مـن يفكـفـك أزمـة «القصبـة»

مـن يفكـفـك أزمـة «القصبـة» ؟

مـن يفكـفـك أزمـة «القصبـة» ؟

 تونس اليوم -

مـن يفكـفـك أزمـة «القصبـة»

حسن البطل

على غير جاري عادته، صار جورج إبراهيم يرتاد يومياً المقهى في ساعات المساء والليل، كما وعلى غير عادته، لا يكتفي «بتعميرة» واحدة من أركيلة «المعسّل».
سألت جليساً عما وراء كسر العادة، فحذرني، أن جورج سوف ينرفز لو سألته. ولكنني سألت، ثم زرت مقر «مسرح وسينماتيك القصبة» المجلّلة أبوابه المغلق باللافتات: إضراب!
ليس جورج أي مسرحي، فهو متعدد المهام: المخرج، والكاتب، والممثل.. وأيضاً المدير العام للمسرح. كنتُ شبّهت دوره في المسرح الفلسطيني بدور جورج أبيض في المسرح المصري، ولو عن مقاربة الشعر الأبيض على رأسيهما.
.. وليس مسرح القصبة أي مسرح فلسطيني في المدينة أو البلاد، فهو أشهرها، وأنشطها على مدار 15 عاماً من افتتاحه الجديد أول الشهر السادس من العام 2000.
لماذا ذكرت يوم وشهر وسنة الافتتاح؟
في مساء ذلك اليوم، كانت المدينة مغلقة، في يوم متوتر من أيام الانتفاضة الثانية. فقط الأفران وهذا المسرح يعملان: خبز ومسرح!
يقول شعار إضراب موظفي المسرح: «أعطني خبزاً ومسرحاً أعطك شعباً مثقفاً»، وآخر: «بدّي آكل بدّي أعيش غير الراتب ما بدّيش»!
مع بداية هذا الشهر، يكون 6 موظفين بلا رواتب للشهر السادس، لكن 19 آخرين من موظفي أكاديمية الدراما التابعة للمسرح لم تنقطع رواتبهم، وكذا قد نشهد، الربيع القريب، مهرجاناً عالمياً سنوياً للرقص المعاصر.
لماذا تعطل نشاط المسرح، وحده، مسرحياً وسينمائياً، لأن التمويل الأجنبي يختلف، فأكاديمية الدراما، وهي الأولى من نوعها في فلسطين، تتلقى دعماً من الحكومة الألمانية بنسبة الثلثين، والباقي من «مؤسسة التعاون» وهذه الأخيرة ستمول حصتها حتى العام المقبل.
مهرجان الرقص السنوي تموله جزئياً الشركات الخاصة، وقليل من إدارة المسرح.
بينما تبدو الفرق المسرحية الفلسطينية نشيطة محلياً وحتى عالمياً وتحصد ثناء وجوائز، لكنها تعاني «فقر دم» تمويليا، لا يمكّنها من دفع أجرة مسرح القصبة لعروضها، ولا بالذات أجرة مسرح قصر رام الله الثقافي، بينما تقدّم صالة الجليل (100 مقعد) في متحف محمود درويش نشاطاً مجانياً، من نوع «ستاند أب كوميدي» وندوات إلقاء شعر، وتوقيع كتب وحوارات أدبية نقدية.
بلدية رام الله عاكفة على تجديد المسرح البلدي للمدينة في مبناها، والأمل أن تكون أجور العروض المسرحية للفرق فيها مجاناً، بافتراض أن موظفيها جزء من موظفي بلدية رام الله.
كان مسرح الحكواتي (المسرح الوطني) في القدس هو الرئيسي والمركزي، وتعرّض للإغلاق، وصارت المدينة ـ العاصمة الجغرافية والسياسية للبلاد، صعب دخول أسوارها الأمنية أو مقيّد... ورام الله للجميع!
عملياً، صار «القصبة» ينوب عن «الحكواتي» وهو وقصر رام الله الثقافي، موسميّ النشاط، يتمتعان بتجهيزات فنّيّة للعروض المسرحية، غير أن «القصبة» لديه مشكلة في نشاط «السينماتيك» لأن تجهيزاته الفنية تقادمت (تقنية آلات 35ملم) وتقنيات أجهزة DCD تحتاج تمويلاً.. وفي النتيجة عروض سينما أقل، وموارد أقل.. ورواتب الموظفين تعاني من تجفيف الموارد الذاتية.
«رام الله عاصمة السلطة التي تزداد عاصميتها» هذه عبارة من مقالة لعميرة هس، مراسلة «هآرتس».. لكن هل تبقى العاصمة على عاصميتها ثقافياً، إذا أغلق أهم مسارحها أبوابه الشهر المقبل، تشرين الأول، إذا لم يسعفه تمويل طارئ؟.
«القصبة» تحت رحمة التمويل الأجنبي، لكن في الدول الغربية عامّة، وبعض الدول العربية (مصر مثلاً وأولاً) تموّل الحكومات والبلديات المسارح والفرق المسرحية، إضافة للشركات والمؤسسات الاقتصادية.
منذ 10 أيام هناك إضراب جلوس احتجاجي على أبواب المسرح، ويفترض أن يجري اليوم مساء تنظيم حملة تضامن مع الموظفين المضربين.. وينكم يا مثقفين؟
ثلاث سنوات في أكاديمية الدراما، وفوج أو فوجان، تخرجا من فروع مسرحية رئيسية أو مساعدة. ما مصيرهم بعد التخرج؟ هل البطالة مثل معظم خريجي الجامعات؟
متى يكون لدينا «مسرح قومي» تموله الحكومة؟ أو هذه الشركات والبنوك التي تزداد أرباحها وتتعدد جوائزها النقدية لزبائنها؟
المسرح في أهمية سندويش الفلافل وصحن الحمّص!

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مـن يفكـفـك أزمـة «القصبـة» مـن يفكـفـك أزمـة «القصبـة»



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia