لا فرح يدوم ولا حزن يستمر

لا فرح يدوم ولا حزن يستمر

لا فرح يدوم ولا حزن يستمر

 تونس اليوم -

لا فرح يدوم ولا حزن يستمر

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

وجدت «صفحة» على «فيس بوك» خصصه البعض لمقولات الدكتور مصطفى محمود. وبرغم أن المرة الوحيدة التى التقيته فيها (رحمة الله عليه) لم يُتَح لى فيها أن أتعلم منه الكثير، لأن المرض بدأ يشتد به، فإن كتاباته ظلت علامة مهمة فى حياتى، ووجدت الصفحة زاخرة بعدد من أهم المقولات التى تستحق منا التأمل والتعلم، هذا بعضها:

«كما أنجب الخير الشر.. كذلك نرى أحياناً أن الشر قد ينجب خيراً. فقد سقطت قنبلة هيروشيما الذريّة على اليابان وكانت شراً مُطلَقاً، لكنها ما لبثت أن أنجبت السلام.. وحررت المهارة اليابانية من اقتصاد الحرب المُنهك.. وأطلقت التحدى والإبداع.. وفى سنوات قليلة تحولت الأمة اليابانية الفقيرة المغلوبة، فأصبحت سيدة الأمم فى الإنتاج والاقتصاد والثراء. ودخلت الصناعة اليابانية على أمريكا عُقر دارها. وتلك مهزلة الأضداد التى تلد بعضها بعضاً. ومن يقرأ التاريخ لا يدخل اليأس إلى قلبه أبداً وسوف يرى الدنيا أياماً يداولها الله بين الناس.. الأغنياء يصبحون فقراء.. والفقراء ينقلبون أغنياء.. وضعفاء الأمس أقوياء اليوم.. وحُكام الأمس مشردو اليوم.. والقُضاة مُتهَمون.. والغالبون مَغلوبون.. والفلك دوّار والحياة لا تقف.. والحوادث لا تكُف عن الجريان.. والناس يتبادلون الكراسى.. ولا حُزن يستمر.. ولا فرح يدوم» (من كتاب «من أمريكا إلى الشاطئ الآخر»).

«اعلم أن الحياة لا تصلح بغير صلاة.. وأن صلاتك لا تكون نافعة إلا حينما تنسى أنك تصلى، وتتوجه بكليتك إلى روح الوجود فى صرخة استنجاد واستغاثة ودهشة وإعجاب وحب وابتهال مأخوذ...» (من كتاب: الخروج من التابوت).

«وعلامة الإنسان الرحيم هى: الهدوء والسكينة والسماحة.. ورحابة الصدر.. والحلم والوداعة والصبر والتريث.. ومراجعة النفس قبل الاندفاع فى ردود الأفعال.. وعدم التهالك على الحظوظ العاجلة والمنافع الشخصية.. والتنزه عن الغِل وضبط الشهوة.. وطول التفكير وحب الصمت.. والائتناس بالخلوة وعدم الوحشة من التوحد.. لأن الرحيم له من داخله نور يؤنسه.. ولأنه فى حوار دائم مع الحق.. وفى بسطة دائمة مع الخلق» (من كتاب: عصر القرود).

«ليس من طبع الكريم أن يسلب ما يعطيه.. فإذا كان الله منحنا الحياة، فهو لا يمكن أن يسلبها بالموت.. فلا يمكن أن يكون الموت سلباً للحياة.. وإنما هو انتقال بها إلى حياة أخرى بعد الموت ثم حياة أخرى بعد البعث ثم عروج فى السماوات إلى ما لا نهاية» (من كتاب: علم نفس قرآنى جديد).

«والإنسان الحكيم هو من أدرك أن كل ما يُصيبُه داخل فى المشيئة الإلهية ومعلوم لها، فأراح نفسه من البكاء على ما فات.. والقلق على ما هو آتٍ» (من كتاب: السؤال الحائر).

«رحلة الإنسان لاكتشاف نفسه خبط عشواء فى الفراغ.. فى أغوار نفس مظلمة ليس لها سقف ولا قاع ولا خريطة ولا معالم. ونحن مثل حجارة الولاعة.. الطريق إلى اكتشاف طبيعتنا لا يكون إلا بالتعامل بالاحتكاك بالاصطدام بالعالم فى سلسلة من التجارب والخبرات.. بهذا وحده تنطلق شرارتنا، وتنكشف ذخائرنا المكنوزة. لنكتشف نفوسنا لا بد من الخروج من نفوسنا والارتماء فى الواقع والاحتكاك بالناس، والمجازفة والمغامرة، والتعامل بالحب والكراهية، ومعاناة الألم والعذاب وخيبة الأمل» (من كتاب: تأملات فى دنيا الله).

رحمه الله، وتقبل منه.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا فرح يدوم ولا حزن يستمر لا فرح يدوم ولا حزن يستمر



GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia