول اغتيال خالد مشعل في عمان ... يتحدث عن السلام مع الأردن، ويفعل كل ما من شأنه إحراج القيادة الأردنية ... يجمع في شخصه غير الكريم، آيات المنافق الثلاث: إن تحدث كذب، وإن وعد أخلف وإن اؤتمن خان.

وهو فوق هذا وذاك جبان ... خاض معركتين انتخابيتين تحت شعار «تدمير برنامج إيران النووي» ... أشبع العالم تهديداً ووعيداً، بأنه ذاهب إلى الحرب مع طهران، حتى وإن اقتضى الأمر، أن يذهب وحيداً ... لكن إيران تقترب من توقيع «صفقة القرن» مع الولايات المتحدة ومجموعة «5 +1»، وهو ما يزال يلوك التهديد ذاته والوعيد نفسه ... أظهر تردداً في حربه مع قطاع غزة، وبدت قيادته هزيلة بكل المقاييس الإسرائيلية ... وها هي المقالات والتحليلات تتوالى في إسرائيل، كاشفة أوجهاً مختلفة، من ضعف القيادة وجبنها وترددها.

من لم يقو على غزة، لن يفكر بضرب طهران ... ومن يتحسب لحزب الله واحتمالات اجتياحه للجليل في أي حرب مقبلة، لن يجرؤ على الوصول إلى «بوشهر» ونتنز» ... بيد أنه يتصرف كطفل مدلل، عديم الأخلاق، لم ينجح والداه في تربيته وتهذيبه ... يسعى في ابتزاز رعاته وحماته وكفلائه من دول الغرب ... إن لم تذهبوا للحرب نيابة عنا، سأذهب منفرداً، وأضعكم جميعاً في الزاوية، من دون أن يبقى لكم سوى خيار الالتحاق بنا وبخنادقنا ... العالم ملّ هذا الابتزاز وضجر من تلك «الزعرنة»، وأخذ يضيق ذرعاً بـ «أزعر الحي» الذي لا يجلب لأهله وذويه وأصدقائه، سوى المتاعب.

لن يذهب إلى حرب مع إيران، برغم صراخه الممتد لأكثر من ست سنوات حول هذا الموضوع ... ولن يذهب إلى سلام مع الفلسطينيين، لأنه لا يريده أولاً، ويخشى من آثاره على حكمه وحكومته وائتلافه ثانياً... ليس من نوع «القيادات التاريخية» المؤهلة لاتخاذ قرارات تاريخية ... همه الأول والأخير، صغير، وبحجم اهتماماته الشخصية، لذا لا بديل عن الكذب والهجاء والتصعيد، للتغطية على مختلف أوجه الجبن والنفاق الراسخة في شخصيته.

لم أسمع عن زعيم أو قائد، أثار لديه انطباعاً إيجابياً ... نسمع من كثير من الدبلوماسيين، عن قادة يكرهونه أو يحتقرونه ... نسمع عن قادة مضطرين لاستخدام المهدئات لتحمل «ضغط» اجتماعاته الثقيلة بهم ... هو مثال على «الصهيونية المتطرفة» التي تسعى للظهور بمظهر الحمل الوديع ... هو مثال للثعلب الذي برز ذات، بثياب الواعظين ... هو مثال الجبان الذي يحكي مع نفسه في الليل البهيم بصوت مرتفع، للتغطية على خوفه وإخفاء الرعب الذي يسكنه ... هذا هو نتنياهو، بريشة الرسام الأمريكي، الذي فضّل ألا يكشف عن هويته.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجبان الكذاب الجبان الكذاب



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia