المصريون سيفعلون الصواب

المصريون سيفعلون الصواب

المصريون سيفعلون الصواب

 تونس اليوم -

المصريون سيفعلون الصواب

معتز بالله عبد الفتاح

من مقولات وينستون تشرشل الخالدة: «الأمريكيون سيفعلون الصواب فى النهاية، لكن بعد أن يجربوا كل البدائل التعيسة». هذه العبارة يكررها الأمريكيون ساخرين حين يتبنون بديلاً خاطئاً، والقصة ترتبط بقرار الأمريكان بالاشتراك فى الحرب العالمية الثانية بعد أن حاولوا مراراً وتكراراً أن يتجنبوا الحرب.

ومع خبرتى فى السنتين الماضيتين أستطيع أن أقول: «سيجرب المصريون كل البدائل التعيسة، وفيه احتمال مش كبير، أنهم فى النهاية سيفعلون الصواب».

أمى زمان قالت لى: «يا ابنى من خف عقله، تعبت رجلاه». يعنى اللى مش هيفكر كويس هيتعب، لأنه لم يخطط من الأصل جيداً، صدقتِ يا أمى، ولكن هذه المقولة تقتضى أن نفكر جيداً. طيب نفكر جيداً إزاى، ونحن أداة التفكير عندنا معطلة، لأننا لا نفكر، نحن نكر ونفر ونَكفُر ونُكفِّر؟

نحن ندخل أنفسنا فى حالة دائمة من الهجوم على الآخرين أو ندافع دائماً عن أنفسنا ضد الآخرين، نحن نكفر بما يؤمن به الآخرون وإن لم يكن هذا كافياً، نكفر هؤلاء الآخرين.

هل هناك نور فى نهاية الجسر؟

طبعاً، هناك نور، لكن لا يوجد جسر، أى عاقل لا يرتدى نظارة الحقد والكراهية يعلم أننا فى النهاية إما أن «نعيش معاً كالإخوة أو أن نغرق معاً كالحمقى»، كما قال مارتن لوثر كنج، ولكن غالباً سنعمل المعجزة وسنعيش معاً كالحمقى، مصر لن تتقدم كثيراً فى ظل الثقافة السياسية السائدة فيها الآن، ستظل تعمل وفقاً لنظرية شهيرة قالها أحد الساسة الأمريكان عن مصر: «دولة من الفِلّ الأبيض الطافية فى قلب صحراء الشرق الأوسط، لا تغرق ولا تعوم، هى فقط تذهب مع أمواج من يعطيها المعونات». بعبارة أخرى: مجتمع متخلف يعيش فى دولة ظالمة يحكمها ديكتاتور فظ أو مجتمع متخلف يعيش فى دولة هشة يحكمها ديمقراطى ضعيف، وفى كل الأحوال تعيش على المعونات.

وبالمناسبة: هىّ الثورة حكمت ولا ما حكمتش لسه؟

سألت هذا السؤال لاثنين من أصدقائى الثوريين العقلاء، فقالا لى: «ما حكمتش لسه». لمدة عامين ونصف العام وأنا أسمع عبارة أن المشكلة أن الثورة لم تحكم، خلال العامين ونصف العام: عندنا ثورتان وخمس مناسبات انتخابية واستفتائية والثورة ما حكمتش لسه، غريبة دى! طيب يا جماعة نركز بقى: عندنا ثلاث مناسبات استفتائية وانتخابية أخرى مقبلة خلال العام المقبل المفروض ربنا يكرمنا وتحكم بقى علشان ما نضطرش نعمل ثورة جديدة ونتمرد على نتائج التمرد اللى فات، يا رب يا مسهل.

وبعدين عندى سؤال تانى مرتبط بالأولانى: هو لما يحصل إيه يبقى إحنا ماشيين صح؟ يعنى لما أشوف إيه فى الطريق أعرف أننى ماشى صح؟ سؤال عادة بنسأله لبعضنا لما يكون واحد بيوصف طريق لواحد تانى علشان الأولانى يوصل للتانى، هل فيه حد يعرف؟ هل نحن نسير فى الطريق الصحيح لما يكون الفقر أقل؟ هل مثلاً تكون انتهاكات حقوق الإنسان أقل؟ هل مثلاً يكون معدلات البطالة أقل؟ هل مثلاً يكون معدل قتل الناس لبعض أقل؟ هل مثلاً يكون اعتمادنا على القروض والهبات والمنح أقل؟ هل يكون خروجنا على الأطر الرسمية والقانونية والدستورية أقل؟ أكيد فيه حد فى البلد دى يعرف، طيب سمعونا الصلاة على رسول الله، وكل من له نبى يصلى عليه.

صاحبى وعضو الهيئة العليا «للزلنطحيين الجدد» ياسر الشيمى كلمنى من يومين وقال لى: أمى كانت بتفرش الجورنال علشان ناكل، وفجأةً لقيت صورتك جنب طبق الملوخية، ولقيت مقالة ليك من 2008 وكأنها مكتوبة النهارده، عنوانها: «شعب هذه حكومته، وحكومة هذا شعبها.. أين الخلاص؟» قرأت أول عشرة سطور وعجبتنى جداً، بس طبق الملوخية وقع عليها، ما عرفتش أكمل، هو إنت كنت عايز تقول إيه؟».

قلت يا صديقى: لما ربنا يكرمك وتقع الملوخية على الكلام الفاضى اللى أنا بأكتبه، يبقى ربنا رحمك من الصداع ده، يبقى نشكره وما نرحش نزعج نفسنا بما عافانا الله منه، إنت مش أكلت ملوخية الست الحاجة وكانت جميلة»، قال لى: «آه، روعة يا بنى»، قلت له: «خلاص يبقى أنا والجورنال والمقال عملنا اللى علينا فى خدمة الملوخية»، قال لى: «والله صح».
وهكذا يفعل المصريون الصواب.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصريون سيفعلون الصواب المصريون سيفعلون الصواب



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia