من ينقذ سوريا من مصير مظلم

من ينقذ سوريا من مصير مظلم؟

من ينقذ سوريا من مصير مظلم؟

 تونس اليوم -

من ينقذ سوريا من مصير مظلم

حسن نافعة

ينظم مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية التابع للجيش اللبنانى مؤتمراً إقليمياً سنوياً، يدعو للمشاركة فيه شخصيات سياسية وأكاديمية من مختلف التوجهات والمدارس الفكرية من داخل وخارج لبنان، يخصص لمناقشة عدد من القضايا المهمة التى تواجه المنطقة. وقد دُعيت للمشاركة فى مؤتمر هذا العام، وهو الثالث من نوعه، والذى عُقد فى بيروت خلال الفترة من 10-13 إبريل تحت عنوان «ديناميات التغيير: التحديات فى الأمن والاقتصاد والإدارة والسياسة». يتيح هذا النوع من المؤتمرات فرصة ثمينة لتبادل الأفكار والخبرات بين المشاركين فيه، لذا فهو مفيد فى حد ذاته حتى ولو لم يقدم جديداً يعتد به فى مجال المعلومات أو الأفكار أو التحليل. وقد تم توزيع هؤلاء المشاركين، عقب الجلسة الافتتاحية العامة، على ثلاث مجموعات عمل عُقدت جلساتها بالتوازى، الأولى خُصصت لمناقشة الأوضاع الاقتصادية الراهنة فى العالم العربى، والثانية خُصصت لمناقشة أبعاد الصراع الدائر فى سوريا وآفاق تسويته، والثالثة خُصصت لمناقشة آفاق التحول الديمقراطى وفرص الربيع العربى فى إنتاج أنظمة حكم ديمقراطية. ورغم اضطرارى للمشاركة فى مجموعة العمل الثالثة، باعتبارى أحد المتحدثين الرئيسيين فيها، إلا أن جلّ اهتمامى تركز فى واقع الأمر حول الأزمة فى سوريا التى كانت موضوع بحث ونقاش ليس فقط فى مجموعة العمل الثانية، ولكن أيضا فى الجلسة الافتتاحية العامة التى تحدث فيها عدد من المسؤولين السياسيين، من بينهم: فردريك هوف، المستشار السابق لوزيرة الخارجية الأمريكية للفترة الانتقالية فى سوريا، وباتريك باولى، سفير فرنسا فى لبنان، وألكسندر زاسبكين، سفير روسيا فى لبنان، وتوم فليتشر، سفير المملكة المتحدة فى لبنان، وناصيف حتى، المتحدث الرسمى لجامعة الدول العربية، ممثلاً لأمينها العام. خرجت من هذا المؤتمر، سواء من خلال التحليلات التى قُدمت فى جلسات المؤتمر نفسها أو من الحوارات التى دارت فى كواليسه، بانطباعات عامة حول الأزمة السورية يمكن تلخيص أهمها على النحو التالى: 1- إن هذه الأزمة مرشحة للاستمرار لفترة إضافية من الوقت قد تطول لعامين آخرين. 2- مازال أفق العثور على تسوية سياسية لها مسدوداً حتى إشعار آخر، بسبب غياب إرادة محلية أو إقليمية أو دولية قادرة على وضع حد للصراع الدائر هناك. 3- لن يكون سقوط النظام الحالى، وهو ليس بالأمر المستبعد على أى حال، بداية لمرحلة من الاستقرار السياسى فى سوريا بالضرورة، والأرجح أن يكون على العكس بداية لمرحلة جديدة من صراع أشد هو ما لا يستطيع أحد أن يتنبأ بما قد يفضى إليه. الانطباعات التى خرجت بها من هذا المؤتمر تؤكد مجمل قناعاتى السابقة حول الأزمة السورية، والتى يمكن تلخيصها على النحو التالى: 1- تفجرت الأزمة أصلاً بسبب عجز النظام السورى عن القيام بالإصلاحات السياسية الضرورية فى الوقت المناسب، وخطأ اعتقاده بأنه بمنأى عن عواصف الربيع العربى بسبب مواقفه الممانعة للسياسة الأمريكية والإسرائيلية، ولجوئه المفرط للعنف لقمع المظاهرات فى البداية. 2- استمرت الأزمة لأطول مما ينبغى، ليس فقط بسبب عجز فصائل المعارضة السورية عن إسقاط النظام بالوسائل السلمية، ولكن أيضاً بسبب عجزها عن تشكيل بديل حقيقى لهذا النظام يمكن أن يكون مقنعاً للشعب السورى بمختلف طوائفه. 3- استحالة فصل الصراع الدائر فى سوريا بين النظام الحاكم والشعب عن الصراع الدائر على سوريا والمنخرطة فيه قوى إقليمية ودولية عديدة، وبالتالى تحول الأزمة السورية منذ اللحظة الأولى إلى أزمة إقليمية ودولية لا يمكن معالجة ملفها بمعزل عن بقية ملفات المنطقة، خاصة ما يتصل منها بملف إيران النووى وملف الصراع العربى- الإسرائيلى. 4- استبعاد التدخل الدولى عسكرياً فى الصراع لأنه سيؤدى على الفور إلى اندلاع حرب إقليمية واسعة النطاق فى المنطقة، وهو أمر لا تسعى إليه، حتى هذه اللحظة على الأقل، أى من دول المنطقة أو القوى الكبرى. لقد بدأت الأزمة السورية تأخذ شكل الحرب الأهلية المدعومة إقليمياً ودولياً. وإذا عجزت القوى المحلية والإقليمية والدولية المنخرطة فيها عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار يمهد للبحث عن تسوية سلمية للأزمة فلن يكون لذلك سوى معنى واحد هو فناء الدولة السورية وتدمير جيشها، وربما يكون هذا هو تحديداً ما تسعى إليه أطراف إقليمية ودولية، سواء اعترفت بهذه الحقيقة صراحة أم لم تعترف. وفى هذه الحالة لن ينفع أحداً الاستمرار فى تبادل الاتهامات حول الطرف المتسبب فى اندلاعها. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من ينقذ سوريا من مصير مظلم من ينقذ سوريا من مصير مظلم



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia