«آسيا الصغرى»  قطب إسلامي أو طرف أوروبي

«آسيا الصغرى» .. قطب إسلامي أو طرف أوروبي؟

«آسيا الصغرى» .. قطب إسلامي أو طرف أوروبي؟

 تونس اليوم -

«آسيا الصغرى»  قطب إسلامي أو طرف أوروبي

حسن البطل

«عصملية براسك .. ما خطر في بالك تحميها إلا ّ بعد ما طرّوها معنا». هكذا وبخني ياسر عرفات على مقالتي في «فلسطين الثورة» منتصف ثمانينيات القرن المنصرم.

تصادف نشر المقالة مع أول اجتماع من نوعه في بغداد، بين عرفات ورئيس الوزراء بولنت اجاويد، واحتجاج السفير التركي في بغداد عليها.

عشر سنوات بعد ذلك، فاز حزب مهندس المحركات، خريج جامعة «أفن» الألمانية، نجم الدين أربكان بالانتخابات، وحكم البلاد سنة واحدة، وتم حظره لانتهاكه «علمانية الدولة» فأسس «الخوجا» اربكان حزب «الفضيلة»، ثم حزب «السعادة».

حزب العدالة والتنمية يحكم تركيا منذ ٢٠٠٣، وخلالها تداول منصب رئيس الدولة ورئيس الحكومة مع عبد الله غُل، كما في حالة بوتين - ميدفيديف.

بعد «الخوجا» أربكان، يتطلع الرئيس رجب طيب أردوغان ليكون «أتاتورك اسلامياً» بعد ٩٠ سنة من دولة تركية علمانية أسسها مصطفى كمال، الملقب «أتاتورك - ابو الأتراك» الذي قتله إدمانه مشروب «العرق».

تركيا، المعرّفة بـ «آسيا الصغرى» بلاد كثيرة الزلازل، مثل ايران واندونيسيا واليابان. هل لهذا قيل بعد انتخابات ٧ حزيران أن النتيجة كانت «زلزالا» ديمقراطياً!

الحزب الحاكم بقي الحزب الأول، لكنه ليس الحزب المهيمن هيمنة مطلقة على مجلس النواب، ومن ثم اخفق في الحصول على ٣٣٠ مقعداً في الأقل، ضرورية لاستفتاء شعبي على تعديل الدستور، بينما طمح أردوغان لـ ٤٠٠ مقعد تمكنه من التعديل الدستوري لنظام رئاسي دون حاجة لاستفتاء.

هل أختصر انتخابات بلاد هضبة الأناضول، أو «اسيا الصغرى» بكلمتين، او «الطنجرة وغطاها»؟ وأقول ان الرئيس وحزبه فشلا؛ وان الشعب والبلاد نجحا؟

الفشل له اسم وأب وسبب، وأما النجاح فأين ولمن؟ منذ العام 1996 حتى الآن، فاز الإسلاميون عبر انتخابات حرّة، والآن اخفقوا في انتخابات حرة وديمقراطية عن تحقيق انقلاب ديمقراطي على العلمانية الأتاتوركية، وتعديل الدستور ليكون أردوغان «أتاتورك إسلامياً».

لتركيا، آسيا الصغرى، جسم في آسيا، اكبر القارات، ولها موطئ قدم في أوروبا، وكانت امبراطورية آل عثمان امتدت على ثلاث قارات، وفي ذروة امتدادها الاوروبي وصلت أسوار فيينا.

العقدة الأوروبية من حصار فيينا، كالعقدة الأوروبية من وصول الأندلس الإسلامية الى «بواتبيه» الفرنسية، وارتدادها بعد معركة «بلاط الشهداء»، وهو الارتداد الذي اطلق «أنشودة رولان» Chanson de Roland الفرنسية العنصرية الدينية.

بعد موت «أتاتورك» بنت تركيا له ضريحاً باذخاً وشامخاً وخرافيا، قيل أن تكاليفه قُدرت بتكاليف انشاء عشرات آلاف المدارس، مقابل ضريح متواضع نسبياً لفلاديمير لينين في الساحة الحمراء.

كان الاشتراكي الألماني فيلي براندت صاحب نظرية «أوست بولتيك» أي الاتجاه شرقاً لتوحيد ألمانيا.. والإسلاميون الأتراك صاروا أتباع نظرية «القطب الإسلامي» بديلاً من سياسة الذيل والتذييل والإلحاق بأوروبا.

من الذي هزّ تركيا؟ إنه اجتياز الأكراد، وحزبهم «الشعب الديمقراطي» نسبة الـ ١٠٪ من الأصوات، وحصولهم على ٧٨ - ٨٠ مقعداً في برلمان من ٥٥٠ مقعداً، اي إجبار حزب العدالة والتنمية على تشكيل حكومة ائتلافية، بدلاً من هيمنته المطلقة.

أكراد تركيا كالفلسطينيين في خلافاتهم السياسية، وليسوا كلهم «فتح - تركيا» او «حزب العمال الكردستاني» PKK بقيادة السجين الأبدي عبد الله اوجلان، لكن كما فازت «حماس» نكاية بـ «فتح» فقد صوّت غير أكراد لصالح حزب الأكراد، نكاية بحزب العدالة والتنمية.

فشل أردوغان مهم، لكن الأهم هو نجاح تركيا في امتحان «ديمقراطية إسلامية» ذات نمط غربي تختلف عن «ديمقراطية» ايران الإسلامية، وتشبه ديمقراطية فلسطين قبل الانقلاب، وديمقراطية إسرائيل ايضاً.

صار لدينا قطب إسلامي إيراني، وآخر تركي يتنافسان على الجناح الشرقي العربي.

مدارس منفصلة؟

تعقيباً على عمود الأمس:
Amal Juma: أستاذ حسن: لقد عملت فترة في هذه القرى كمدربة، ولاحظت كم أن هناك شرخاً قويا وعميقاً تكون طوال سنوات في عملية الفصل بين الذكور والإناث. في بدرس تحديداً كانت الحالة غريبة: فتيات شديدات النشاط والطموح والانتقاد .. والذكور خارج كل هذا الحراك إلا بأعداد قليلة. تفاصيل الأشهر الثمانية التي قضيتها بالتنقل بين القرى طرحت من الأسئلة الكثير .. دون إجابات واضحة.

Yaser Jawabreh: لا الاختلاط نافع ولا الانفصال نافع. المشكلة في ثقافة التعليم.
 مجتمعاتنا لا تقدر المعلم ولا تعطيه حقه. نحتاج الى ثورة تعليمية تلامس كل مدخلات التعليم ومخرجاته.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«آسيا الصغرى»  قطب إسلامي أو طرف أوروبي «آسيا الصغرى»  قطب إسلامي أو طرف أوروبي



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia