حماس في لحظة ضعف، فهل فتح في لحظة قوة

حماس في لحظة ضعف، فهل فتح في لحظة قوة؟!

حماس في لحظة ضعف، فهل فتح في لحظة قوة؟!

 تونس اليوم -

حماس في لحظة ضعف، فهل فتح في لحظة قوة

عريب الرنتاوي

    ثمة في رام الله من يفكر بأن الوقت قد حان لا لإتمام المصالحة الفلسطينية، بل لتحجيم حماس إن لم نقل إسقاطها وتسوية كافة الحسابات، قديمها وجديدها، مع الحركة ... مثل هذا التفكير ينطلق في الأساس من قراءة لتداعيات سقوط حكم الإخوان والرئيس محمد مرسي في مصر، على حماس وغزة والجماعات الإخوانية في عموم المنطقة ... فضلاً عن المأزق السياسي المالي الذي تعيشه حماس، حكومة وحركة. ويمضي أصحاب وجهة النظر هذه في مدّ الأمور على استقامتها، فيقترحون إعادة النظر في منظومة المبادئ والاتفاقيات والتوافقات التي تم التوصل إليها عبر السنوات الأخيرة، من أجل إنجاز المصالحة ... منطلقين من فرضية أن ما أخذته حماس في زمن صعود الإسلاميين ومناخات الربيع العربي، لا يجب أن تحظى به، بعد أن بدأ الإخوان رحلة الهبوط غير الآمن من على القمة، وتراجعت شعبيتهم ومكانتهم وفقدوا السلطة في مصر، وهم في طريقهم لفقدانها في دول أخرى. ومن أجل تسويغ وتسويق هذه المقاربة، يسعى أصحابها إلى استحضار بعض صفحات "التغوّل" الحمساوي على فتح، عندما كانت الأخيرة في ذروة ضعفها، بدءاً بـ “الانقلاب/ الحسم"، وانتهاءً بالاستقواء بالمحور المصري (مرسي) – التركي – القطري، وما وفّره أركان هذا المحور الممتد لعواصم أخرى، من قدرات مالية وتفوق سياسي للحركة الإسلامية على الفصيل المؤسس للحركة الوطنية المعاصرة: فتح. مثل هذا المنطق أو بالأحرى (اللا منطق) ليس حصرياً بالفلسطينيين وحدهم دون سواهم، بل هو "لا منطق" عربي بامتياز، ومن يَعُد ستة أو سبعة عقود للوراء، يرى كيف تبادلت مختلف التيارات السياسية والفكرية العربية حروب الإلغاء والإقصاء، وصولاً إلى الحالة المصرية قبل 25 يناير وبعد 30 يونيو ... فكلما لاحت فرصة لفريق لتصفية الفريق الآخر، سارع إلى اغتنامها، فكان الحصاد صفرياً، بل ما دون ذلك بكثير. حماس اليوم، ليست في أحسن حالاتها، هذا أمر تلتقي حوله مختلف القراءات والتقديرات الجادة، غير المنحازة وغير المتصيّدة ... بل ويمكن القول، أن حماس تقف اليوم على عتبات مرحلة استراتيجية بالغة الدقة والصعوبة، وهي ستزداد دقة وصعوبة إن قُدّرَ لقطار الحل السياسي والدبلوماسي أن ينطلق من محطتيه السورية والإيرانية إلى غايته النهائية، دع عنك حالة الاستهداف التي تعيشها الحركة كفصيل من الجماعة الأم، من قبل دول ومراكز إقليمية نافذة. لكن من قال إن فتح اليوم في المقابل، تعيش أحسن لحظاتها؟ ... ألا يدلنا أصحاب النظرية إياها على شواهد تدعم فرضية أن فتح في حالة صعود، وأنها قادرة على أن ترث حماس بما لها وما عليها؟ ... ثم وبفرض أن فتح والسلطة تمر بلحظة انتشاء سياسية ومالية، على خلفية المفاوضات والاعتراف الدولي وغيرهما، من قال إنها ليست لحظة طارئة، بل وقد تكون أقصر مما يتخيّل كثيرون؟ ... هل تجاوزت السلطة ضائقتها المالية والاقتصادية على سبيل المثال؟ ... هل ثمة أي رهان من أي نوع على نجاح مسار المفاوضات الذي استنزف ثلث الوقت المقدر له من دون نتيجة؟ ... ألا يقرأ القائلون بهذه النظرية مغزى ما يجري في القدس وضد الأقصى والمقدسات، وهل تُبقي الشهية العدوانية – التوسعية – التهويدية الإسرائيلية أحداً في رام الله من دون أن تُجلله بمشاعر الحرج والعجز؟ ... ألا يقرأون إرهاصات عودة "غضب الضفة" للاشتعال من جديد تحت وقع الضربات الاستيطانية والتوسعية للاحتلال؟ ... هل أنتم مستعدون لملاقاة هذا الاستحقاق؟ ... هل تستطيعون ملاقاته وحدكم؟ ... هل أنتم قادرون على النهوض بأعباء كنس الاحتلال وتحقيق الاستقلال والسياسة حتى على الأراضي المحتلة عام 1967؟ حماس اليوم في حالة ضعف وعزلة، ومن المرجح أن تستمر على هذا الحال لزمن غير معلوم ... وأحسب أن هذه لحظة مواتية للمصالحة، لا لتصفية الحسابات وتسويتها ... ومن مصلحة فتح، أن تبادر إلى مد اليد لحماس اليوم، وليس غداً ... وعلى عقلاء فتح أن يدركوا أن لحظة انقلاب الموازين قد لا تكون بعيدة جداً، بل وقد تقاس بالشهور فقط لا أكثر، عندما يعود المفاوض الفلسطيني بخفي حنين، وتشتعل الضفة بغضب أبنائها، وتسقط كل الحسابات الزائفة والأوهام، فلا يتبقى سوى ما ينفع الناس، وما ينفع الناس الفلسطينيين، هو تسريع خيار المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية والتمهيد لشق خيار كفاحي جديد أمام الشعب الفلسطيني، ونذكّر أن كان للأمر قيمة عند هؤلاء، بأننا ونحن نتفق مع نظرية "ضعف حماس"، بأن إسرائيل ما زالت قوية، بل الأقوى، إن كانوا ما زالوا على اعتقادهم بأن التناقض الرئيس للشعب الفلسطيني هو مع إسرائيل وليس مع حماس.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حماس في لحظة ضعف، فهل فتح في لحظة قوة حماس في لحظة ضعف، فهل فتح في لحظة قوة



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia