أما آن «للشرعية» اليمنية أن تصحو من غيبوبتها

أما آن «للشرعية» اليمنية أن تصحو من غيبوبتها؟!

أما آن «للشرعية» اليمنية أن تصحو من غيبوبتها؟!

 تونس اليوم -

أما آن «للشرعية» اليمنية أن تصحو من غيبوبتها

بقلم : عريب الرنتاوي

لم يجد السيد جون كيري حاجة للحديث إلى حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، أو حتى لمحادثة “الرئيس الشرعي” بشأنها آخر مهمة للتوصل إلى اتفاق لحل الأزمة اليمنية قبيل رحيل إدارة الرئيس أوباما، ومجيء إدارة ترامب الجديدة… لكأن لسان حاله يقول: أنه يفضل التعامل مع الطرف “الأصيل” في هذا الفريق، على أن يصرف ما تبقى لديه من وقت وجهد في مخاطبة “الطرف الوكيل” الذي لا حول له ولا قوة.

قبلها، كان السيد إسماعيل ولد الشيخ، يفعل شيئاً مشابهاً، فيعلن عن مبادرة جديدة لحل الأزمة اليمنية، أقرب إلى وجهة نظر الحوثيين ومطالبهم، من دون أن يصغي لتحفظات فريق “الشرعية” المعترف به دولياً، والذي استمرأ حكاية أنه “الشرعية” وإن الآخرين مارقين ومتمردين عليها … صحيح أن الفريق الحوثي تحفظ على مبادرة ولد الشيخ، لكنه عاد وقبل بأن تكون أساساً للبحث والتفاوض، بخلاف جماعة “هادي” التي رفض رئيسها، مجرد استلام الأوراق من الموفد الأممي.

وقبل هذه وتلك، وعلى هامش اجتماعات “الرباعية الدولية” الأخيرة حول اليمن، خرج علينا وزير الخارجية الأمريكية، بتصريحات يعرب فيها عن تقديره للمكانة التي يحتلها هادي كرئيس “شرعي” لليمن، ولكنه يطالبه بلغة واضحة، بان يصغي لمطلب وقف إطلاق النار، والمؤكد أن جون كيري، كان في موقفه ذاك، يعكس حجم التحولات في الموقف الأمريكي – الأمريكي، ويعبر عن قبول سعودي – إماراتي مضمر بالتوجهات الدولية الجديدة حول اليمن.

خلاصة هذه المعطيات، ان حكومة هادي تتجه لأن تكون “ليست ذي صلة”، أقله من وجهة نظر المجتمع الدولي، وهي كذلك من زاوية نظر أهم حليف للسعودية في حربها على اليمن: الإمارات المتحدة، حيث سبق لرجلها في القيادة اليمينة خالد البحاح، أن صرح بأن أيام هادي في الرئاسة باتت معدودة، فيما المبادرة الأممية، تحدثت عن تجريده من صلاحياته، بمجرد الوصول إلى اتفاق، ودعته لتفويضها لنائب رئيس متفق عليه، بعد أن يكون نائب الرئيس الحالي، الذي اختاره هادي في خطوة استفزازية للفريق الآخر، ولـ “أبو ظبي”، قد “خرج من التداول” من منصبه بمجرد توقيع الاتفاق.

لكن المشكلة، أن هذه الحكومة، مثلها مثل الحكومات التي على صورتها وشاكلتها، تعيش “حالة إنكار” مستفحلة … هي تدرك أن لا قيمة لها بذاتها، وأن وزنها مستمد من الدعم والغطاء الإقليمي والدولي الذي حظيت به، وهي تجد صعوبة بالغة في إدراك أن هذا الدعم، قد تقلص إن لم نقل تلاشى، وأنها تتحول والحالة كهذه، من رصيد لهؤلاء الحلفاء وذخر وحصان طروادة لهم، إلى عبء عليهم، لن يجدون صعوبة في التخفف أو التخلص منه.

يخرج وزير خارجية هادي، الناصري السابق، ليعلن أن أفكار كيري وتوافقاته التي صنعها في مسقط، مع السعودية وجماعة الحوثي، لا قيمة لها، وأنها لا تعنيهم بشيء على الإطلاق … تماماً مثلما فعل رئيسه عندما عرض ولد الشيخ عليه خطته للحل، إذ اعتذر عن عدم استلامها، وتشدد في إبداء الرفض لها والتنديد بصاحبها .

والحقيقة أن مواقف كيري – ولد الشيخ لم تفاجئنا أبداً، فقد سبق أن توفرت إشارات لدينا، تؤكد حصول تحولات في المواقف الإقليمية والدولية من الأزمة اليمنية، خصوصاً بعد أن تبدد “التحالف العربي” ، لكن المفاجأة الكبرى، إنما تأتي من مصدرين”: الأول، الاستجابة السعودية، السريعة نسبياً، للتوجهات الدولية / الأممية الجديدة حيال اليمن، والثاني، تفشي “حالة الإنكار” التي تعيشها حكومة السيد عبد ربه منصور هادي.

لا ندري إن كانت مدافع الحرب اليمنية وصواريخها، ستصمت يوم الخميس القادم كما اقترح جون كيري، ولا ندري ما إذا كانت حكومة الوحدة الوطنية ستتشكل قبل نهاية العام، أي قبل رحيل إدارة أوباما، أم لا … فهذه ليست المحاولة الأولى لتثبيت وقف إطلاق نار في اليمن، ولا هي المرة الأولى التي يجري في التوافق على تسريع التوافق السياسي، وتشكيل حكومة وفاقق وطني جديدة … لكن كل يوم يمضي في هذه الحرب، ومهما بلغت حدة التصريحات “الشرعية” المهددة بإنهاء الظاهرة “الانقلابية” واستئصالها، كلما تعمقت قناعة المجتمع الدولي بضرورة الحل السياسي، واستحالة الحل العسكري استتباعاً، وكلما تكرس فريق “المتمردين” فريقاً “شرعياً” في الحرب والحل، وكلما فقد فريق الحكومة “الشرعي” المزيد من “شرعيته” ومن ماء وجهه كذلك.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أما آن «للشرعية» اليمنية أن تصحو من غيبوبتها أما آن «للشرعية» اليمنية أن تصحو من غيبوبتها



GMT 18:13 2021 الإثنين ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالله بن زايد في دمشق: ما الذي حمله في جعبته؟

GMT 14:13 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

بعد العاصفة، ما العمل؟

GMT 14:38 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل و"حرب السفن"

GMT 14:41 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

مدرستان في التفكير الإسرائيل حيال الأردن

GMT 15:57 2021 السبت ,03 إبريل / نيسان

الانتخابات الفلسطينية (1-2)

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia