أيهما أهم الشبشب أم البشر

أيهما أهم.. الشبشب أم البشر؟

أيهما أهم.. الشبشب أم البشر؟

 تونس اليوم -

أيهما أهم الشبشب أم البشر

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

«حب الفضول دفعنى لرؤية الشبشب الباهظ الثمن، فوجدت شبشب حمام بمبلغ رهيب، وتأملت فى سعر هذا الشبشب وتذكرت أغنية يا شبشب الهنا يا ريتنى كنت أنا، فقلت للبائع، هل من مشترٍ لهذا الشبشب؟. التفت إلىّ باستغراب وقال: نعم.

قلت: هل من مزايا لهذا الشبشب؟ فى علاج الأمراض مثلاً؟

قال: لا، هو ماركة.

قلت: إذن فهو لا يُدلك القدمين، ولا يطرد الرائحة الكريهة من الحمام.

(الماركات أكبر كذبة تسويقية اخترعها الأذكياء لسرقة الأثرياء، فصدّق بريقها الفقراء).

هناك طبقة من الناس -لا سيما الأثرياء- مدمنة على شراء الماركات، وذلك من أجل المباهاة وحب المظاهر، وشعورهم بالتفوق على الآخرين والتميّز.

والمصيبة الكبرى هى قيام بعض الفقراء -لا سيما الزوجات- بتقليدهم، مما يؤدى إلى إرهاق كاهل الزوج بالديون، وتكون النتيجة الطلاق، حيث ذكر أن من الأسباب الرئيسية لقضايا الطلاق إدمان الزوجة على الماركات.

لا شك أن هناك ماركات تستحق الشراء لجودتها واعتدال سعرها، المشكلة أنه ظهر تقليد لهذه الماركات بالجودة نفسها والمظهر ذاته، لكن بأسعار زهيدة.

يا تُرى، مَن يخدع مَن؟؟

يا تُرى، مَن يخدع مَن؟؟

صاحب الماركة الأصل، أم المقلد الذى كشف زيفه؟

فى نظرى أن صاحب الماركة هو الذى يخدع العميل، بل يسرقه أيضاً، بدليل كشف السعر الأصلى بالتقليد.

يا ليت من يتابع الماركات من أجل الفخر والمباهاة، يتابعون أفضل العبادات والأذكار من أجل الفخر والاعتزاز والسرور بها يوم الوقوف بين يدى الله يوم القيامة، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

اللهم حبّب إلينا الإيمان وزينه فى قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان والإسراف والتبذير.. اللهم آمين».

هذا كان كلام صديقى عن إنفاقنا المبالغ فيه أحياناً من أجل إعطاء انطباعات عن أنفسنا بأننا أثرياء أو مجارون للموضة. وفى الوقت نفسه، دار حوار بينى وبين أصدقاء بشأن جمع أموال من أجل مساندة أهلنا فى العتبة والرويعى، الذين تُقدّر خسائرهم بما يفوق 200 مليون جنيه. هناك استعداد للمساعدة، لكن آليات المساعدة غائبة.

أرجو أن نُسارع بتمكين من يريد المساعدة بأن يساعد.

وللحكومة منى رسالة، هذه فرصة جيدة لإعادة بناء هذه المنطقة على أسس حديثة. وأُذكّر الحكومة بما حدث فى شيكاغو تحت اسم «حريق شيكاغو العظيم» فى عام 1871، مما أسفر عن قتل المئات وتدمير ما يقرب من 9 كيلومترات مربعة. ورغم أن الحريق كان من أكبر كوارث الولايات المتحدة فى القرن التاسع عشر، فإنه تحول إلى تحدٍّ عظيم تطلب استجابة عظيمة، فكان إعادة بناء شيكاغو، كى تصبح واحدة من أهم المدن الأمريكية من ناحية عدد السكان والأهمية الاقتصادية.

إذن ثلاثة دروس:

لا ينبغى أن نكون ضحايا وهم الماركات.

علينا أن نساعد أهالينا ولنتواصى بالرحمة ولنتواصى بالأمل.

علينا أن نعيد تخطيط هذه المنطقة بالكامل، بشوارع أوسع وبيوت ومحال أكثر أماناً.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيهما أهم الشبشب أم البشر أيهما أهم الشبشب أم البشر



GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia