متى تصل طاقة «الخيال الإيجابى» إلى السلطة

متى تصل طاقة «الخيال الإيجابى» إلى السلطة؟

متى تصل طاقة «الخيال الإيجابى» إلى السلطة؟

 تونس اليوم -

متى تصل طاقة «الخيال الإيجابى» إلى السلطة

حسن نافعة

وصلتنى من المهندس نبيه الجوهرى رسالة جميلة المعنى والمبنى، ومن ثم تستحق أن نتأملها بعمق. فيما يلى نصها: «يقول (أينشتاين): (الخيال أهم من المعرفة)، لأن المعرفة حاضرٌ نعلمه، أما الخيال فيستشرف بـ(إبداع) اكتشاف المستقبل، ويستدعى من الماضى وتجاربه ما (يبنى) منه تركيباتٍ جديدة، مُحَوِّلا المعرفة إلى (واقعٍ) وإنجاز.. وهو اللبنات السحرية التى صاغ منها ـ مسبقا ـ هـ. ج. ويلز، وجول فيرن ـ وهما قطبان من أقطاب كتابات الخيال العلمى ـ ما شيد منه العقل البشرى مخترعاتٍ نقلت البشرية خطواتٍ عملاقة على أرض الواقع، وقفزاتٍ واسعة فى غزو الفضاء وتصميم مركباته الخارقة.. وليس (الخيال الإيجابى) حكراً على العباقرة والمبدعين دون سواهم، بل هو حقٌّ مشاعٌ بين أهل الأرض، فخيال المؤمن بما يرتسم فى مخيلته، وينفخ فيه من روح الحياة، فكأنه يراه رأى العين، وحين يتخيَّل السجين حريته يعيش ساعتها وقد تلاشى الإحساس بقيوده ومحْبـِسه، وحين نبتهل بالدعاء إلى الله، يُـلهب الدعاءُ الخيالَ، فتـُـفـْعـَمُ النفس بالأملِ، والنشاطِ إلى العمل، فالخيال الإيجابى يوفر نسبة كبيرة من الجهد فى تحقيق الفعل الذى تفعله! أما على الجانب الإيمانى، فالتقدم العلمى ـ وله الكثير من الفضل علينا ـ له: 1 ـ جانب (إيجابى): وهو للناس جميعا، فهم يحصدون ما يزرعون بفضل ما آتانا الله من (مواهب) وقدرةٍ على (التخيل الإيجابى)، ومع تطور العلوم وظهور علوم الطاقة.. اكتشف العلماء فى الآونة الأخيرة حقيقة أنه: (كلما كانت طاقتك إيجابية عالية زاد الخير وانهالت عليك النعم من كل اتجاه)، والطاقة حيث (التركيز)، وأى شىء تركز عليه يُحدِث تبادلا فى الطاقة بينكما.. 2 ـ جانبٌ آخرُ (سلبى): يتمثل فى أن (التكنولوجى) يقضم المعايير والمبادئ الإنسانية، ويحول البشر ـ فى النهاية ـ إلى وحشٍ (مادى) مخيف، فيكون (التقدم) المادى ضد البشرية عندما لا يسبح فى الآفاق الإيمانية الربانية، ويحلق ـ متواضعاًـ بجناحى المبادئ والأخلاق.. وهكذا يُمثـِّـل الخيال السلبى (طاقة) سلبية، ويقلل أداء الذاكرة، والعكس صحيح بالنسبة للخيال الإيجابى، وفى النهاية: الطاقة الإيجابية أعلى بحوالى ستة آلاف مرة من الطاقة السلبية. والآن.. ما هو التـَّـخيـُّـل؟ هو بحسب العالم النفسى (باتريك فانينج): (الإثارة الإدارية والواعية لانطباعات الشعور العقلى من أجل تغيير الذات). انتهى.. ويتضمن التخيل فى الأساس ثلاث خطوات: الاسترخاء، وتصفية الذهن، وإثارة صور عقلية إيجابية. فعندما نكون (مسترخين) ينتج المخ (موجات ألفا) (موجات مخية بطيئة) والتى تقترن بالشعور بدرجة عالية من الوعى واليقظة، والانفتاح على الإيحاءات والأفكار الجديدة، وهو ما لمسه (الدكتور جيرلينش) العالم النفسى، فى قوله: (التخيل أمر مفيد للغاية لأنه يثير وينشط عمليات ذهنية تجعلك تشعر دائما على طريق الإنجاز وتحقيق الذات، كما أنه يزيد من احتمالات التوصل إلى نتائج إيجابية إلى أقصى درجة ممكنة). انتهى.. وهكذا يزيد (التخيل الإيجابى) من احتمالات الوصول الناعم إلى مواقفَ من شأنها أن تساعد فى تحقيق الهدف المستقبلى المنشود. يمكن ـ بصورة عملية ـ الوصول المريح إلى صيغةٍ (تحويليةٍ) تحقق الخيال الإيجابى: 1 ـ ابدأ فى تخيل ما تريد تحقيقه. 2 ـ اجعلها تجربة تخيلية تفصيلية وواقعية قدر الإمكان. 3 ـ استخدم جميع حواسك الخمس. 4 ـ أدخِـل فى عملية التخيل مشاعرَ وانفعالاتٍ ملائمة. 5 ـ استشعر فى نفسك مشاعرَ الإنجاز والفخر، والإثارة والسعادة.. فما السبب فى أن كثيراً من الناس لا يتغيرون، إلا أنهم: 1 ـ لم يدركوا شيئاً عن (قوة التغيير) فى أعماقهم، وأنك إذا ما غيرت ما فى نفسك يتغير ما حولك. 2 ـ ينسون القاعدة الذهبية فى الطاقة: ما تركز عليه يزداد ويكثر. 3 ـ مصابون بعدم القدرة على قول (لا) لليأس. 4 ـ لا يستشعرون أهمية الاستمتاع بالعمل من خلال (الإيحاء) للذات، وكون كل الشخصيات تتشارك فيما بينها، فيما يسمى (حلقة الطاقة) أو (الهالة النورانية). 6 ـ لا يقدرون (ذاكرة العقل اللاواعى) (مخزن تسجيل الخبرات السابقة)، وأن القدرة على استدعاء المعلومات أمر فطرى ومكتسب فى نفس الوقت. 7 ـ لا يدركون تأثير العفو والتسامح. 8 ـ لا يـُنـَمـُّـونَ (ذاتيا) آلية الدوافع، وهى: الرغبة المحركة للسلوك الإنسانى، وتحديد الأهداف وإيجاد البدائل. والخيال جزء كبير جداً من الأخذ بالأسباب: 1 ـ فـ(الظن الحسن) هو نوعٌ من (الخيال الإيجابى)، والحديث القدسى: (أنا عند ظن عبدى بى، فليظن بى ما شاء)، (رواه أحمد وغيره بإسناد صحيح).. يجب ألا يختل الاقتناع به، فهذه القناعة وحدها قد تغير حال العالم فى فترة قياسية إذا اقترن إحسانُ الظن بالله بإحسان العمل.. 2 ـ أما (الكـِبـْـرُ) فهو من أقوى مفجرات الطاقة السلبية فى الجسم، ويطلق عليه العلماء: (الإيجو EG0)، ولا يمكن أن ينشأ عنه أى سلوك إيجابى، فهو سبب كل المشاكل والحروب، والضغائن والخلافات، وغيرها من مصائب الدنيا، وقد قال صلى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذرة من كبر)، وقال تعالى: (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ الصَّالِحُونَ). (الأنبياء: 105)، والصالحون هنا هم الصالحون لـ(عمارة الأرض) بالعلم والتطور والتكنولوجيا والإتقان فى العمل، وليس معناه الصلاح الفردى بأداء الطقوس العبادية وفقط، وهو قانون سماوى (مطمئنٌ) للنفس، لأنه يسرى فى كل الأوقات.. لكل هذا وغيره آن لنا أن نتساءل: متى تصل طاقة (الخيال الإيجابى) إلى (السلطة).. فتقبس قبساً من إبداعه.. وطاقته.. وحريته البـِكـْـر؟! فهل من يـُـلـَـبِّى..؟». نقلا عن جريدة المصري اليوم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى تصل طاقة «الخيال الإيجابى» إلى السلطة متى تصل طاقة «الخيال الإيجابى» إلى السلطة



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia