عن الرئيس المتهم بتعطيل مبادرة ليست جاهزة ومفاوضات غير قائمة أصلاً

عن الرئيس المتهم بتعطيل "مبادرة ليست جاهزة" و"مفاوضات غير قائمة أصلاً"

عن الرئيس المتهم بتعطيل "مبادرة ليست جاهزة" و"مفاوضات غير قائمة أصلاً"

 تونس اليوم -

عن الرئيس المتهم بتعطيل مبادرة ليست جاهزة ومفاوضات غير قائمة أصلاً

بقلم - عريب الرنتاوي

خطة ترمب جاهزة كما يقول مايكل بينس، مع أن المتحدثين في واشنطن، وحتى يومنا، ما انفكوا يؤكدون مضي الخبراء وكبار المسؤولين في “وضع اللمسات الأخيرة” عليها... المشكلة تنتظر كما يقول نائب الرئيس الأمريكي، قبول الفلسطينيين بالمبادرة والعودة للمفاوضات ... الرجل لا يكتفي على ما يبدو بوضع الحصان أمام العربة، بل ويريدنا أن نصدق تبريراته تلك، وأن نشاطره الطلب إلى الفلسطينيين بالعودة إلى طاولة مفاوضات، ليست موجودة أصلاً، والقبول بخطة لم تعرض عليهم ابتداءً ... أي “منطق” هذا؟

تصريح السيد بينس، الغريب العجيب، يشف عن بعض ما تُضمره إدارة ترمب للفلسطينيين، ومن الواضح أنها لا تضمر خيراً لهم ... فهو لم يكتف بالتشديد عشرات المرات، وبصورة استفزازية، على أن القدس عاصمة إسرائيل، وأنه شديد السعادة بهذه اللحظات والقرارات التاريخية، وأن رضا إسرائيل من رضا الله، كونها التجسيد الفعلي للوعد الإلهي للشعب المختار، والتوطئة الضرورية لظهور المسيح ويوم القيامة، لكنه يمهد لخطوات أخرى لاحقة، لا تقل خطورة عن قرار ضم القدس.

واشنطن هذه الأيام سعيدة بـ “التفكير الجديد” لإدارة ترمب حيال المسألة الفلسطينية، ترمب المرشح وعد بهذا، منتقداً الأداء الفاشل للإدارات المتعاقبة من جمهورية وديمقراطية على حد سواء ... وبعد طول تفكير وبحث وتمحيص، اهتدى الرجل وفريقه إلى الطريقة الفضلى للتخلص من العقبات التي تحول دون التوصل إلى اتفاق نهائي، القدس كانت أهمها، فقرر إزاحتها عن المائدة والإقرار بضمها لإسرائيل ... اللاجئون عقبة ثانية، فقرر شطبهم وشطب حقوقهم في العودة والتعويض، بدءاً بالأونروا، انسجاماً مع الرؤية الإسرائيلية ... إسرائيل تتطلع لإبقاء سيطرتها الأمنية السيادية على الأرض والفضاء والمعابر والحدود، فمنحها ذلك وفقاً لأدق التسريبات حول مضمون خطته الجديدة ... وإسرائيل تتطلع لضم مساحات واسعة من الضفة الغربية، بحجة استحالة ترحيل 700 ألف مستوطن، فقرر إعطاءها ما تريد، مع “هامش صغير” للمناورة بحدود خمسة بالمائة أكثر أو أقل.

هي عبقرية من “كان الأخير زمانه، الذي قرر ذات صباح، أنه سيأتي بما لا يتستطعه الأوائل” ... كل ملف شائك في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، تجري إزاحته عن الطاولة، وتقديمه على طبق من فضة لإسرائيل، ولذلك لم يجد الرئيس ولا نائبه، حرجاً في القول إن عملية السلام بعد قرار ترمب حول القدس، باتت أسهل وأيسر تناولاً مما كانت عليه قبل القرار ... هل ثمة من عاقل واحد على هذه الأرض، يقبل بهذه المقاربة، وهل انحدر العقل الأمريكي إلى هذا المستوى من الركاكة والسذاجة؟

ولأن الإدارة تدرك في أعماقها، أن قرارها حول القدس وصفقتها المنتظرة، صفقة القرن، هي بضاعة فاسدة لن تجد من يشتريها، فقد قررت سلفاً ومقدماً، فتح النار على الفلسطينيين، في خطوة استباقية، بدأت بقرار إغلاق مكتب منظمة التحرير بوصفها “جماعة إرهابية”، ولا نعرف متى تنتهي أو كيف ومتى.

على أننا فوق هذا وذاك وتلك، نشتم رائحة محاولة أمريكية – إسرائيلية لإعادة انتاج التاريخ مجدداً، فمثلما تعرض الرئيس الراحل ياسر عرفات لعملية شيطنة من قبل الإدارة الجمهورية وحكومة شارون في حينه، انتهت بقتله بالسم الزعاف محاصراً في “مقاطعته”، نرى اليوم جهداً مكثفاً، تنخرط فيه الأطراف ذاتها، لشيطنة “أبو مازن” واعتباره ليس ذي صلة، بل واتهامه بالتطرف والتشدد وإطلاق النار على أقدامه، وانتهاجه سياسة “العداء لأمريكا” ... مثل هذه الحملة، تضع نصب أعين القائمين عليها، هدفين اثنين، الأول، أو الحد الأدنى، ويتمثل في ابتزاز الرئيس الفلسطيني باستخدام مزيج من التكتيكات، العصا والجزرة، التجويع والتركيع، والثاني، الحد الأقصى، الخلاص منه، والبحث عن قيادة بديلة مطواعة، كان الحديث عنها قد سبق قرار ترمب، ومهد لصفقة القرن.

تحميل الفلسطينيين مسؤولية عدم الإعلان عن مبادرة لم تكتمل فصولها بعد، واتهام الفلسطينيين بالامتناع عن المشاركة في مفاوضات ليست قائمة أصلاً، ليس سوى الجزء الظاهر من “جبل جليد” هذه الحملة، فيما التقديرات تشير إلى أن الآتي أعظم ... والحملة المذكورة، وإن اتسمت بالركاكة والسذاجة في مقارباتها ومحاججاتها، إلا أنها حملة جدية، ومفعمة بالخطورة والتهديد لقضية الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة.

إن كانت المبادرة /”صفقة القرن، جاهزة كما يزعم بينس، فلماذا لا تبادر واشنطن للكشف عنها وإعلانها دفعة واحدة، وليس بالتقسيط، وهل تنتظر واشنطن ضوءً أخضر من عباس لفعل ذلك؟ ... لماذا لا تقدم الإدارة على “إحراج” عباس بإعلان المبادرة، طالما أنها منصفة وعادلة وترضي الجميع، بدل التكتم عليها، وتمريرها على دفعات، كل دفعة منها، يسقط معها أحد الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني؟ ... أليس “إحراج” عباس أسهل وأفضل من “إخراجه”، طالما أن واشنطن مصرة على أنها ما زالت تتوفر على مؤهلات ومزايا الوسيط النزيه بين الفريقين؟ ... أليس الكشف عن المبادرة، هو مطلب ملح، فلسطينياً وعربياً ودولياً، فلماذا تلجأ إدارة ترمب للتلكؤ والمماطلة في البوح عن تفاصيلها وبنودها، وإلى متى ستكتفي واشنطن بنفي كل ما يصدر عن مضامين المبادرة من تسريبات، ومن دون أن تبادر للكشف عن محتويات “صندوقها الأسود”؟

المصدر : جريدة الدستور

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الرئيس المتهم بتعطيل مبادرة ليست جاهزة ومفاوضات غير قائمة أصلاً عن الرئيس المتهم بتعطيل مبادرة ليست جاهزة ومفاوضات غير قائمة أصلاً



GMT 18:13 2021 الإثنين ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عبدالله بن زايد في دمشق: ما الذي حمله في جعبته؟

GMT 14:13 2021 السبت ,10 إبريل / نيسان

بعد العاصفة، ما العمل؟

GMT 14:38 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل و"حرب السفن"

GMT 14:41 2021 الثلاثاء ,06 إبريل / نيسان

مدرستان في التفكير الإسرائيل حيال الأردن

GMT 15:57 2021 السبت ,03 إبريل / نيسان

الانتخابات الفلسطينية (1-2)

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 03:04 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مبتكرة لجعل مداخل المنازل أكثر جاذبية

GMT 11:39 2021 الإثنين ,27 أيلول / سبتمبر

القبض علي عملية هجرة غير شرعية في سواحل صفاقس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia