«اليهودي الصغير»

«اليهودي الصغير» ؟!

«اليهودي الصغير» ؟!

 تونس اليوم -

«اليهودي الصغير»

حسن البطل

توّاً، سأوضح العنوان، ربما حتى لا يستبدله رئيس التحرير، مع أنه بين مزدوجين، أي انه مقتبس عن نعت يستخدمونه في إسرائيل لوصف بعض اليهود، من المفكّرين والساسة الأجانب، الذين لا يروقون لبعض الإسرائيليين.
بنيامين نتنياهو ليس «يهودياً صغيراً» وإلاّ، ما كان يحكم إسرائيل بالثلاثة، وربما يحكمها بالأربعة بعد أقل من شهر.. لكنه، مع ذلك «يهودي صغير» في صغائره الشخصية، أو طباعه.
لو اقتبست من الأوصاف التي تنعتها به معظم الصحف الإسرائيلية (باستثناء «إسرائيل اليوم») سأجد باقة محترمة: مقزّر، جبان، بخيل، حرامي. وفكرت أن أُعنون العمود بما في لغة الضاد: وضيع، خسيس، دنيء.. وأُهونها طمّاع وغشّاش!
في العربية يُقال: إذا سرقت فاسرق جملاً، لكن بعض اللصوص من الأثرياء الفاحشين، أو الأشخاص من ذوي الشهرة، تراهم يسرقون أشياء تافهة من «السوبر ماركت» مثلاً.
المسألة، كما وصفها صحافي إسرائيلي في وصف سلوك البخل للزوجين نتنياهو، هي كحال الطفل الذي يسرق القليل من محفظة أُمّه.
عرفت أُناساً يحلو لهم سرقة قدّاحات بسيطة من أصحابهم، وآخرين كانوا مولعين باختلاس أدوات المائدة من المطاعم، ولكم أن تفتشوا في علم النفس عن الأسباب المرضية الدفينة (بلاش سرقة ملابس النساء الداخلية!).
ليكن، أن استرداد 4 آلاف شيكل (وربما أكثر) من فوارغ القناني ووضعها في الجيب، قصة طريفة، أو جنحة خفيفة.. لكن ماذا عن صغائر غيرها، مثل تكليف موظفين صغار رواتبهم صغيرة في مكتب رئيس الوزراء، أو في بيته الشخصي في قيساريا، بشراء أشياء أو هدايا صغيرة، دون أن يعوضهم رئيس الحكومة أو زوجته؟.. بحجة النسيان (في الذمّة)!
ماذا إذا دعوت الأصدقاء إلى عشاء في مطعم، ثم تنصّلت من دفع الحساب، أو حتى المشاركة فيه، في أحسن الأحوال التدفيع على «فاتورة» الحساب بوصفها «نثريات» على خزينة الدولة!
عندما ثارت قضية القناني الفارغة وأثمان استردادها للتدوير، قال بيبي: اتركوا سارة واشتغلوا بي. وبالفعل، جاء التقرير: جنحة بعد جنحة، ومجموع الجنح لا يشكل جناية، والأهم أنه لا يؤثر على صناديق الاقتراع لولاية رابعة.. لأن بيبي «رأس كبير» في الأمن!
في ولايته الثانية، مال نتنياهو على أذن الحاخام خدوري، وقال: البعض ينسى أنه يهودي، لكن، في ولايته الثالثة ـ وهذا ما يهمنا ـ تكاثرت لصوصية إسرائيل للأراضي الفلسطينية، وبخاصة منذ تقديم موعد الانتخابات، لاستمالة أصوات المستوطنين في الصناديق، وحتى سرقة أصوات قد تذهب إلى حليفه الطبيعي في الائتلاف الحكومي المزمع.. إذا فاز، حزب «البيت اليهودي» بزعامة نفتالي بينيت.
في الظاهر، أن هذه انتخابات يراها البعض في العالم تدور على سياسة إسرائيل، والبعض الآخر في إسرائيل يراها تدور على هُويّة إسرائيل، حيث المناكفة الشخصية بين هُويّة الدولة الصهيونية، أو هُويّتها اليهودية. ماذا عن هُويّتها الإسرائيلية؟
لكنها، أيضاً، تجري في أجواء محمومة من المهاترات الشخصية، لا توفر حتى توظيف «داعش» التي سيأتي بها الصهاينة إلى «أرض إسرائيل»،  كنتيجة لمفاوضات محتملة للمعسكر الصهيوني في المسألة الفلسطينية، وأما المسألة النووية الإيرانية فسوف يحملها نتنياهو إلى الكونغرس الأميركي، قبل أيام من الانتخابات. الأمن مثل حلب الثور في إسرائيل!
«اليهودي الصغير» في الأمور الشخصية هو اليهودي الخطير في ما يهم الإسرائيلي، أي في مسألة الأمن.. وإذا تمّ انتخابه لولاية رابعة، ليتفوق على بن ـ غوريون، سيقال كما تقول العرب: كما أنتم يُولّى عليكم.

حصة الأمن في موازنة السلطة
حسب تقارير دولية، فإن الاقتصاد الفلسطيني دخل مرحلة انكماش ثانية جرّاء حجب إسرائيل أموال المقاصة، والانكماش الأوّل كان في العام 2006 بعد انتخاب «حماس». في المقابل ارتفع نمو الاقتصاد الإسرائيلي، في الربع الأخير من العام الماضي، بنسبة 7.3%.
انضمت الخارجية الأميركية إلى المحذّرين من انهيار السلطة، نتيجة وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل.
نعرف أن التعليم والصحة والأمن تلتهم معظم موازنة السلطة، لكن الناطق الأمني الرسمي، عدنان الضميري قال: «نحن الدولة العربية الوحيدة التي تنشر موازنة الأمن فيها على الإنترنت».
موازنة الأمن تشكل 28%، لكن مع احتساب رواتب رجال الأمن (30 ألفا في الضفة و34 ألفا في غزة) لكن الموازنة التشغيلية للأمن لا تزيد على 3 ـ 4%، ويتم سدادها بالكفالة من المورّدين.
قال: ماذا إذا طُرحت رواتب المعلمين من ميزانية وزارة التربية والتعليم؟.
قال: لا توجد سوى السوق السوداء تموّل الفلتان الأمني، في محافظة واحدة يطلقون 12 ألف طلقة في أربعة أيام.
المهم أن طلقة بندقية M16 المستخدمة في إسرائيل بـ 6 ـ 8 شواكل، والكلاشنكوف 25 شيكلاً والمسدّس 6 شواكل، مع من بندقية M16 ومع من رشّاش الكلاشن؟
إسرائيل تريد الفوضى في فلسطين.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«اليهودي الصغير» «اليهودي الصغير»



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia