عن جيش الإسلام وأكذوبة التهجير

عن "جيش الإسلام" و"أكذوبة التهجير"

عن "جيش الإسلام" و"أكذوبة التهجير"

 تونس اليوم -

عن جيش الإسلام وأكذوبة التهجير

بقلم - عريب الرنتاوي

ضجّت صحف ووسائل إعلام مناهضة لدمشق وحلفائها، بتقارير وتغطيات، تركّزت في مجملها حول عمليات “التطهير والإحلال الديموغرافي” في الغوطة الشرقية، ونددت بما أسمته خططاً للنظام، وحلفائه أيضاً، بتفريغ هذه المنطقة الاستراتيجية من سكانها الأصليين لتحل محلهم مكونات طائفية ومذهبية أخرى.

إن التدقيق في أعداد وأرقام الخارجين من جحيم الغوطة الشرقية، لا يدعم بأي شكل من الأشكال، هذه الفرضيات (اقرأ الافتراءات) ... فنسبة المدنيين إلى المسلحين الذي غادروا على مراحل، وامتطوا مئات الحافلات، لا تزيد عن (3:1)، وهي نسبة طبيعية إذا افترضنا إن معظم المسلحين متزوجين، وأن “تعدد الزيجات” أمرٌ مألوف في أوساط هذه الجماعات، التي تُحرم وتُجرم نظريات “تنظيم الأسرة” و”المباعدة بين فترات الحمل”... أي بمعنى آخر، فإن من غادروا الغوطة هم المسلحون وأسرهم، لا أكثر ولا أقل.

ثم أننا رأينا زحفاً شعبياً عبر الممرات الإنسانية الآمنة، فاق المائة وخمسين ألف مواطن سوري، هربوا من جحيم المعارك وقيود “الدروع البشرية” التي فرضتها عليهم الجماعات الأصولية المتشددة، رأيناهم، يفرون من “جنّات المعارضة” إلى “جحيم النظام” ومناطقه، برغم عمليات التخويف والتخوين التي أخضعوا لها طوال أشهر وأسابيع عديدة ... فلو كان في الأمر تهجيراً و “تطهيراً”، لما سمح لهؤلاء بالمغادرة، ولكانوا هم أنفسهم قد آثروا امتطاء الحافلات إلى مكان آخر.

لن نُصغي لما قاله الخارجون من الغوطة أمام عدسات التلفزة السورية الرسمية أو “الرديفة”، فثمة شبهات كثيرة ستحوم فوق الرؤوس هنا .... ولكن مما عرفنا من بعض الأصدقاء، أن الخارجين رووا قصصاً مروعة عن سنوات الخضوع في ظلال “المليشيات المتأسلمة”، التي لم يُبقِ كثيرٌ منها على أي رمز ديني يتخطى الذقون المسترسلة وعبارات سطحية محفوظة عن ظهر قلب، تعطي حضورهم صورةً أكثر رزانة وجدية، مع أن الكثير من التسريبات التي سبق أن اشتعلت بها وسائط التواصل الاجتماعي، كانت كافية لإظهار قادة هذه الفصائل، ومن بينهم، أكثرهم شهرة، زهران علوش، بوصفهم لصوصاً يتصارعون على اقتسام ملايين الدولارات من “المال الحلال”.

ووفقاً لمصادر عديدة متطابقة، فإن انقسامات “جيش الإسلام” الذي يتخذ من دوما وجوارها، ملاذاً وحيداً له، إنما دارت حول السطوة والثروة، فالمستوى السياسي الخارجي، يعرف أن “قيمته السوقية” ستهبط كثيراً مع خروج الحافلة الأولى لمسلحيه من دوما ... أما “فرسان الداخل”، فمن بين المشاكل التي فاوضوا عليها مطولاً، تلك المتصلة بمصائر “الكاش” الذي تجمع لديهم طوال هذه السنوات، إن عبر قنوات التمويل المعروفة، أو من خلال مقايضة الرهائن والمخطوفين، أو الاتجار بالمساعدات الطبية والغذائية واحتكار أسواق الغوطة.

والأرجح أن كثرة كاثرة من عناصر جيش الإسلام على وجه التحديد، ستؤثر البقاء في الغوطة، فهي تدرك من جهة، إنها غير مرحب بها في مناطق سيطرة “رفاق السلاح والمعتقد” في مناطق نفوذها الشمالية، وهذا ما جعلها تختار جرابلس بدلاً عن إدلب، حيث ينتظرها الموت والإذلال المحتمين من قبل النصرة والفيلق و”الأحرار” وغيرهم ... وهي على يقين من جهة ثانية، بأن ما ينتظرها في جرابلس، هي مهمة قتالية أخرى، لصالح أنقرة هذه المرة، وضد قوات سوريا الديمقراطية على وجه الخصوص ... فتركيا التي فتحت ذراعيها لكل الخارجين من ساحات المعارك في دمشق وأريافها، وقبلها حلب وحمص وحماة وأريافها، إنما كانت تفعل ذلك، من أجل بناء قوة محلية، تخوض بها “حروب الوكالة” ضد أكراد سوريا.

خلاصة القول، إننا ونحن نتابع بكائيات البعض على مصائر هذه المعارضات “المعتدلة”، لا نتمنى للمتباكين ورعاتهم، سوى أن يمنّ الله بمعارضات من شاكلة وطراز “جيش الإسلام” و”أحرار الشام” و”فيلق الرحمن”، ولا نريد أن نضيف “النصرة” إليهم، رفقاً بهم.

المصدر:جريدة الدستور

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن جيش الإسلام وأكذوبة التهجير عن جيش الإسلام وأكذوبة التهجير



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 03:04 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لجعل مداخل المنازل أكثر جاذبية

GMT 11:39 2021 الإثنين ,27 أيلول / سبتمبر

القبض علي عملية هجرة غير شرعية في سواحل صفاقس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia