مؤشرات

مؤشرات ؟!

مؤشرات ؟!

 تونس اليوم -

مؤشرات

حسن البطل

بعد توزيع أصوات الناخبين في صناديق الاقتراع، يأتي توزيع مقاعد الكنيست الـ 21. بعد توزيع المقاعد البرلمانية، يأتي توزيع الحقائب الوزارية. وفق هذه المتوالية الديمقراطية تتشكل حكومات إسرائيل.

لكن حكومتهم الـ 34 لدولتهم البالغة من العمر 69 عاماً، ستكون غير شكل. لماذا؟ لن تكون كسابقاتها نتيجة ائتلافات بين أحزاب وسط ـ يسار، وأحزاب يسار، وأحزاب دينية، وقوائم جديدة تنبت كالفطر مع كل انتخابات.. ثم تهبط أو تنطفئ.
لن تكون حكومة يمين ـ وسط، وأحزاب يمينية متطرفة، كما هي حال حكومة نتنياهو الـ 33 الناتجة عن انتخابات العام 2013 والكنيست 20.

لن تكون حكومة اتحاد قومي (أو حكومة الرأسين) بين حزب العمل، الذي صار "المعراخ" وعاد إلى "العمل"، مع حزب "الليكود" الذي كان "حيروت" ثم "جاحل" ثم "ليكود" (التكتل).

إذن ماذا؟ ستكون هذه حكومة اليمين واليمين (المتطرف القومي والديني) والمستوطنين والأحزاب الدينية التي تشارك، عادة، في حكومات اليسار واليمين، إذا استوعب شروطها الائتلاف الحكومي، أو قبلت هي شروط الائتلاف.
لم تشارك أحزاب اليسار في حكومة نتنياهو الثالثة (ميرتس والعمل) ولا حزب "شاس" الديني السفارادي، نتيجة "فيتو" من حزبي "تنوعا" و"يش عتيد" وهما حزبا يمين ـ وسط سياسي واجتماعي.. أخرجهما نتنياهو من حكومته.

هل نقول: هذه أول حكومة يمينية ـ دينية ـ استيطانية ـ يهودية في إسرائيل؟ أو نقول إنها أول حكومة تقسم الشعب الإسرائيلي بين ائتلاف يميني ـ ديني، ومعارضة يسارية، تفتقد قائداً "كاريزمياً" وتفتش عن تشكيل ائتلاف معارضة مضاد!

تقول آخر استطلاعات الرأي إن أحزاب ائتلاف اليمين واليمين المتطرف والمتدينين والمستوطنين قد يحرز 69 مقعداً، وأمّا أحزاب يمين ـ وسط ويسار فلن تصل إلى حاجز الـ 61 مقعداً، حتى مع مقاعد الأحزاب العربية.

هذا يعني أن انقلاب 1976 السياسي (حكومة بيغن) يتعمق إلى انقلاب 2015 الأيديولوجي المكمّل (حكومة نتنياهو الرابعة). لماذا؟ لأن الجمهور الناخب لأحزاب اليمين سوف يصوّت بكثافة، والجمهور الناخب لأحزاب اليسار سوف "يطنّش" عن التصويت من "الملل" و"القرف"!
مع ذلك، ستكون هذه حكومة قصيرة العمر، لأن كل حكومة يشارك فيها حزب "شاس" تطوّح بها أزمة ائتلافية.

2 ـ الاعترافات البرلمانية
أولاً، يشقّون الطريق، ثم يفرشونه بالحصى (البسكورس) ثم يعبّدونه بالاسفلت، ثم تأتي علامات الطريق. هذا هو، تقريباً، الطريق الفلسطيني الطويل نحو الدولة، وهذا هو معنى الاعترافات البرلمانية الأوروبية بحق تقرير المصير الفلسطيني.
لتصويت الدول في الجمعية العامة على رفع السلطة الفلسطينية إلى دولة مراقبة علامة ومعنى في السياسة الدولية، أما لتصويت البرلمانات الأوروبية فله معناه وعلامته في السياسة الأوروبية. التصويتات في الجمعية العامة وفي البرلمانات الأوروبية كانت بأغلبية ساحقة.. وأكثر من تصويتات الكنيست!
صحيح، أن تصويت الجمعية العامة غير ملزم لمجلس الأمن؛ وتصويتات البرلمانات الأوروبية غير ملزمة لحكوماتها، لكن هذا وذاك علامات على طريق الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.

3 ـ المشروع الفرنسي؟
على ما يبدو، فإن تصويت مجلس الأمن على فلسطين الدولة، وتحديد أجل لقيامها، سيكون على مشروعي قرار: فلسطيني وعربي ستقدمه الأردن، ولن يجتاز حاجز الأصوات التسعة؛ وآخر مشروع فرنسي يحدّد أجلاً تفاوضياً من عامين على حل تفاوضي، ويليه الاعتراف الفرنسي الرسمي بالدولة الفلسطينية.

ثمة محذور طرحه أمين سر اللجنة التنفيذية، ياسر عبد ربه، أمام مؤتمر لتحالف السلام الفلسطيني، وهو أن تتقدم فرنسا بمشروع قرار بالتشاور مع باقي دول الاتحاد الأوروبي، وليس باسمها فقط.

إذا كان المشروع أوروبياً، قد يقترح موعداً لانتهاء المفاوضات، وليس لتحديد أجل لقيام دولة فلسطين.

هذا سيعيدنا إلى اقتراحات فاشلة أميركية، وتحديد أجل في الأعوام 2005 و2009 و2014 للمفاوضات، بما فيها مهلة أنابوليس من عامين، ومهلة كيري من 9 شهور.

كيف ستوازن فرنسا بين تصويت برلماني ديمقراطي يعكس اتجاه الرأي العام الفرنسي، وبين مساومة فرنسية لمشروع قرار مع أعضاء الاتحاد الأوروبي، وخصوصاً ألمانيا؟ متى تشفى برلين من عقدة هتلر!

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مؤشرات مؤشرات



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia