معتز بالله عبد الفتاح
يسعد الإنسان بأى أخبار إيجابية عن مصر.
هذا البلد، كأى بلد، يخضع لقانون: «القوة والمقاومة». قوة الإصلاح ومقاومة الإصلاح. قوة من يريدون لهذا البلد أن يكون أفضل، ومقاومة من يريدون له أن يكون أسوأ. هناك من يموتون من أجل أمن وأمان هذا البلد، وهناك من لا يتورعون عن قتل أبنائنا وتدمير مجتمعنا.
لا أتوقع أن يستيقظ أحدنا كل يوم ليقول ما الذى علىّ أن أفعله اليوم كى يكون المجتمع أسعد وأفضل. هذه مثالية غير منطقية. ولكن فى الوقت نفسه، لا أتوقع أن يكون أغلبنا يستيقظ بمنطق «إن شا الله تولع». هذه انهزامية غير منطقية.
حين تضع الدولة والمجتمع معها الأولوية لقضية ما فإنها تحقق فيها إنجازات ملحوظة. ومن ضمن هذه القضايا التى أعطتها الدولة أولوية واضحة، خلال العامين الماضيين، قضية الأمن. وقد جاء فى جريدة «الحياة» اللندنية تقرير عن زيادة إحساس المصريين بالأمان خلال الفترة الماضية.
أظهر تقرير صادر عن مركز «غالوب» للإحصاء احتلال هونغ كونغ المركز الأول عالمياً فى درجة الأمان، و«تمسك» أمريكا اللاتينية بالمركز الأخير للعام السادس على التوالى.
وحصل إقليم أمريكا اللاتينية على درجة 55 من أصل 100 نقطة وهى الأقل بين الأقاليم الأخرى، بحسب مقياس «القانون والنظام فى العالم» الذى يقيس «إحساس الناس بالأمان داخل مجتمعاتهم»، فى حين حصلت أقاليم جنوب شرقى آسيا، والولايات المتحدة، وكندا، وأوروبا، وشرق آسيا، على النتائج الأعلى، إذ سجّلت هذه الأقاليم درجة 76 على المقياس أو أعلى. وكانت النسبة الأعلى عالمياً ممن يشعرون بالأمان أثناء المشى ليلاً فى هونغ كونغ، التى قال 91٪ من سكانها إنهم يشعرون بالأمان.
وقال 22٪ فقط من سكان فنزويلا إنهم يشعرون بالأمان أثناء المشى ليلاً فى بلادهم، وهى النسبة الأقل فى العالم.
وما يهمنا أن مصر سجلت الارتفاع الأكبر بين دول الشرق الأوسط، إذ ارتفعت 24 درجة فى المقياس، صعوداً من 54 درجة فى 2013 إلى 78 درجة فى 2014 بعد الانتخابات الرئاسية التى صعد فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى السلطة، ما رفع الدرجة التى سجلها إقليم الشرق الأوسط، وتعزو «غالوب» فى تقريرها ارتفاع درجة إقليم الشرق الأوسط إلى ارتفاع نسبة مصر فى المقياس، بالإضافة إلى عدم وجود أى بيانات من سوريا.
وتشير نتائج المسح إلى أن مصر سجلت الارتفاع الأكبر فى مقياس «القانون والنظام فى العالم».
وجاءت اليمن الأقل أماناً فى الشرق الأوسط. وعزا التقرير هذا السقوط إلى انخفاض نسبة ثقة اليمنيين فى قوات الشرطة المحلية.
وحققت روسيا أكبر ارتفاع فى مقياس الشعور بالأمان بين الدول الشيوعية سابقاً، إذ صعدت نسبتها من 57 فى 2013 إلى 63 فى 2014.
وآسيوياً، حصلت كوريا الجنوبية على نسبة 68، وبرغم أن النسبة قريبة من المتوسط العالمى (69)، يذكر التقرير أن 50٪ فقط من الكوريين الجنوبيين يثقون بقوات الشرطة المحلية فى بلادهم. وأوضح التقرير أن نسبة الثقة المنخفضة قد تعكس «الحقد المستمر وعدم الثقة فى الشرطة الوطنية، التى اتسمت بالعنف فى السابق».
هذا مؤشر على نجاح مهم، ومقدمة مهمة لنجاحات أكبر نتمناها قريباً بإذن الله.