صورة فلسطين وصراع الشاشة العالمية

صورة فلسطين وصراع الشاشة العالمية

صورة فلسطين وصراع الشاشة العالمية

 تونس اليوم -

صورة فلسطين وصراع الشاشة العالمية

حسن البطل

اثنان من خمسة أفلام وثائقية مرشحة لـ "أوسكار" هوليوودي، هذا العام، يتناولان جوانب من الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. هذا يعني أن "حرب الروايات" تنتقل من التاريخ والكتب والأدب إلى الشاشة. في زمن الصراع العربي ـ الإسرائيلي، كان عرب يشتكون من سيطرة يهودية ـ صهيونية عالمية على السينما والإعلام. أفلام تحكي الرواية التاريخية اليهودية، مثل "أعمدة الحكمة السبعة" و"بن حور" حازت أوسكارات لافلام روائية. الفلسطينيون يتلمّسون أفلاماً روائية على مستوى الترشيح لـ "أوسكار" (التمثيل، الإخراج، السيناريو، الموسيقى.. إلخ). لكن، على صعيد الأفلام الوثائقية فالحال أحسن في مهرجانات السينما الدولية، من "الدبّ الذهبي" لبرلين، الى "الأوسكار" الذهبي لعاصمة السينما وجوائزها في هوليوود. كنا نشتكي من الانحياز في عصر "الصراع العربي ـ الصهيوني" وصار إسرائيليون يشتكون منه في عصر "الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي". فيلم وثائقي فلسطيني، عن مخيم عين الحلوة واللاجئين، أخرجه الفلسطيني ـ الدانماركي مهدي فليفل، حاز "جائزة السلام" في مهرجان برلين الأخير. استنتاج مخرج الفيلم: يجب أن يعود اللاجئون إلى بيوتهم في فلسطين. في حفل الأوسكار في بيفرلي هيلز ـ هوليوود، هناك فرصتان من خمس لينال فيلم فلسطيني أو فيلم إسرائيلي جائزة، ولو أن الأخبار والأضواء ستتركز على ممثل ومخرج وسيناريو الأفلام الروائية. صعود الأفلام الوثائقية، عن الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، ملحوظ منذ سنوات قليلة، وهذه السنة كانت الذروة في مهرجان برلين الدولي، بعد أفلام: "الجنة الآن" الفلسطيني، و"إنشاد الله" الكندي ـ الفرنسي، و"لما شفتك" الفلسطيني ـ الأردني ـ اليوناني. التمويل الأوروبي للأفلام الوثائقية يزعج الإسرائيليين أكثر لجهة تعاون مخرجين إسرائيليين مع هذا التمويل لإنتاج أفلام ضد "الحروب" و"الاحتلال".. ومن ثم خلص مقال في "يديعوت" إلى أن السينما الإسرائيلية صارت "أرضاً محتلة" جراء استمرار إسرائيل في احتلال الأراضي الفلسطينية. اثارت إسرائيل ضجة ومحاكمات وتشهيرات على فيلم "جنين ـ جنين" للممثل والمخرج محمد بكري، لكنها التخمت أمام فيلم وثائقي لاحق له معنون "قطرات" عن قصة واقعية لعجوز يهودية ناجية من "المحرقة" يقوم الأب محمد وابناه صالح وزياد بوضع قطرة عيون في عينيها.. كل يوم! الواقعية ـ الوثائقية تتجلّى بشكل أكبر في فيلمين من خمسة مرشحان للأوسكار. فيلم عماد برناط، عن المقاومة الشعبية السلمية في بلعين، ويروي قصة خمس كاميرات محطمة على مدى خمس سنوات أثناء تغطية الأحداث، والأهم أن الإسرائيلي الناشط ضد الجدار، جاي ديفيدي، شارك في الإخراج. الفيلم الآخر المرشح للأوسكار هو إسرائيلي صرف، ويروي شهادات رجال "الشين بيت" القدامى، إضافة إلى شهادات ستة رؤساء سابقين للجهاز، عن القتل والتنكيل بالفلسطينيين، بدءاً بقضية الباص 300 في غزة، إلى إرهاب المستوطنين اليهود في الضفة الغربية. إذا حصل الفيلم على الجائزة فهذا سيكون إدانة أخلاقية لسياسة إسرائيل، لكن بعض الساسة فيها، مثل نتنياهو وباراك يرون فيها ناحية إيجابية وهي الثناء على الديمقراطية الإسرائيلية، والحال يختلف لو فاز فيلم "خمس كاميرات محطمة" لأن قصة بلعين والجدار صارت ذات صدى وصيت دولي عن المقاومة الشعبية العادلة. السينما أم كل الفنون، لأنها جامعتها.. لكن هذا لا يقلل من شكوى بعض الإسرائيليين من مقالات انتقادية في أمهات الصحف العالمية لسياسة الاحتلال، وأيضاً لسياسة إسرائيل إزاء حلّ الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي. موجة الأفلام الوثائقية السياسية الانتقادية صعدت هذه السنة إلى ترشيحات "الأوسكار" لأفلام ذات نكهة سياسية، والمرشح الأكبر فيلم المخرج الشهير ستيفان سبيبلزغ عن "لنكولن" ودوره في إلغاء الرق في أميركا، متأثراً بصعود رئيس ملون إلى البيت الأبيض، وقد دعم الرئيس السابق بيل كلينتون الفيلم خلال توزيع جوائز "غولدن كلوب"! السينما يسارية نوعاً ما، وهذا منذ حملة ماكارثي على صنّاع السينما الأميركية في بداية "الحرب الباردة" التي أعقبت الحرب العالمية الثانية، بحجة موالاة الشيوعية. صحيح، أن أفلام "الحركة" تدرّ دخلاً أوفر، لكن أفلاماً مثل (Z) عن الاغتيال السياسي وحتى فيلم "آفاتار" هي التي تبقى في تاريخ السينما.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صورة فلسطين وصراع الشاشة العالمية صورة فلسطين وصراع الشاشة العالمية



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia