الجنرال الإسرائيلي ومتاهته الفلسطينية

الجنرال الإسرائيلي ومتاهته الفلسطينية؟

الجنرال الإسرائيلي ومتاهته الفلسطينية؟

 تونس اليوم -

الجنرال الإسرائيلي ومتاهته الفلسطينية

بقلم : حسن البطل

بسبب الانتفاضة الثانية، غادر موشي يعالون حزب العمل والتحق بالليكود. بسبب الانتفاضة/ الهبّة الثالثة، غادر يعالون حزب الليكود، وتخلّى عن عضويته الحزبية في الكنيست.

بسبب اندلاع الانتفاضة الثانية (التي تسببت بها زيارته للحرم القدسي) فاز أريئيل شارون في الانتخابات العامة رئيساً للحكومة، بوصفه زعيماً لحزب الليكود، ثم بسبب خلافه مع الليكود حول الانسحاب من قطاع غزة، انشق شارون عن الحزب، وشكّل حزب «كاديما».

بسبب معارضة رئيس الأركان في حكومته، الجنرال شاؤول موفاز، لخطة «الانسحاب الأحادي» من غزة، المعروفة بـ»فك الارتباط من جانب واحد»، أقال شارون الجنرال موفاز، بمنعه تجديد رئاسته للأركان في سنتها الرابعة كالمعتاد!

بسبب الانتفاضة الأولى، فاز اسحاق رابين في انتخابات عامة على اسحاق شمير (وحكومة الرأسين: الليكود والعمل) وشكّل حكومة «يسارية» ضيّقة من 61 عضو كنيست، متحالفاً مع «ميرتس»، وأصوات النواب العرب في الكنيست.. وكانت عملية أوسلو، وبسببها اغتيل رابين، أيضاً.

سنصل إلى سبب استقالة وزير الدفاع، موشي يعالون من الحكومة ومن الحزب، بعد «خبو» ما يصفه الإسرائيليون بالانتفاضة الثالثة.

لماذا انشق زعيم الليكود، محطّم الانتفاضة الثانية بالاجتياح العسكري (ومجتاح لبنان؟)، عن حزبه وشكّل حزب «كاديما»؟ لأنه وصف في مؤتمر «هرتسليا» للمناعة والأمن القومي أن «تحرير يهودا والسامرة» بعد حرب حزيران 1967، له اسمه: «إنه الاحتلال نعم الاحتلال» كما قال!

مات شارون قبل أن يستكمل «الانطواء» الإسرائيلي، العسكري والاستيطاني، لقطاع غزة، بـ «انطواءات» مختارة في الضفة الغربية، بدءاً من إخلاء أربع مستوطنات في جنين.

ما الذي أريد قوله؟ هناك في جيش إسرائيل جنرالان أسطوريان: موشيه دايان، الذي حذّر بعد النصر الخرافي عام 1967 أن تصبح الأراضي المحتلة «جمرة بيد إسرائيل»، واسحاق رابين الذي حاول في أوسلو التخلص من جمرة الاحتلال.

الاحتلال يعني الاستيطان، وهذا يعني شكلاً من أشكال «الضم الزاحف»، وفي نتيجة استفحال الاحتلال والضم الزاحف صاروا يتحدثون في إسرائيل عن «دولة المستوطنين» التي تزحف نحو «احتلال» الجيش الإسرائيلي، الذي يحتل الأرض.

خلال رئاسته للأركان، ثم في منصبه كوزير للدفاع، شجّع موشيه يعالون خطط توسيع الاستيطان، بل واعتبره المستوطنون «بطلاً» لهم.

لكن، بعد تشكيل «إسرائيل بيتنا» بزعامة «الروسي» أفيغدور ليبرمان، وتشكيل «البيت اليهودي» بزعامة نفتالي بينيت، والاثنان من «ضلع» حزب الليكود، إلى يمينه الفاشي القومي (ليبرمان) والفاشي الديني (بينيت) صاروا في إسرائيل يتحدثون عن «جيش دولة إسرائيل» و»جيش دولة يهودا».

بسبب مستقبل «يهودا والسامرة»، أي فلسطين الصغيرة، صعدت حكومات ليكود ـ نتنياهو، ابن المؤرخ التوراتي بن ـ تسيون نتنياهو، وتحالفت حكومته الثالثة مع حزب ليبرمان ثم مع حزب بينيت في حكومته الحالية، ذات الـ61 مقعداً.

ماذا أريد أن أقول؟ ربما أن مصير فلسطين هو الذي يرسم المسار السياسي والأيديولوجي في إسرائيل وليس العرب ولا إيران، بفعل الاتفاقيات الثلاث، كما أن المسار السياسي والأيديولوجي لإسرائيل يؤثر على مصير فلسطين، وهل تبقى «حقيقة سياسية» يعترف بها العالم، لأن «حل الدولتين» هو الاسم الكودي للدولة الفلسطينية، أو تصبح حقيقة سيادية، أو تنجح «دولة يهودا» في السيطرة على الجيش وتلغي فلسطين السياسية والسيادية؟
تتقلص الفوارق السياسية الأيديولوجية بين الليكود وأجنحته (ليبرمان وبينيت) وكذا بين حزب العمل وحزب الليكود، وتزداد في المقابل خلافات حكومات العالم مع حكومة إسرائيل الحالية، حول مستقبل السلام و»الحل بدولتين» وكذا حول إسرائيل ديمقراطية أو إسرائيل يهودية.

بما يذكّرنا بـ «مناورة نتنة» قادها بيريس لإسقاط حكومة شمير، قام نتنياهو بمناورة نتنة، حيث «غمّز» نحو حزب العمل وهيرتسوغ لحكومة وحدة وطنية (أي حكومة الرأسين) ثم انحرف نحو «إسرائيل بيتنا» وليبرمان.

الآن، استقال يعالون، ووعد مستقبلاً بقيادة حزب آخر، يشكل بديلاً من الحزبين.. لكن كم جنرالا وسياسيا سبق وحاول ذلك، دون جدوى؟

المستقيل ترك وراءه رئيس أركان هو غادي ايزنكوت يحذر من الفاشية اليهودية، وكذا نائب رئيس أركان، هو يئير غولان يرى ما يراه المستقيل من خطر الفاشية اليهودية، على ما كان «جيش الشعب» ومن خطر التطرف والعنصرية، ومن حكومة أكثر يمينية «أصابتها لوثة الفاشية» كما قال ايهود باراك عن استقالة موشيه يعالون.

عادة يقوم الجيش في دول العالم الثالث بانقلابات عسكرية، لكن ما يجري في إسرائيل أن قيادة الجيش تريد وقف الانقلاب على «جيش الشعب» وصيرورته جيش المستوطنين.

لشارون كلمة ذات معنى تفسّر تقلبات الجنرالات في المسألة الفلسطينية: ما يُرى من فوق (المستوى السياسي) غير ما يُرى من تحت (المستوى العسكري).

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجنرال الإسرائيلي ومتاهته الفلسطينية الجنرال الإسرائيلي ومتاهته الفلسطينية



GMT 11:48 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

.. وإن قالوا «كلامَ جرائد»!

GMT 12:13 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

غروبها في يوبيلها الماسي؟

GMT 10:28 2020 الخميس ,17 أيلول / سبتمبر

هذا زمن الامتهان (ات) !

GMT 12:33 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

«باكس أميركانا» !

GMT 08:12 2019 الجمعة ,17 أيار / مايو

إيقاعات رمضانية ـ نكبوية!

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia