لزوماً، وجوباً  أو جوازاً

لزوماً، وجوباً .. أو جوازاً!

لزوماً، وجوباً .. أو جوازاً!

 تونس اليوم -

لزوماً، وجوباً  أو جوازاً

حسن البطل

بعد إعجام وإعراب، لا خوف من «تصحيف» في تلاوة المصحف الشريف، المسمى، ايضاً، مصحف عثمان بن عفان (ذي النورين) رضوان الله عليه.  
زميلي زكريا محمد ساءلنا عن حكمة إرهاق أولاد الابتدائي، بما يشبه لغة عربية ثالثة، هي «علم التجويد». هناك حركتان «غنّة» وهناك حروف لا تلفظ. وقفات. سكنات .. مدّات، تتراوح بين مدّ 6 حركات «لزوماً» ومدّ 5 حركات «وجوباً» .. ومد 2 أو 4 أو 6 «جوازاً».  
لغة البيت المحكية، ولغة المدرسة المكتوبة .. و»لغة التجويد» . ما بين اللغتين الأوليين: «سكّن إن خفت إن تلحن» غير أن ادونيس، وهو حجة في اللغة كما اسم علم في الشعر، يكاد يقول - من موقف القبول بتطوير تقعيد اللغة واملائها - ان العربية بلا اعراب اواخر الحروف .. لا محل لها من الاعراب.
القرآن حافظ العربية، وهو محفوظ «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» لكن المسألة في «تحفيظ « العربية، وفي تبسيط قواعدها.. او في الاقل تيسير إملائها. طبعاً، مع بقائها لغة قريش، التي كانت لهجة من لهجات اللسان العربي.
وكما تعلم، فقد أوصى الرسول الأعظم بتدوين كتاب الله على لفظ اللسان القرشي (مثلاً: «حتى» وليس «عتّى» ...الخ). وبعض البحّاثة، الذين لا يهرفون بما ليس لهم به علم، حاججوا بأن احد المصاحف الستة، قبل جمعها في «مصحف عثمان» جاءت به الآية الكريمة «الدين عند الله الاسلام» كالتالي: «الدين عند الله الحنيفية».
أيا كانت حقيقة الأمر، وما اذا كان عثمان اختار، سياسيا، لغة قريش، فيُحمد له ويُشكر على جمعه القرآن. فجمع بذلك قلب الأمة على تلاوة كتاب الله العزيز الحكيم، وبخاصة ان «مسيلمة الكذاب» - كما يقول البعض - كان حنيفياً، قبل ان يوغل في اجتهاده درجة رآها الخليفة الصديق ابو بكر وكبار الصحابة، ردة وارتداداً. انه القائل «والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه».
الى ما شاء الله، ستبقى العربية يضبطها إعجام (تنقيط بعض الحروف) واعراب (حركات متنوعة حسب موقع الكلمة من الاعراب). لكن، هل التساؤل عن إملاء القرآن الكريم يحتاج الى الخوض في «لزاماً» و»وجوبا» أو .. «جوازاً».  
مثلاً، قبل فترة، عممت دار الإفتاء الفلسطينية على الصحف، ضرورة وقف تداول مصاحف مطبوعة في الشام. حسب علمي، فالمصحف المطبوع هناك، كما درسناه في المدارس، يقترب في إملائه من الاملاء العربي الحديث، او السائد : «الصلاة «؛ «الزكاة «، بينما الاملاء العربي الحجازي «الصلوة» (مع الف صغيرة على حرف الواو)، اضافة الى قواعد املاء اخرى في رسم حرف «الهمزة» في موقعها على حرف الواو، او على «نبرة» او على ألف مقصورة.  
على نفقة ملوك العربية السعودية، وبخاصة العاهل الحالي فهد، طُبعت عشرات ملايين نسخ القرآن الكريم، ووُزعت في مشارق الارض ومغاربها، بذلك صار للإملاء الحجازي سيادة وغلبة.
«مسؤول» او «مسئول» صواب وأصوب، غير ان التلميذ المسلم، الذي عليه تعلّم لغتين عربيتين في وقت واحد، عليه تعلم لغة التجويد. فوق ذلك قراءة كتابتين إملائيتين.
يظل الإملاء العربي اقل مشقة من الاملاء الانكليزي، او الفرنسي. بالسليقة، يلفظ الطفل «اللام الشمسية» واللام القمرية، دون خلط. بعامة: اللام شمسية، اذا كان الحرف الذي يليها مصحوبا بـ «شدة» هي، عملياً، الحرف الـ 29 في الأبجدية العربية.  
في حدود علمي، حاججت بعض الناس بجواز الاملاء الشامي والمصري للقرآن، وايضا، بأن تنضيدا إلكترونيا، يسمح بتلوين حركات الاعراب (السكون، الفتحة، الضمة، الكسرة).. وايضا «حرف» الشدة، فوجدت عَنَتاً بالغاً في نقاش غايته تيسير القراءة والاملاء «رب يسر ولا تعسر» وبخاصة ان الرسول الأعظم اوصى بلهجة قريش، ولم يوصِ بإملاء معين، ولا بخط معين (كان العرب يكتبون بخط يدعى «النبطي القديم» ثم بالخطوط التي تعرفون: نسخي، ديواني، فارسي، ثلث ... الخ.
لنقل: التجويد تنغيم الكلام ليدخل الآذان دخولا حسنا، ومنها الى القلوب .. فالعقول. وانه محسنات بديعية صوتية، وليس جناسا او طباقا.
غير ان زبدة مقالة زكريا محمد مفيدة ، فهي تؤكد من جانب معين، الآية الكريمة «لو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضوا من حولك». صدق الله العظيم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لزوماً، وجوباً  أو جوازاً لزوماً، وجوباً  أو جوازاً



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia