العرفاتية حسب نبيل عمرو

"العرفاتية".. حسب نبيل عمرو!

"العرفاتية".. حسب نبيل عمرو!

 تونس اليوم -

العرفاتية حسب نبيل عمرو

حسن البطل

من "إنت نبيل بتاع الإذاعة" إلى المستشار الإعلامي نبيل عمرو الذي صار الرقم 13 المرفوض في الوفد الفلسطيني (البروتوكول 12) إلى "كامب ديفيد"، إلى ثاني شخصين اصطحبهما عرفات إلى عشاء عائلي حميم (العشاء الأخير؟)، أقامه الرئيس بيل كلينتون في الجناح الخاص بالبيت الأبيض.. والمشروع طبق على المائدة؟ .. والآن، باكورة نبيل عن "العرفاتية". الإنجيل أناجيل (حسب يوحنا ومتّى ومرقص.. إلخ) والعرفاتية حسب نبيل كأنها نظرة من القمر إلى الأرض. القمر في مدار الأرض وهذه في مدار الشمس.. وهذه في مدار المجرّة (وفلسطين كانت نيزكاً تائهاً). لقاء "بتاع الإذاعة" كان امتحاناً عرفاتياً لترويض الرجل في مدار قمري حول الأرض.. أي حول عرفات. شدّني كتابه "ياسر عرفات وجنون الجغرافيا" للغته الطليّة، ولأنه كما قال في مقدمته: "ليس تأريخاً، وليس تقويماً" هو أشبه بسردٍ قصصي سياسي ـ شخصي لزعيم وصفه درويش "في كلِّ واحدٍ منّا شيءٌ منه".. وهو "السيد فلسطين"! وشدّني كتابه، أيضاً، وأولاً، لأنه سيصير مدماكاً في تاريخ مسيرة فلسطين ـ العرفاتية، أو "شهد شاهد من أهله" وقد لا يكون نبيل، الذي عرف عرفات متأخراً نسبياً في العام 1976 "شهد المشاهد كلها" كما يُقال، لكنه شهد معظم المآزق العربية والفلسطينية والدولية التي اجتازها عرفات. وشدّني كتابه الممتع، ثالثاً، لأنني كادر من كوادر الإعلام الفلسطيني المُوحَّد؛ ولأنّ عرفات والإعلام كعرفات والقوات، أو أن قادة أجهزة الإعلام الخمسة في أهمية قوات الـ 17 تقريباً: المجلة، الوكالة، الإذاعة، الإعلام الخارجي والسينما والتصوير.. وإلى حدٍّ ما الإعلام الجماهيري. بذا، مع كتاب نبيل عمرو ـ الإذاعة، وكتاب أحمد عبد الرحمن ـ المجلة قيد النشر (وكان لي شرف تحريره) بعنوان "صناعة التاريخ، يكون "القادة" ـ الإعلاميون أضافوا للمكتبة السياسية الفلسطينية ـ العرفاتية صورة ومسيرة الرجل ـ القائد عن قرب.. وهذا ما لا يُتاح لسواهم من المُؤلّفين والمُؤرّخين. وُلد طفل الثورة الفلسطينية في جغرافية البلاد، ثم طُرد شاباً من جغرافية الأردن، ورجلاً من جغرافية لبنان.. وأخيراً، عاد كهلاً إلى جغرافية البلاد.. كما تعود أسماك السلمون لتموت! لعرفات "طريقته في الترويض" الفلسطيني، شاملة طاقمه الأقرب، ومساعديه المقرّبين (ولكن ليس بلا مآزق وخلافات) وله طريقته الفذّة في رفض الترويض العربي والعالمي.. والاثنتان: طريقة في السيطرة والتأثير، وأخرى في صدّ السيطرة واحتواء التأثير ما أمكن.. ولم يكن ملكاً في مملكته اللبنانية ـ الفاكهاني "ما أروع أن يمرّ يوم دون أن يُقتل أحد.. ومن يدري لعلّ هناك من قُتل دون أن نعلم" قال عرفات!. لعرفات، عدا الحلفاء اللبنانيين، ثلاثة قادة فلسطينيين قد يعارضونه ويُصوّبونه ثم لا يخذلونه أبداً: أبو إياد، أبو جهاد.. وخصوصاً العميد سعد صايل.. الضابط الكفؤ خِرِّيج كليات بريطانيا وأميركا، وله خمسة "قادة" لفروع الإعلام أوفياء.. لكن مع كل واحد مأزق أو مآزق: البندقية والإعلام! علاقته بالبعثين السوري والعراقي من أصعب مآزقه العربية، ومن أحسن خروج له، وخاصة عندما توافقا عليه لمصادرة "القرار المستقل" في المؤتمر الخامس للحركة بدمشق 1978. لكن الأمتع والأصعب والأطول والأخطر هو مآزقه مع الولايات المتحدة، منذ حوار أبو حسن سلامة مع الأميركان، إلى مفاوضات الخروج من بيروت مع فيليب حبيب، فإلى مفاوضات تونس (السفير بيلليترو ـ الابن).. والذروة هي "مؤتمر مدريد"، وذروة الذروة في "كامب ديفيد 2000"، ثم الخاتمة الدرامية بعد عشاء ملوكي ـ عائلي في جناح الرئيس بالبيت الأبيض.. حيث قال عرفات: "لا". .. وهنا، كانت "غلطة" عرفات أو "السقطة" في أكبر المآزق عندما رفض، أو تلكّأ، في قبول "العرض الأخير" بـ "مشروع كلينتون"، وبـ"نصيحة صائب عريقات" (كما كانت نصيحة أبو مازن في كامب ديفيد).. صحيح، أن "مؤتمر طابا" اللاحق قارب النجاح.. لكن كلينتون أوصى الرئيس الجمهوري الفائز جورج بوش ـ الابن ألا يلتقي عرفات أبداً (كان عرفات أكثر زعيم جرى استقباله في البيت الأبيض إبان رئاسة كلينتون، الذي زار غزة وبيت لحم، وقصّ شريط مطار عرفات الدولي). * * * كانت لي في بيروت ثم قبرص "مآزق" طيلة 13 سنة من تحرير "فلسطين الثورة" ـ قبرص على كتفيّ الرخوتين وأصعب مرحلة، بعيداً عن مجاورة جغرافية مع مقر عرفات بتونس.. ولكن تهون إزاء قصة عرفات مع "جنون الجغرافيا" ومآزقها.. أنه رجل لا يستسلم أبداً. هاود، وتنازل، وناور.. ورد على الخداع بالخداع.. تلقّى الإرسال وكسر الإرسال. "الرجل ـ اللايُقهر" حسب عنوان كتاب أمنون كابليوك.. إلاّ بالموت. شكراً نبيل، وبانتظار كتاب "شرخ في القمة" و"عهد عباس".. هناك الرسل والقادة العظام، وهناك الرُواة.. وهناك المؤرِّخُون أخيراً، وكتابك مدماك في التاريخ الفلسطيني المعاصر، أو "الأسطورة الفلسطينية": عنقاء الرماد من الدمار. * * * "ياسر عرفات وجنون الجغرافيا" (285 ص) من القطع المتوسط ـ "دار الشروق" ـ مصر ـ الطبعة الأولى 2012. توقيع الكتاب غداً، الأربعاء ـ متحف درويش. نقلاً عن جريدة "الأيام" الفلسطينية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العرفاتية حسب نبيل عمرو العرفاتية حسب نبيل عمرو



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia