نبيل قسيس، أزمة الدفتردار والحكمدار

نبيل قسيس، أزمة "الدفتردار" و"الحكمدار"؟

نبيل قسيس، أزمة "الدفتردار" و"الحكمدار"؟

 تونس اليوم -

نبيل قسيس، أزمة الدفتردار والحكمدار

حسن البطل

استقالة نبيل قسيس هي أولاً استقالة "الرجل المناسب في المكان المناسب".. كيف؟ وزير المالية هو "دفتردار" قدّم استقالته إلى "حكمدار".. محكوم يحتكم إلى محكوم باعتبار رئيس الوزراء محكوما بميزانية مختلة ومحكوما من رئيس السلطة، المحكوم بدوره بوضع سياسي مختل! الوظيفة والإدارة والسلطة والدولة شعارها "الرجل المناسب في المكان المناسب".. هذا لو كانت الإدارة والسلطة الفلسطينية في مكانة دولة مستقلة عن حق وحقيق. حكومة فياض لتصريف الأعمال صارت أطول حكومات السلطة عمراً، ورئيس الوزراء تولى أطول فترة في حمل حقيبة المالية بالوكالة، وهو يتولى مهام "حكومة الرئيس" الذي يدير أطول صراع تفاوضي بشقيه: مع "حماس" من أجل الصلحة ومع إسرائيل من أجل الحل السياسي.. وقد أضيف إلى هذا مساعيه لرتق الثقوب الواسعة في شبكة الضمان العربي (والإسلامي!).. وربما بحثه عن شبكة قفز سياسية أميركية "ترامبو لين"؟ يقولون، عادة، إن مهمة الرجل النبيل والكفؤ "تكليف لا تشريف" ولا أظن أن نبيل قسيس قبل التكليف على غير مضض، فقد جاؤوا به "جمل محامل" ولكن الميزانية ليست قشة تقصم الظهر، فالمالية حقيبتها ثقيلة عادة، ومالية السلطة كانت ذات طموح للتوازن في سنوات 2008 ـ 2011 حسب حسابات "الدفتردار" سلام فياض! ذهب نبيل قسيس بالميزانية المختلة للعام 2013 إلى حكماء وخبراء معهد "ماس" الاقتصادي فأوسعوه نقداً كأنه "الجمل وما حمل". قال لهم: لا يمكن تحقيق توازن ما دون المسّ بفاتورة الرواتب، لأن السلطة تتولى أعباء 100% من المواطنين و40% من أراضي السلطة و20% من المياه، إضافة لعبء المنظمة وعبء غزة. قيادة السلطة، أي رئيس السلطة ورئيس الوزراء، صارعت النقابات والإضرابات، وتوصلت إلى تسويات مرحلية مع الموظفين العموميين، ومع موظفي الصحة العامة، ثم مع المعلمين، إضافة إلى تسويات عرجاء مع المكلفين المتقاعسين عن تسديد فواتير الكهرباء والماء. هذا يعني عبئا على عبء على ميزانية وزارة المالية، إضافة إلى "عبء غزة" وعدم تحويل حكومتها أموال المقاصة مع إسرائيل. الوزير المستقيل ليس أي وزير، وليس أي خبير مهني، فقد شغل رئاسة لجنة الإصلاح الإداري، ثم عضو وفد "مبادرة جنيف"، ثم رئيس جامعة بيرزيت، وأمين سر الوفد الفلسطيني المفاوض للوضع النهائي.. دون أن ننسى إنجازه كوزير لمشروع "بيت لحم 2000"، الذي نشل المدينة من التآكل والخراب، وهو أهم مشروع وطني ـ دولي نفذته السلطة قبل الانتفاضة الثانية. الوزير نبيل قسيس يُلام على أمر شخصي واحد، وهو أنه "رجل مسطرة" و"ناشف" ربما بحكم أنه دكتور فيزياء ! المشكلة أن وزارة المالية هي معادلات فيزيائية، لكن السلطة السياسية هي معادلات كيميائية. الفيزياء ـ الكيميائية ربما كانت منهجاً أكاديمياً، لكنها سياسياً غير ممكنة في المعطيات الاقتصادية ـ السياسية الوطنية الفلسطينية. لنابليون بونابرت قول شهير: "الجيوش تزحف على بطونها".. والدول تزحف على اقتصادها وميزانيتها، وميزانية السلطة تعاني من عجز يأكل ربع الصحن! كل ما في المسألة هو أزمة بين "دفتردار" المالية وبين "حكمدار" السلطة، المحكومة بدورها بتحكم اليد الإسرائيلية بصنبور أموال المقاصة، واليد العربية على "شبكة الضمان" بينما اليد الأميركية لا تشد خيوط شبكة "الترامبو لين" السياسية وحالها "كثير نطّ قليل صيد"! ليس في العادة أن يرفض "الحكمدار" السياسي استقالة وزير، ولكننا في وضع غير عادي بالمرّة: لا مالياً، ولا اقتصادياً، ولا سياسياً.. و"شيلها يا زير من البير"؟! المنارة "بلشفية" من يمرّ بساحة المنارة وببعض الشوارع الرئيسية يخال أننا دولة بلشفية بأعلامنا الحمراء. حسناً، انتهى العيد الفصائلي، فلماذا لا يرفعون راياتهم الحمراء ويقومون بتخزينها للعام الفصائلي 45، ولو لأن كلفة كل علم شيكل واحد! اضرب عشرات آلاف الشواكل بأعلام مناسبات عشرة فصائل، أو أن ميزانية الفصائل لا علاقة لها بأزمة ميزانية السلطة؟

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نبيل قسيس، أزمة الدفتردار والحكمدار نبيل قسيس، أزمة الدفتردار والحكمدار



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia