ثلاثة أخطاء يقع فيها الرؤساء عادة

ثلاثة أخطاء يقع فيها الرؤساء عادة

ثلاثة أخطاء يقع فيها الرؤساء عادة

 تونس اليوم -

ثلاثة أخطاء يقع فيها الرؤساء عادة

معتز بالله عبد الفتاح

فى حوار علمى ساخن على مائدة الطعام حيث يأكل «موع موع» الفول والطعمية وتأكل «أم ميئش» ما تيسر من بقايا أكل اليوم الماضى، قالت «أم ميئش»: انت عارف يا «موع موع» إن فيه أخطاء متكررة بيقع فيها «البنى آدمين» وبالذات اللى فى موقع المسئولية.

قلت لها: «علّمينى يا قطتى العزيزة من حكمة القطط التى عندك».

قالت: «هقول لك».

أولاً: تغليب ما هو ملح (urgent) على ما هو مهم (important):

تعرف يا «موع موع» إن من أكثر الانتقادات التى وجهت إلى الرئيس الأمريكى هربت هوفر أنه كان «رجل مطافئ» بارع لكنه فى النهاية لم ينجز أى شىء يذكره له التاريخ.

ومثله فى حالتنا مثل المسئول الذى يعالج يومياً عشرات القضايا التى تجعله شديد الانشغال وقليل الإنجاز فيتحول إلى شخص «مشغول جداً لدرجة أنه لا وقت لديه للتفكير طويل المدى» أو كما يقول الفرنجة الملاعين: «Too busy to think strategically» فتسأله: إيه الأخبار؟ يقول لك: عملت 340 حاجة مش مهمة بس كان لازم أعملها.

طيب والحل يا «أم ميئش»: عادة ما تكون هناك وحدة تسمى بوحدة إدارة الأزمات التى تعالج المشاكل اليومية مثل: بيت وقع، سيول هتنزل أو نزلت، نقص فى زيت التموين.

أما الرئيس فيركز على ما هو وجودى (existential) أى يرتبط بالهوية والرؤية العليا للبلاد وما هو استراتيجى (strategic) أى ما هو طويل المدى ومتعدد المراحل ومتعدد الأبعاد مثل قرار الرئيس المنتظر بتشكيل مجلس أعلى للاستثمار برئاسته. ويترك ما هو تكتيكى (tactical) أى يرتبط بتحويل الاستراتيجيات إلى خطط عمل وما هو تشغيلى (operational) أى يرتبط بإدارة المؤسسات وما هو (procedural) أى إجرائى يرتبط بالقرارات اليومية والتفصيلية للوحدات الأدنى. ولكنه مطالب بمتابعة النتائج على الأرض أى الـ (outcomes) وليس فقط أن يبلغه من هم دونه بعدد الاجتماعات واللجان والمراسلات.. المهم النتائج على الأرض وكيف شعر الناس بها.

ثانياً: التركيز على كل حاجة فلا ينجز أى حاجة:

قامت «أم ميئش» من مكانها باحثة عن فنطاس المياه كى تشرب، وبعد أن شربت قالت: الغلطة الثانية التى يقع فيها الناس اللى فى السلطة ألا يحدد أولوياته فيقع فريسة للمشاكل وبدلاً من أن يحل بعض المشاكل تبلعه كل المشاكل.

وبعدين أنتم متأخرون أوى يا «موع موع» يعنى قصتكم مش سهلة. علشان كده لازم تركزوا على ما هو فى قمة الأهمية وله تأثير كبير على بقية المجالات. فاكر زمان لما كتبت وقلت الرئيس لازم يعطى 80 بالمائة من وقته لعشرين فى المائة من المشاكل واخترت 5 مشاكل أساسية. وكذا حد من الناس اللى بتفهم عجبته الحكاية؟

قلت «لأم ميئش»: فاكر والفكرة وصلت للرئاسة وناقشونى فيها وقالوا إنهم بيطبقوها بس هم محتاجين سنتين قبل ما النتائج تبان للناس.

طيب والحل يا «أم ميئش»: لازم حد يكلم الناس، هو ده التسويق السياسى (political marketing)، ويوضح لهم إيه أولويات الرئاسة بالضبط علشان الناس تساعد. وبدل ما الرئيس واللى معاه يزقوا الأوتوبيس لوحدهم، ناس كتير تانية مستعدة تساعد لو فهموا بس إيه المطلوب.

ثالثاً: بناء البنيان ونسيان الإنسان:

قالت «أم ميئش»: ممكن تعملوا طرق جديدة بس الحوادث هتزيد لأنكم مش بتدربوا ولا توعّوا ولا بتطبقوا قواعد المرور صح.

ممكن تعملوا محطات كهرباء أكثر بس انتم بتتعاملوا مع الكهرباء وكأنها ببلاش. وهكذا فى كل المجالات.

تربية الإنسان على الفضيلة (وفقاً لسقراط والفارابى) وعلى احترام القانون (وفقاً لأرسطو والماوردى) وعلى الخوف من مخالفة القانون (وفقاً لمكيافيللى والغزالى) وعلى العيش المشترك والعمران الجامع (وفقاً لجون لوك وابن خلدون)، جزء منسى من أجندتكم السياسية يا «موع موع».

غالباً هتعملوا قناة السويس الجديدة والمشروعات القومية كلها وهتغنوا وتفرحوا وتطبلوا لكن مش ناس كتير هتحس بالفرق. كل المشروعات دى ممكن توفر لكم فى الأربع سنين مليون فرصة عمل، بس انتم خلال الأربع سنين هتزيدوا عشرة ملايين. يعنى من الآخر انتم بتضحكوا على نفسكم.

«أم ميئش» قالت كلمتها الأخيرة ثم تثاءبت ورحلت ونامت.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثلاثة أخطاء يقع فيها الرؤساء عادة ثلاثة أخطاء يقع فيها الرؤساء عادة



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia