42 إشارة x على أخمص البندقية

42 إشارة (X) على أخمص البندقية؟

42 إشارة (X) على أخمص البندقية؟

 تونس اليوم -

42 إشارة x على أخمص البندقية

حسن البطل

مرّت على الفلسطينيين، منذ مباشرة التفاوض المتجدّد، "أيام دم" وضحايا، لكن ندر أن تسقط ضحيتان بالرصاص في يوم واحد، ومكانين مختلفين من البلاد، كما حصل بالأمس في ضواحي قرية بيتين، شمال رام الله، وعلى جسر "معبر الكرامة".. الحبل السرّي بين فلسطين والأردن. أيام الأسابيع الفلسطينية ملأى بمظاهرات "المقاومة السلمية" وتحمي سلميتها، غالباً، عدسات المصوّرين، وهؤلاء لم يتواجدوا في حادثي قتل منفصلين في مكانين مختلفين. مع استشهاد الشاب ساجي صايل درويش، من قرية بيتين (20 عاماً) والرجل ـ القاضي رائد زعيتر (38 عاماً) على معبر الكرامة، يرتفع عدد الضحايا الفلسطينيين، منذ تجدّد المفاوضات الحالية، إلى 42 ضحية. غالباً، هناك روايتان: فلسطينية وإسرائيلية لمعظم حوادث القتل هذه، والأغلب أن الرواية الإسرائيلية ملفّقة أو محرّفة، أو قتل لمجرد الاشتباه بأن ساجي اقترب من سياج بؤرة "غفعات أساف"، ربما مع عصاه التي توهّموا أنها بندقية أو فأس أو سلاح ما، بينما كان في طريقه إلى حظيرة أغنام عائلية قريبة، ربما، من سياج البؤرة. ألا يمكن، في حادثة القتل هذه وما شابهها من حوادث، تنفيذ إجراء "اعتقال مشبوه" أو إطلاق نار تحذيري، ثم على أطراف المشبوه السفلى لشلّه.. هذا، علماً أن الادعاء الإسرائيلي لم يبرز مع جثة الضحية سلاحاً، وما يشبه السلاح؟ هل صار بكل مستوطنة وبؤرة "مجال حيوي" لنيران قاتلة (مئات الأمتار في غزة تلتهم 30% من أراضيها الزراعية)، أو سياج من الرصاص يحمي سياجاً أمنياً؟ أقبح ما قرأت في مصدر إسرائيلي ما، أن البندقية التي تسلب الضحية الفلسطينية حياتها يتم تعليمها بيد الجندي القاتل على أخمصها (كعبها) بحفر إشارة (X) بسونكي القاتل أو بسلاحه الأبيض.. وعندما يستلم جندي آخر البندقية يراوده إغراء بوضع "توقيعه" هو الآخر إلى جانب إشارة (X).. وهلمّ جرّا؟ الرواية الإسرائيلية لحادث القتل الثاني، على "معبر الكرامة" الصارم أمنياً أن ملاسنة تحوّلت مدافشة وشجاراً، وهذا تحوّل إلى محاولة "خطف" سلاح الجندي. أي عاقل يدخل في رأسه محاولة اختطاف سلاح في منطقة عسكرية تحت سيطرة تامة وصارمة، أو أن المدافشة وضعت يد الضحية عفوياً على جسم الجندي أو سلاحه؟ الضحية ليس شاباً مندفعاً، بل رجل قانون، بل وقاض في محكمة صلح أردنية، عبر الجسر لرؤية عائلته بعد غياب طال، تاركاً أسرته الصغيرة وطفله المريض في عمّان. من بين الضحايا الـ 42 حالات قليلة استشهد أصحابها على سلاحهم دفاعاً عن أرواحهم إزاء قوة حصار كبيرة ومدججة ومدرعة عملت ضدهم، بهدوء ساعات طويلة، وفي معظمها غابت عنها إجراءات "اعتقال مشبوه" بدلاً من تصفيته! كأن وتيرة القتل أكثر من مُضمرة، بل مقصودة، لتحويل مظاهرات الاحتجاج الشعبي السلمية المتزايدة يومياً إلى هيجان شعبي عنيف، وتحويل "شرر" حوادث القتل إلى حريق انتفاضة ثالثة، عامة ومسلحة، للتملص من خيار المفاوضات إلى خيار الانتفاضة. .. وفي النتيجة؟ عقوبة الموت قتلاً بتهمة "الشبهة"، تليها محاكمات غالباً ما تُثني على الرواية العسكرية، ونادراً ما تصدر أحكاماً عقابية خفيفة، بعد محاكمات مطوّلة، كما في المحاكمة الشهيرة لجندي في قطاع غزة ظنّ تلميذة صغيرة بين تلال الرمال "متسلّلة" .. ثم نفذ في جسدها، عن قرب، صلية رصاص لـ "التحقق من القتل".. وكانت تحمل حقيبتها المدرسية. غروب "معاريف" توقّفت يومية "معاريف ـ المساء" عن الصدور، ولعلّها أقل الصحف اليومية الإسرائيلية انتشاراً بعد تصدّر "إسرائيل هيوم" اليمينية "المجانيّة"، المقرّبة من نتنياهو، ومنافستها "يديعوت أحرونوت" الليبرالية ـ اليمينية و"هآرتس" الليبرالية ـ اليسارية (في المعايير الإسرائيلية). الأسباب المعلنة للاحتجاب مالية لصحيفة نسبة توزيعها لا تتعدّى الـ 6% من توزيع الصحف، دون أن نعرف هل ستتحول إلى صحيفة إلكترونية، أم تختفي كما اختفت من قبلها صحف إسرائيلية، بعضها كان في صدارة الانتشار. في يفاعتي كنت أسمع من "صوت إسرائيل" بالعربية وعناوين صحيفة "هبوكر ـ الصباح" و"هموديع" وفي شبابي عن صحيفة "هتسوفيه" الدينية، وفي رجولتي عن "دافار" الهستدروتية (لا أنسى سخرية محرّرتها حنّا زيغر).. وأيضاً، صحيفة "هعولام هزيه ـ هذا العالم" اليسارية لمحرّرها اوري أفنيري،عضو الكنيست ـ سابقاً، والأكثر نقداً وعمقاً لسياسة إسرائيل من الصحافيين في "هآرتس" دافيد ليفي وعميره هس. أزمة الصحف الورقية ظاهرة عالمية طاولت حتى "لايف" ثم "نيوزويك" المحتجبة، والعائدة جزئياً من إلكترونية إلى ورقية، والباحثة عن شريك ناشر. .. لكنها في إسرائيل لها أسباب أخرى، أهمها سيطرة "المال" على "الرأي" واتجاه المجتمع العام نحو اليمين أكثر فأكثر.. وضيق هامش الديمقراطية اليهودية منذ أوسلو وتشكيل السلطة الفلسطينية! فلسطين والفلسطينيون يدفعون إسرائيل، شيئاً فشيئاً، نحو الفاشية والعنصرية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

42 إشارة x على أخمص البندقية 42 إشارة x على أخمص البندقية



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia