مشاكل مصر الاقتصادية والعالم

مشاكل مصر الاقتصادية والعالم

مشاكل مصر الاقتصادية والعالم

 تونس اليوم -

مشاكل مصر الاقتصادية والعالم

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

هل مشاكل مصر الاقتصادية مختلفة عما يواجهه العالم من مشكلات، كتبت من قبل ما يلى:

«لا بد أن نتغلب على فترة طويلة من الشلل السياسى والاستقطاب الحاد كى نستطيع أن نعالج المشاكل الحقيقية لهذا البلد، لا بد ونحن نعالج مشاكلنا أن نخرج مما هو تكتيكى إلى ما هو استراتيجى، مما هو جزئى إلى ما هو شامل، مما هو متتابع إلى ما هو متزامن». هذه الكلمات ليست لى وليست عن مصر. هذه ترجمة بتصرّف لكلمات للسيد محمد العريان فى مقال حديث له، وهو واحد من ألمع الاقتصاديين فى العالم، من أصول مصرية، ويحمل الجنسية الأمريكية. وهى كلمات عن الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن حجم التشابه بين محتويات خطابه الذى أرسله إلى أعضاء الكونجرس العائدين من إجازاتهم السنوية، وبين ما يظن الإنسان أن مصر بحاجة إليه متشابه إلى حد بعيد. وهو يحدد لأعضاء الكونجرس ست أولويات اقتصادية محددة كى تكون على قمة أجندتهم. أولاً، مشكلة مالية: والحديث مباشر عن العجز فى الموازنة الذى يضع بالضرورة حدوداً على قدرة الحكومة على تقديم حوافز مالية لزيادة الطلب الكلى (وهو ما قد تحتاجه مصر فى صورة إعانات بطالة مؤقتة للفئات الأفقر)، ثانياً، مشكلة سوق العمل، وحديثه عن نسبة البطالة المرتفعة فى الولايات المتحدة بما يعنى أن الولايات المتحدة (ومن باب أولى مصر) بحاجة لبرنامج جاد لربط التعليم بالتدريب وباحتياجات سوق العمل. ثالثاً، مشكلة التمويل والإقراض: وهنا يتحدث السيد محمد العريان عن أن تراجع حجم الأموال المتاحة للإقراض يعنى أن الكثير من الراغبين فى الاقتراض من أجل مشروعات صغيرة ومتوسطة (فضلاً عن كبار المستثمرين) سيجدون أن البيئة غير ملائمة للتوسع بما سينعكس سلباً على البطالة وعلى النمو. لذا، فهو يقترح أن الولايات المتحدة بحاجة لمداخل أخرى من أجل توفير القروض والائتمان. والحديث هنا ليس بعيداً عما تحتاجه مصر. رابعاً، مشكلة الإسكان وتمويل السكن، وهما معضلتان مرتبطتان لأنه من ناحية هناك كمية كبيرة من الشقق والوحدات السكنية المغلقة وعدد أكبر من أفراد غير قادرين على الوصول إليها بسبب ضعف التمويل أو بسبب المبالغة فى الأسعار. وهذا الكلام يقوله السيد محمد العريان عن الولايات المتحدة، ولكن المشكلة فى مصر أعقد لأن تكلفة تخزين الوحدات السكنية تقترب من الصفر، وثمنها يرتفع مع ارتفاع الاتجاه العام للأسعار. وهو ما قد يحتاج إلى إعادة النظر فى فكرة الضريبة العقارية مع إصلاح بنيتها الداخلية حتى يرتفع المعروض من الوحدات السكنية القابلة للتأجير بدلاً من دفع الضريبة على وحدات بلا سكان. خامساً مشاكل البنية التحتية: يذكر السيد محمد العريان أعضاء الكونجرس أنهم حين يسافرون إلى الخارج سيلاحظون أن البنية التحتية فى الولايات المتحدة أقل كفاءة مقارنة بالبنية التحتية لدول أخرى كثيرة. والحقيقة أنها أولوية فى حالة مصر كذلك مع التركيز على الخروج من المدن والمحافظات الأكثر ازدحاماً حتى لو كانت التكلفة أكبر. سادساً مشكلة تنسيق التوجهات العالمية، وهو بهذا يشير إلى أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر انكفاء على مشاكلها الداخلية، وأصبحت الأدوات التقليدية مثل قمة الدول السبع الصناعية، وصندوق النقد غير قادرة على أن تكون أدوات عالمية لتحسين أوضاع الاقتصاد الأمريكى والعالمى. ما الهدف من العرض السابق؟ نحن نواجه من المشاكل ما يتشابه فى الخطوط العامة مع مشاكل دول أخرى، ولا شك أن عندنا من تفاصيل المشاكل ما لا يوجد فى دول أخرى، وبالتالى بحاجة لإدارة مصرية لهذه المشاكل، ولكن السؤال: هل توجد هذه الإدارة؟ الحقيقة أننى غير متأكد، بما يدعونى لأن أقترح أن تنظم رئاسة الجمهورية مؤتمراً اقتصادياً وطنياً يحضره عشرات من رجال الدولة السابقين ومن المتخصصين ومن رجال الأعمال على اختلاف توجهاتهم، ومن ممثلى الفئات المختلفة لوضع خريطة طريق لكيفية علاج مشاكلنا. الاجتهادات الفردية لبعض السادة المسئولين مقدرة، ولكنها قطعاً غير كافية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مشاكل مصر الاقتصادية والعالم مشاكل مصر الاقتصادية والعالم



GMT 09:34 2021 الجمعة ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الخديو المبذر

GMT 16:26 2021 السبت ,25 أيلول / سبتمبر

الجميلة و «الحمارة الكبرى»

GMT 13:04 2021 الجمعة ,10 أيلول / سبتمبر

ثلاث مصريات من لبنان: البحر من ورائها

GMT 14:39 2021 الجمعة ,09 إبريل / نيسان

تَغيير الحَمَل... كل يوم

GMT 14:28 2021 الخميس ,08 إبريل / نيسان

ابنة الزمّار وحسناء الزمان

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia