علاقة الإسلام بالسياسة هى فى مبادئه، وليس فى أن يكون حزباً أو جماعة تواجه حزباً آخر أو جماعة أخرى تحت أى مسمى.
اقرأوا معى هذا الكلام المنشور على الـ«فيس بوك»، لتعرفوا خطر ذلك:
قُتل «عثمان».. بأيدى مسلمين.
تم قُتل «على».. بأيدى مسلمين.
ثم قُتل «الحسين» وقُطع رأسه.. بأيدى مسلمين.
وقُتل «الحسن» مسموماً مغدوراً.. بأيدى مسلمين.
وقُتل اثنان من المبشرين بالجنة «طلحة والزبير».. بأيدى مسلمين.
فى معركة كان طرفاها «على» و«عائشة» (موقعة الجمل).. قُتل مسلمون بيد مسلمين.
فى معركة كان طرفاها «على» و«معاوية» (موقعة صفين).. قُتل مسلمون بيد مسلمين.
فى معركة كان طرفاها «على» و«أتباعه» (موقعة النهروان).. قُتل مسلمون بيد مسلمين.
فى معركة كان طرفاها «الحسين» و«يزيد».. ذُبح 73 من عائلة رسول الله بيد مسلمين.
فى معركة إخماد ثورة «أهل المدينة» على حكم «الأمويين» غضباً لمقتل «الحسين».. قُتل 700 من المهاجرين والأنصار بيد 12 ألفاً من قوات الجيش الأموى المسلم.
فى (معركة الحرة) التى قاد جيش الأمويين فيها «مسلم بن عقبة» جاءه صديقه الصحابى معقل بن سنان الأشجعى (شهد فتح مكة وروى أحاديث وكان فاضلاً تقياً) فأسمعه كلاماً غليظاً فى «يزيد بن معاوية» بعدما قتل «الحسين».. فغضب منه... وقتله.
لم يتجرأ «أبولهب» و«أبوجهل» على ضرب «الكعبة» بالمنجنيق وهدم أجزاء منها.. لكن فعلها «الحصين بن نمير» قائد جيش عبدالملك بن مروان أثناء حصارهم لمكة.
فى خلافة عبدالملك بن مروان: قُتل عبدالله بن الزبير (ابن أسماء ذات النطاقين) بيد مسلمين.
فى خلافة هشام بن عبدالملك: لم يُقتل زيد بن زين العابدين بن الحسين (من نسل النبى) فحسب.. بل صلبوه عارياً على باب دمشق لأربع سنوات.. ثم أحرقوه.
معاوية بن يزيد (ثالث خلفاء بنى أمية) لما حضرته الوفاة (وكان صالحاً)، قالوا له: اعهد إلى مَن رأيت من أهل بيتك؟، فقال: والله ما ذقت حلاوة خلافتكم، فكيف أتقلد وزرها!! اللهم إنى برىء منها متخلٍّ عنها.
فلما سمعت أمه (زوجة يزيد بن معاوية اللى قتل الحسين) كلماته، قالت: ليتنى خرقة حيضة ولم أسمع منك هذا الكلام.
تقول بعض الروايات إن عائلته هم مَن دسوا له السم ليموت، لرفضه قتال المسلمين، بعد أن تقلد الخلافة لثلاثة أشهر فقط، وكان عمره 22 سنة.
ثم صَلّى عليه «الوليد بن عتبة بن أبى سفيان»، وكانوا قد اختاروه خليفة له، لكنه طُعن بعد التكبيرة الثانية.. وسقط ميتاً قبل إتمام صلاة الجنازة.
فقدموا «عثمان بن عتبة بن أبى سفيان» ليكون الخليفة، فقالوا: نبايعك؟؟ قال: على ألا أحارب ولا أباشر قتالاً.. فرفضوا.. فسار إلى مكة وانضم لعبدالله بن الزبير.. وقتلوه.
نعم.. قتل الأمويون بعضهم البعض.
ثم قُتل أمير المؤمنين «مروان بن الحكم».. بيد مسلمين.
ثم قُتل أمير المؤمنين «عمر بن عبدالعزيز».. بيد مسلمين.
ثم قُتل أمير المؤمنين «الوليد بن يزيد».. بيد مسلمين.
ثم قُتل أمير المؤمنين «إبراهيم بن الوليد».. بيد مسلمين.
ثم قُتل آخر الخلفاء الأمويين.. بيد «أبو مسلم الخرسانى».
السلطان مراد الثالث العثمانى قتل أشقاءه الخمسة فور تنصيبه سلطاناً خلفاً لأبيه. ثم قتل السلطان سليم بعدها «شقيقيه» لرفضهما أسلوب العنف الذى انتهجه فى حكمه. فى كل ما سبق: اللى «قتلوا» كانوا يريدون خلافه إسلامية. واللى «اتقتلوا» كانوا يريدون خلافة إسلامية. اللى «قتلوا» كانوا بيرددوا «الله أكبر». واللى «اتقتلوا» كانوا بيرددوا «الشهادتين».
ومهما كانت شكوكنا بشأن هذه المرويات والروايات، فالحقيقة أننا كنا ولا نزال نخلط قداسة الدين بجاه الدنيا على نحو يضر بالدين ويفسد الدنيا.
هذه ليست دعوة علمانية، وإنما هى من صميم الإسلام: لا ترفعوا شعارات إسلامية، اجعلوا الإسلام فى ضمائركم وأخلاقكم، وأظهروا لنا أحسن سلوككم واجتهاداتكم.
اعملوا كده لله، لو كنتم حقاً مسلمين.