لمعين الطاهر كتاب الحرب

لمعين الطاهر.. كتاب الحرب!

لمعين الطاهر.. كتاب الحرب!

 تونس اليوم -

لمعين الطاهر كتاب الحرب

بقلم : حسن البطل

الرضيعة فدوى كانت تنادي القائد في "كتيبة الجرمق"، الشهيد علي أبو طوق بـ "حبيبي أبو طقّة". إنه ثالث من تحب، من بعد أمها "يسار".

يُسر كما كان يناديها أبو عمّار، ووالدها معين، قائد الكتيبة. للأطفال سليقة فطرية في حبّ الناس.

من هو الشهيد "أبو طقّة"؟ قائد حصار وصمود مخيم شاتيلا، في "حرب المخيمات"، التي تلت حرب طرابلس ـ لبنان 1983ـ1984، ومجزرة صبرا وشاتيلا، أيلول 1982؟
من قبرص، غطّت "فلسطين الثورة" حرب طرابلس و"حرب المخيمات"، ومن بيروت غطّت معارك الحرب الأهلية، في أعداد أسبوعيتها ويوميتها. لكن، بعد قراءتي ثلاثة كتب عن دور

الكتيبة، آخرها وأشملها، كتاب قائدها معين الطاهر المعنون "تبغ وزيتون"، سأقول إن أبو طوق هو غيفارا الفلسطيني.

لماذا؟ يذكّرني الكتاب بعبارة: قلعة الشقيف بناها الرومان، واحتلها الصليبيون، وحررها صلاح الدين.. وأعاد تحصينها علي أبو طوق.

لم تُروَ قصة جوانب للبطولة في القلعة، لأن قصة صمود بيروت ربما غطّت عليها. لم تُروَ وقائع حرب الاستنزاف ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي، لأن خروج قوات المنظمة من بيروت، وحرب طرابلس غطّت عليها.

المعركة ـ البطولة في القلعة دارت مع بدء الاجتياح في 4 حزيران 1982. يعتمد معين في كتابه على رواية متأخّرة للعدو في العام 2013، فقد شارك في الهجوم عليها 1200 جندي من لواء غولاني بالذات، في فيلم وثائقي بثّته "القناة العاشرة".

فوجئ المهاجمون أن المدافعين عن القلعة لم يكونوا 500 فدائي ولا 100 فدائي، بل 33 فدائياً قاتلوا قوة الغزو من خندق إلى خندق وداخل الخندق الواحد بقيادة راسم سمور واليماني عبد الكريم الكحلاني.. وفي المراحل الأخيرة بالسلاح الأبيض، والاشتباك بالأيدي العارية! لم يستسلم فدائي. ماتوا جميعاً على سلاحهم.

من قادة الجيش الإسرائيلي في الهجوم كان غابي أشكنازي، قائد اللواء و(رئيس الأركان لاحقاً) وقائد الفرقة أفيغدور كهلاني، وقائد كتيبة المظليين موشيه كابلنسكي.
لم يُفصح الإسرائيليون، حتى الآن، عن عدد قتلاهم وجرحاهم، لكن لما عرف بيغن لاحقاً، أصيب بالاكتئاب واعتزل.. ثم استقال.
كانت معركة الشقيف 1982 (حصن أرنون ـ قلعة بوفور) هي الثالثة لاحتلالها بعد 1978 (تحطمت كتيبة الهجوم على أقدام القلعة) والعام 1980 حيث انسحب المهاجمون يحملون جثة قائد اللواء، والعام 1981.. ومن يومها شنّ طيران إسرائيل أكثر من 50 طلعة على القلعة دمّرت حجارتها.

من كتاب "تبغ وزيتون" عرفتُ ما لم أكن أعرف عن دور علي في تحصين القلعة، وورشات تزوير الوثائق وصنع الحدادة والخراطة، وأخيراً تسليك مجاري مخيم شاتيلا بنفسه وبيديه.
قرأت ثلاثة كتب متلاحقة عن دور السرية الطلابية ـ كتيبة الجرمق: "انثيال الذاكرة" 2008 لفتحي البس عن تأسيس الكتيبة، "حياة غير آمنة" للقائد في الكتيبة شفيق الغبرا صادر عن 2017، و"تبغ وزيتون" لقائد الكتيبة معين الطاهرة 2017.
روايات الكتب الثلاثة تتكامل دون تعارض في الوقائع، ما يدلّ على صدقها، سوى أن ثالثها يغطي زمناً أطول، حتى استشهاد علي أبو طوق، بينما ينتهي كتاب شفيق الغبرا (جهاد) في العام 1981.
"الجرمق" جزء عسكري من "قوات العاصفة ـ فتح"، وهذه جزء من قوات فصائل "م.ت.ف"، وبدورها كانت جزءاً من "القوات المشتركة" اللبنانية ـ الفلسطينية.
هي "ميليشيا" عمادها من الطلاب: فلسطينيين من مناطق وبلدان، ولبنانيين (أبو طوق فلسطيني لبناني) وعرب من مختلف البلدان، وخاضت حروب التصدي والدفاع ضد التدخل السوري؛ ضد "الجبهة اللبنانية"؛ ضد الانشقاق الفتحاوي، ضد حصار بيروت، وحرب طرابلس.. لكن شعارها: ضد إسرائيل عَبر وكلاء سعد حداد.

.. حتى أن الخلايا التي درّبتها وسرّبتها إلى فلسطين، عملت حتى في الانتفاضة الثانية، ثم بعد خروج العام 1982 شنّت حرب استنزاف ناجحة ضد الجيش الإسرائيلي، وألحقت به خسائر فادحة أجبرته على الانسحاب من الجبل والشوف، وإلغاء اتفاق خلدة 1983.

عارضت السرية البرنامج المرحلي 1974، لكن عرفات كان ينام بحراسة بنادقها أحياناً، ولاحقاً عارض قائد الكتيبة جلسة غزة للمجلس الوطني بحضور كلينتون، كما واتفاق أوسلو لاحقاً. لكن لم تعارض المجلس الوطني في العام 1984، ولا المجلس الوطني التوحيدي العام 1988.

في الحرب ضد التدخل السوري سقط أكثر من 2800 مقاتل من الكتيبة وباقي القوات الفلسطينية واللبنانية المشتركة، لكن في الحرب ضد إسرائيل وعملائها، كانت خسائر العدو أكبر من شهداء السرية ـ الكتيبة.
"الجرمق" ميليشيا يسارية ـ قومية لكنها أكثر انضباطاً في الحرب من تجاوزات الفصائل اللبنانية والفلسطينية، وحتى ألوية "فتح" العسكرية النظامية.

في 19 الجاري سيتم توقيع كتاب معين الطاهر في متحف محمود درويش، وهو "كتاب الحرب بامتياز، وفيه ملاحق عدة: برقيات علي أبو طوق في حرب الاستنزاف بعد الخروج، وصور لمقاتلي الكتيبة، بعضها مع عرفات في القلعة، و17 صفحة من المراجع و27 صفحة من فهارس الأسماء والأماكن.
اقترحتُ على صديقي، ورفيق الدرب وحروبها ومنافيها، وعضو المجلس البلدي لرام الله، أن يسمّى أحد شوارع المدينة باسم الشهيد علي أبو طوق، كتحية لشهداء الكتيبة وصمود شاتيلا الأخير.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لمعين الطاهر كتاب الحرب لمعين الطاهر كتاب الحرب



GMT 11:48 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

.. وإن قالوا «كلامَ جرائد»!

GMT 12:13 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

غروبها في يوبيلها الماسي؟

GMT 10:28 2020 الخميس ,17 أيلول / سبتمبر

هذا زمن الامتهان (ات) !

GMT 12:33 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

«باكس أميركانا» !

GMT 08:12 2019 الجمعة ,17 أيار / مايو

إيقاعات رمضانية ـ نكبوية!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:47 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الدلو الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:38 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 14:13 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العقرب الخميس 29 -10 -2020

GMT 14:08 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج العذراء الخميس 29-10-2020

GMT 15:33 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 18:18 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الأسد الاثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:31 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

فرص جيدة واحتفالات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 18:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر مع تنافر بين مركور وأورانوس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia