ماذا فعلت السوشيال ميديا

ماذا فعلت السوشيال ميديا؟

ماذا فعلت السوشيال ميديا؟

 تونس اليوم -

ماذا فعلت السوشيال ميديا

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

عندى يقين بأن وسائل التباعد (التواصل) الاجتماعى لها تأثيرات على شخصية الإنسان، ألمس ذلك عند أصدقاء وكذلك عند طلابى فى الجامعة.

ونشر موقع «ساس بوست» تقريراً مفصلاً عن هذا الموضوع جاء فيه:

«أفادت أحدث الدراسات النفسية بأن استخدام مواقع التواصل الاجتماعى والكتابة عبرها بكثرة، يمكنه أن يتسبب فى جعلك إنساناً سطحياً على المستويين المعرفى والأخلاقى. الدراسة وجدت أن الناس الذين يكتبون كثيراً عبر وسائل التواصل الاجتماعى، أقل عرضة للانخراط فى التفكير المنعكس، كما أنهم يُظهرون اهتماماً أقل فيما يخص أهداف الحياة الأخلاقية».

الدراسة أشارت إلى حدوث انخفاض تدريجى بالفعل فيما يتعلق بالمعرفة والأخلاقيات، عند أولئك الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعى بشكل منتظم، أو يكتبون عليها كثيراً. كما أشارت الورقة البحثية الخاصة بالدراسة إلى حدوث انخفاض واضح فى مستوى التفكير المنعكس اليومى المعتاد عند الناس، وتتضح هذه المظاهر بوضوح فى مواقع التواصل الاجتماعى، التى تتعلق بالكتابة المستمرة، مثل «تويتر» و«فيس بوك». أُجريت هذه الدراسة على 149 طالباً فى إحدى الجامعات الكندية، حيث تم فحص واختبار العلاقة بين كل من كثرة الكتابة، وكثرة استخدام مواقع التواصل، وسمات الشخصية الأساسية، وردود الفعل المنعكسة، ومدى الضحالة الأخلاقية عند هؤلاء الطلبة. وأجاب الطلبة عن استطلاعات للرأى تقيس سلوكهم المتعلق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعى والكتابة عليها، ومدى استخدامهم للفكر المنعكس فى حياتهم اليومية، وأهدافهم فى الحياة، وطبيعة أبعاد شخصياتهم، وصفاتهم وخصائصهم الديموغرافية.

ولفتت الدراسة إلى أن هناك تناسباً عكسياً بين الكتابة باستمرار على مواقع التواصل الاجتماعى، وبين اختيار أهداف فى الحياة ذات معايير أخلاقية، وفى الوقت نفسه تتناسب كمية الكتابة على مواقع التواصل، تناسباً طردياً، مع الأهداف ذات المعايير المتعلقة بالترفيه أو الصورة.

كما أشارت إحدى الدراسات إلى ظهور بعض الآثار السلبية الغريبة، على مدمنى استخدام مواقع التواصل الاجتماعى، من بين هذه الآثار، عدم قدرة الشخص على التحكم فى نفسه، مما يؤدى إلى قيام الشخص بالإنفاق كثيراً، طبقاً لما ذكره خبراء فى التسويق. يقول كايث ويلكوكس، الأستاذ فى جامعة كولومبيا، إن «الحل لهذه المشكلة يكمن فى التوعية الذاتية للشخص، فالأمر لا يتعلق بعدم قضاء الوقت على هذه المواقع، لكن المهم أن تكون واعياً لما قد يسببه الاستخدام الزائد لهذه المواقع».

وطبقاً لما ذكرته مجلة صحة المرأة المتخصصة، فإن تلك الصور التى يشاركها رواد المواقع الاجتماعية، والمتعلقة بالطعام الشهى واللذيذ، ستؤدى إلى تنشيط مركز المكافأة فى الدماغ، وتجبر المشاهدين لهذه الصور على محاولة تناول وجبة دسمة. إحدى الدراسات العلمية أشارت إلى أنه إذا ما نظرت إلى صور الطعام بعد الانتهاء فعلاً من تناول طعامك، فإنك ستصاب بالجوع من جديد.

واكتشفت إحدى الدراسات، التى قامت بها جامعتان ألمانيتان، أن واحداً من كل ثلاثة أشخاص، يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى بكثرة، أصبحوا أكثر وحدةً وإحباطاً وغضباً بعد الجلوس لبعض الوقت واستخدام «فيس بوك»، وهو اكتشافٌ على عكس المتوقع، فمن المفترض أن «فيس بوك» مكان للتواصل الاجتماعى، ليجعلك محاطاً بالناس طوال الوقت. لكن المشكلة هنا تظهر نتيجة تصفحك لصور أصدقائك، وقصص نجاحهم اليومية، ومقارنة ذلك بنفسك، فالأصدقاء غالباً ما ينشرون أعمالهم الجيدة ونجاحاتهم عبر صفحاتهم، مما يسبب لك بعض المشاعر السلبية، كالحسد والبؤس والشعور بالوحدة. وقد بينت الدراسة أن الأشخاص الذين قضوا وقتاً معيناً على «فيس بوك»، دون أن يكتبوا أى منشور، أو ينشروا أى صورة لهم، هم أكثر عرضة للشعور بأحاسيس البؤس والحزن. وتشير الدراسة إلى أن السبب الحقيقى فى ذلك يعود إلى مقارنة حالك اجتماعياً مع أصدقائك ومعارفك على «فيس بوك». وهناك سبب رئيسى ثانٍ أيضاً، وهو نقص الاهتمام بك، عندما تجد تعليقات أو عدد إعجابات قليلاً على أحد منشوراتك، مقارنةً ببعض أصدقائك الذى حصلوا على تفاعل أعلى.

الخلاصة إذن: استخدموا مواقع التباعد الاجتماعى بحذر، لأنها قد تبعدكم عن أنفسكم.

شكراً علاء الدين السيد، مَن أعدَّ هذا التقرير.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا فعلت السوشيال ميديا ماذا فعلت السوشيال ميديا



GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia