«القدس في خطر» والعروبة والإسلام، أيضاً

«القدس في خطر»؟ والعروبة والإسلام، أيضاً

«القدس في خطر»؟ والعروبة والإسلام، أيضاً

 تونس اليوم -

«القدس في خطر» والعروبة والإسلام، أيضاً

حسن البطل

لولا مأذنة «العروسة» المميزّة في مآذن الجوامع والمساجد، ما استدللت (الأحسن استدليت) على أن تظاهرة في دمشق، بمناسبة «يوم القدس» جرت في باحة المسجد الأموي.
منذ 40 سنة ما زرت هذا المسجد، وكانت أعمال الترميم والفسيفساء جارية فيه ببطء ومواظبة معاً.
لكن، ما الذي استرعى انتباهي في صفحة «عدسة الأيام» ليوم الجمعة؟ المتظاهرون بيوم القدس في صحن الجامع، لا يرفعون العلم الفلسطيني، إنما علم سورية الرسمي ورايات صفر (لعلها أعلام «حزب الله»).
من دمشق إلى طهران، ومنها بدأ تقليد «يوم القدس» بفتوى من الإمام الخميني. أيضاً، لم أر علم فلسطين في شوارع طهران، ولا في مظاهرة كراتشي، حيث سارت نسوة محجّبات تحملن البنادق أو لعبتها على الأغلب).
ربما كانت الصور عشوائية، لأنه في مظاهرات عواصم ومدن إسلامية (واليمن العربي، ايضاً) رفعوا العلم الفلسطيني، وأكبر الأعلام كان في صحن المسجد الأقصى مع عبارة: «القدس في خطر. الأقصى في خطر. يا نخوة العرب. يا نخوة المسلمين».. وآظن أية مسيرة أو جمهرة في مدينة أو عاصمة عربية أو إسلامية، لم تجمع 250 ألفاً كما في صلاة الجمعة «اليتيمة» من رمضان، في رحاب الحرم القدسي.
على كثرة المناسبات التي يتحدث فيها أمين عام «حزب الله» فهذه المرة قال شيئاً جديداً، أو صياغة جديدة بالأحرى، وهو : «طريق القدس يمر بالقلمون والزبداني وحمص وحلب والسويداء والحسكة» حيث تدور معارك سترسم هُويّة سورية، ووجه الربيع العربي.
هذه حرب أهلية (عربية إقليمية عالمية) تبدو مذهبية بين «تكفيريين وإرهابيين» و»روافض» إرهابيين بدورهم بعيداً عن فلسطين والقدس معاً.
لماذا قلت إن ما قاله أمين عام «حزب الله» هو صياغة جديدة؟ لأن الكثيرين أخذوا على «أبو إياد» قوله، إبّان الحرب الأهلية اللبنانية، أن «طريق فلسطين تمر بجونية» أي بهزيمة «القوات اللبنانية» اليمينية وانتصار «القوات المشتركة ـ الفلسطينية اللبنانية».
«كل الطرق تؤدي إلى روما» وقت أن كانت روما عاصمة الإمبراطورية، وكل الحلول والمساعي لسلام فلسطيني ـ إسرائيلي يُبنى عليه سلام عربي ـ إسرائيلي تصطدم بقضية فلسطين، أي بمسألة القدس، أي بالذات «الأقصى في خطر».
حتى قبل إقامة إسرائيل، قال الشاعر ـ الفدائي الشهيد عبد الرحيم محمود في العام 1935 مخاطباً (آنذاك) الأمير سعود بن عبد العزيز: «المسجد الأقصى أجئت تزوره/ أم جئت من قبل الضياع توّدعه».
بما أن «يوم القدس» صار إسلامياً بفتوى من الإمام الخميني، هناك من يدعي أن الجهود السياسية الدولة ستنشط بعد أن يفرغ العالم أميركا  (الدول الخمس + ألمانيا) من إنجاز الاتفاق النووي مع إيران.
هذا مجرد ادعاء لأن موجة فوضى الربيع العربي طويلة الأمد، ومعها تشتد حمأة الحروب الأهلية المذهبية والدينية.
حسناً، «الأقصى في خطر» والقدس.. وأيضاً فلسطين، لكن الدولة العربية هي التي في خطر داهم وماثل، ومعها العروبة والإسلام ذاته.
لم تعد المسألة، منذ عشرات السنين، هي «تحرير فلسطين» وإنما هي شروط سلام فلسطيني ـ إسرائيلي يحفظ ما تبقّى ليس من فلسطين، أو القدس، بل القدس الشرقية، التي يتهددها خطر التهويد الذي يهدد، أيضاً، إقامة دولة فلسطينية، وهذه معركة مصيرية يخوضها الفلسطينيون وحدهم، سواء في الحرم القدسي أو القدس أو أرض فلسطين.
نعم، القدس عاصمة أرض فلسطين، لكن فلسطين لم تكن دولة مستقلة من قبل، ولكنها ليست «عاصمة» الشعب اليهودي، وإن كانت عاصمة ليهود سكنوا فيها أو في جوارها، وهذا حسب دراسة تاريخية موجزة لجدعون بيفر («هآرتس» 20/5/2015).. فقط، لـ 100 سنة كانت عاصمة لليهود، من أصل 4000 سنة تاريخ القدس.
***
«يوم القدس» الإسرائيلي هو يوم احتلال القدس الشرقية، أما «يوم القدس» الإسلامي فهو منذ فتوى الإمام الخميني.
الفارق أن إسرائيل تقوم بتهويد القدس كل يوم وسنة، بينما «يوم القدس» الإسلامي هو الجمعة الأخيرة من رمضان!
ماذا ننتظر من إيران إذا اتفقت مع العالم على ملفها النووي؟ مثلاً: فتوى بتقديس حج بيت الله الحرام بزيارة القدس والحرم القدسي.. فقط لا غير.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«القدس في خطر» والعروبة والإسلام، أيضاً «القدس في خطر» والعروبة والإسلام، أيضاً



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia