أيها الفلسطينيون أنتم حماة الأرض المقدسة

"أيها الفلسطينيون أنتم حماة الأرض المقدسة"

"أيها الفلسطينيون أنتم حماة الأرض المقدسة"

 تونس اليوم -

أيها الفلسطينيون أنتم حماة الأرض المقدسة

حسن البطل

صراحة، أنا أكثر اهتماماً بزيارة البطريرك من زيارة البابا. جاء البابا فرنسيس أصلاً لـ "الأرض المقدسة" التي تدعى فلسطين، وجاء البطريرك إلى فلسطين ـ الأرض المقدسة وشعبها، أي إلى "حماة الأرض المقدسة" كما قال في عظته في كنيسة اللاتين ـ بيت ساحور.
لماذا؟ لأن المسيحية العربية أصل وجذر المسيحية العالمية؛ ولأن جذرها في فلسطين، وبالذات، لأن مفتي القدس سابقا، قال قولة الحق والحقيقة: المقدسات حجر إذا خلت من البشر. (الأقصى لن يكون "قصر الحمراء" في إسبانيا)، فقال بطريرك الكنيسة المارونية: "أيها الشعب الفلسطيني. يا أهل الأرض المقدسة. أنتم حماة هذه الأرض. هذه أرضكم وكرامتكم وإنسانيتكم وهُويّتكم".
مع زيارة راعوية ـ سياسية أولى إلى الأرض المقدسة ـ فلسطين صار لنا أن نقول: هذا بطريرك العرب الثاني، بعد بطريرك الأقباط، وهما يتحدثان بلسان لا يختلف عن لسان المطران عطا الله حنا الأرثوذكسي.. ومن ثم، فإن للمسيحية العربية لسانا واحدا، وبوصلة واحدة هي فلسطين، حيث أبلغ البطريرك الراعي تلفزيون فلسطين ما يقوله قادة أميركا وساسة العالم: "إذا حلّت مشكلة فلسطين، فإن كافة مشاكل الشرق الأوسط ستحل".. أي أن "السلم يبدأ في فلسطين" كما أبلغ عرفات الجمعية العامة عام 1974.
يهمنا من دول الجوار العربي لفلسطين، التي تعاني ما تعانيه، من خلافات طائفية وإسلامية، أن لبنان وشعبه هما الأقرب إلى فلسطين، لأنه البلد العربي الذي اجتاز حربه الأهلية، التي بدت للبعض حرباً فلسطينية ـ مسيحية، أو فلسطينية ـ مارونية.
كما يقولون عن اختلاف الإسلام السياسي عن الإسلام الأصولي، كذا يقولون في لبنان إن المارونية السياسية هي التي اصطدمت مع الفلسطينيين، والآن فإن صفحة الخلاف الفلسطيني ـ اللبناني المسيحي طويت، أما الخلافات بين ساسة المارونية السياسية حول سياسة لبنان مع دول الجوار (وسورية بالذات)، فهي تذكّر بخلافات سياسية فلسطينية، قبل زمن السلطة، مع دول الجوار، والآن حول هُويّة فلسطين الوطنية والعربية والإسلامية ـ المسيحية.
صحيح أن للجوء الفلسطيني إلى لبنان شروطا وخصائص تختلف عن باقي دول اللجوء بحكم التركيبة الطوائفية للشعب اللبناني (18 طائفة)، لكن الفلسطينيين الذين كانوا سبباً من أسباب الخلاف اللبناني، والحرب الأهلية اللبنانية، خرجوا من معادلة الخلاف إلى معادلة الوفاق مع شتى الطوائف اللبنانية، وصار سبب الخلاف هو الموقف من حزب الله، كانعكاس للخلاف حول الموقف من سورية التي ولد لبنان الكبير من خاصرتها الغربية.
إذا كانت زيارة بطريرك الموارنة إلى فلسطين ـ الأرض المقدسة فهي زيارة إلى حماة هذه الأرض أيضاً، ورافقت زيارة البابا فرنسيس ثاني لقاء كنسي مسيحي منذ خمسين عاما بين بابا روما وبطريرك القسطنطينية المسكوني.. وفي الحاصل هذه قمة مسيحية عالمية ـ عربية في الأرض المقدسة، إضافة إلى ما يشبه قمة مسيحية ـ إسلامية خلال زيارة البابا فرنسيس إلى المسجد الأقصى المبارك.
للبنانيين أن يختلفوا حول زيارة البطريرك الراعي لفلسطين، وللفلسطينيين أن يتفقوا حول زيارة رؤساء الكنائس العالمية والعربية، حيث التعايش الوطني والديني في فلسطين المقدسة في أحسن حالاته، نقيضاً لاهتزاز التعايش في دول الجوار العربي.
قال البطريرك الراعي (والصحيح أنه كاردينال) إنه يزور الرعية، ويزور شعب الأرض المقدسة، وزيارته راعوية لا سياسية، لكن هذا في جانب العلاقة اللبنانية ـ الإسرائيلية، أما في جانب العلاقة مع الفلسطينيين، فهذه زيارة سياسية بامتياز استحق فيها وسام "نجمة القدس". عظة البطريرك لا تقل بلاغة عن الخطاب السياسي الفلسطيني (البابا، والبطريرك العربي اللبناني، وبطريرك القسطنطينية الأرثوذكسي التقوا في كنيسة المهد ببيت لحم التي توحد الكنائس المسيحية (وتدير السلطة مشروع ترميمها)، وفي كنيسة القيامة بالقدس.. لكن البطريرك اللبناني ذهب إلى رعيته الدينية في إقرث وكفر برعم على حدود لبنان، ليطالب هناك بعودة الفلسطينيين الموارنة إلى أراضيهم، التي هُجّروا منها بخديعة مؤقتة إسرائيلية صارت دائمة.
يدّعي الإسرائيليون أن الفلسطينيين ربحوا الحرب الإعلامية ـ الدعائية أكثر من الإسرائيليين في زيارة البابا. ربما السبب أن البابا توقف بمبادرة منه أمام جدار الفصل العنصري في بيت لحم، وأدّى صلاة صامتة، واستقبل أولاد اللاجئين في مخيم الدهيشة- بيت لحم، لكن خضع للإحراج والابتزاز الإسرائيلي لزيارة ضحايا وقتلى إسرائيليين إبّان الانتفاضة.
المهمّ، أن البابا تلقّى هديّة رمزية هي مفتاح العودة، وأن البطريرك الراعي أكدّ على تمسك اللاجئين بحق العودة.

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيها الفلسطينيون أنتم حماة الأرض المقدسة أيها الفلسطينيون أنتم حماة الأرض المقدسة



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia