لملمت حكومة الرواتب والإعمار

"لملمت" حكومة الرواتب.. والإعمار !

"لملمت" حكومة الرواتب.. والإعمار !

 تونس اليوم -

لملمت حكومة الرواتب والإعمار

حسن البطل

من هون ومن هون، «لملمت» حكومة رامي الحمد الله ما مكّنها من صرف 60% من الرواتب (28 مليون من العراق، و4 ملايين من الهند، وقرض من البنوك، ومن مواردها الذاتية من الضرائب والرسوم).

حكومتنا موصوفة، رسمياً «حكومة توافق»، وعملياً هي حكومة رواتب موظفين وإعمار غزة. ليست هذه المرة الأولى حيث تحجب إسرائيل أموال المقاصة، لكن هذه المرّة بذريعة سياسية، وهي لجوء السلطة إلى مجلس الأمن، وانضمامها لميثاق روما بخصوص المحكمة الجنائية الدولية بالذات.

في مرّات سابقة، تذرّعت إسرائيل بأن السلطة الفلسطينية ملوثة بالإرهاب، وهذه المرة لأنها تخوض «إرهاباً سياسياً ودبلوماسياً» وذات مرّة لأن «حماس» فازت في الانتخابات!

الله أعلم كيف ستلملم الحكومة رواتب شهر كانون الثاني، خاصة أن اقتراضها من البنوك وصل سقفه، بينما النزاع مع إسرائيل في أوجه، وعلاقة حكومة رام الله بحكومة حماس في الحضيض!

لوحظ أن حكومة الحمد الله تلقت 25 مليون دولار دعماً لخزينة الدولة، لكن نائب رئيس الوزراء، د. محمد مصطفى، بصفته، أيضاً، رئيس اللجنة العليا لإعادة إعمار غزة، خصّص المبلغ لدعم جهود إعادة الإعمار.
كان مؤتمر دولي عقد بالقاهرة لإعادة إعمار غزة، بعد الحرب الثالثة، قد جمع تعهدات بتبرعات بمليارات الدولارات، شرط أن تتولى حكومة التوافق، بالتنسيق مع «الأونروا» برنامج الإعمار، وكذا أن تشرف السلطة الفلسطينية على المعابر مع مصر وإسرائيل، وهو أمر لم يتم حتى الآن، لأن «حماس» تريد التوافق والشراكة فيه.. ومناكفة حكومة التوافق في كل أمر.
من مواردها الذاتية، ورسومها وضرائبها الجديدة على الواردات إلى غزة، تمكنت حكومة «حماس» من صرف 1000 شيكل سلفة لموظفيها.. وهذه عادتها.

«حماس» تتهم حكومة التوافق بالتقصير في إعادة إعمار خراب حروبها مع إسرائيل، لكن نظرة إلى توزيع الحكومة الدعم القطري على برامج الإعمار تنفي التهمة!

المنحة القطرية قطرات في بحر برامج إعادة الإعمار، والحكومة الشرعية (حكومة التوافق) لا تنفكّ عن حثّ المانحين في مؤتمر الإعمار على الوفاء بتعهداتهم، وسوياً مطالبة حكومة «حماس» بتمكينها من تنفيذ شروط إعادة الإعمار.

جزء من المنحة القطرية سيذهب مساعدات نقدية لتتمكن أسر نزحت من منازلها نتيجة التدمير والأضرار من دفع إيجار منازل مؤقتة.

جزء آخر قيمته 6 ملايين دولار لمساعدة أسر تعيش في مراكز الإيواء المؤقت بمدارس الأونروا أو لدى الأقرباء، وكل أسرة ستتلقى 500 دولار لمرة واحدة.

سيتم دفع 6 ملايين أخرى لإصلاح مساكن متضررة جزئياً، وكذلك دفع 10 ملايين دولار لشراء وقود لمحطة كهرباء غزة، وأخيراً مليوني دولار لدعم منشآت اقتصادية صغيرة.

يمكن إجمال الوضع الذي تواجهه السلطة، مالياً وسياسياً، لجهة حجب أموال المقاصة، ولجهة إعادة ربط غزة بالمشروع الوطني، بمفارقة لعلها كالتالي:
حكومة السلطة تعمل تحت مظلة الاحتلال وقيوده الذي له السلطة العليا الأمنية؛ وتعمل تحت مظلة حكومة «حماس» التي تمسك بالسلطة الأمنية، كأنها مكبلة بقيود أوسلو من جهة، وشروط الوحدة الوطنية من جهة أخرى، أي تواجه استعصاءً مع إسرائيل وآخر مع حكومة غزة.

في أسطورة «هوديني الساحر» أنه كان يتمكن من فكّ قيوده والخروج من صندوق ملقى في الماء. في وضع حكومة توافق للسلطة لا يتوفر لها سحر يجعلها تفكّ قيود إسرائيل، ولا الخروج من صندوق الوحدة الوطنية.
مع ذلك، تسعى إلى الانعتاق من الاحتلال، سوية مع الانعتاق من واقع الانقسام. سنجتاز سنة صعبة.

نافذة ؟
إنها في الأفق.. أقترب خطوتين فتبتعد خطوتين.
أسير عشر خطوات فيركض الأفق عشر خطوات.
مهما سرت لن أصل إليها مطلقاً.
ما نفع اليوتوبيا؟ إنها تنفع من أجل السير.

ادواردو غاليانو ـ أديب
أميركي جنوبي

دمشق
لم أزر دمشق..
ولكنني شممت عطرها من غير قصد في الصباح
وكسرت ضلعي والتجأت إلى الفناء
صوتي كجرح في القصيدة لا يريد الاختباء
لم أزر دمشق كي أقبّل خدّها أو راحتيها
ولكنني رأيت ظلالها في الحلم
وهل تكون الحياة حياة بلا دمشق!

إياد البلعاوي ـ شاعر

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لملمت حكومة الرواتب والإعمار لملمت حكومة الرواتب والإعمار



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia