الدم على بعضُه  حامي

"الدم على بعضُه .. حامي" !

"الدم على بعضُه .. حامي" !

 تونس اليوم -

الدم على بعضُه  حامي

حسن البطل

هذه المرّة، ترأس كبير مفاوضي "فتح" مع "حماس" ما يشبه "جاهة" من رؤساء الفصائل، أو بلغة سياسية لا عشائرية: وفد من "القيادة الفلسطينية". رئيس قبيلة "حماس"، أو رئيس حكومتها، استمهل الجاهة ـ الوفد أياماً، ثم "أحسن الوفادة" التي هي من "حق الضيافة". لكن "الصلح العشائري" أو "رأب الصدع" الوطني باللجوء إلى "التحكيم" أو الاحتكام إلى صناديق الانتخابات "التوافقية" بعد حكومة "وفاقية" وطنية، لم يتم حتى الآن لإنهاء "الانقسام". قبل هذه الجاهة ـ الوفادة، كنتُ أتناقش مع صديق، ليس بأزمة المفاوضات مع إسرائيل، لكن بمشاكل الفصائل في مخيمات لبنان: منشق عن "فتح" في مخيم "المية ومية" قرب صيدا شكّل له جماعة تسمى "أنصار الله" مقربة من "حزب الله" ومنشق آخر عن حركة "فتح" شكل له عصبة يقال إنها مقرّبة من "جماعة دحلان". سقط في اشتباك مسلح بين الجماعتين المنشقتين تسعة قتلى، بينهم زعيم عصبة "جماعة دحلان" واثنان من أشقائه. قال لي محدثي: هناك مثل شعبي فلسطيني يقول: "الدم على بعضُه .. حامي". إنه يوجز حكاية خلافات "صلة الرحم" الأسرية والعشائرية والقبلية والدينية، منذ "داحس والغبراء".. حتى "داعش والجيش الحر".. أو "فتح" و"حماس". ما الفرق بين مفاوضات سياسية دولية يقودها كيري، وبين مفاوضات فصائلية، اشق وأطول، فلسطينية لإنهاء الانقسام؟ إسرائيل "مخضوضة" بما قاله كيري، بعد اجتماعه مع الرئيس أوباما، أمام جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس، حيث حمّل إسرائيل القسط الأوفر من تعثّر المفاوضات.. ولو حاولت ناطقة الخارجية تلطيف شهادته، بالإشارة إلى أن نتنياهو اتخذ "قرارات شجاعة". هذه أشبه بشهادة زور. في إسرائيل ذاتها يقولون إنه رجل ـ اللاقرار! القيادي في "حماس" صلاح البردويل، قال إن السيد هنية رئيس الحكومة وخطيب اللغة العربية الفصحى يوم الجمعة، أبلغ إلى "جامعة" القيادة الفلسطينية ما يلي: هناك قضايا أهم وأعمق بكثير من قضية المصالحة، وأن التركيز على موضوع الاحتكام للانتخابات فيه خلل كبير. هناك فلسطينيون في الضفة وغزة يرون أن المصالحة تعلو ولا يُعلى عليها مثل الحق، وهناك فلسطينيون وإسرائيليون وأميركيون يرون أن المفاوضات تعلو ولا يُعلى عليها للحصول على دولة. ما قاله القيادي الحمساوي يعني أن حركته سوف تعيق إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غزة، وبما أن هناك في القيادة من فكّر بانتخابات في غزة، ترشيحاً وانتخاباً، بطريقة تلتف على معارضة حماس، فقد أضاف إليها أن انتخابات تستثني القدس لا يُعوّل عليها. في الحاصل: "حماس" ستعيق الانتخابات في غزة، وإسرائيل الحالية ستعيق على الأغلب، الانتخابات في القدس. رأيي الشخصي، كما هو في البرلمانات والمؤتمرات حيث يعقد الاجتماع بمن حضر، وأن يتم التصويت بأصوات من حضر، ويمكن للغزيين التصويت بغير صناديق في غزة، ويمكن للمقادسة التصويت في غير مراكز البريد (إسرائيل صادرت مركز البريد في القدس الشرقية) أي التصويت في رام الله أو بيت لحم! يحاول أبو مازن كسر الذريعة الإسرائيلية بأنه يمثل بالكاد نصف شعبه، أو أن انتخابه صار متقادماً (كادوك) وكذا المجلس التشريعي المنتخب صار لاغياً دستورياً. لا أعرف كم وثيقة أو اتفاقا جرى بين "فتح" و"حماس" منذ "وثيقة الأسرى" بعد قليل من الانقسام، لكن قصة "المصالحة" وجولاتها منذ ثماني سنوات صارت شبيهة بقصة "إبريق الزيت" أو أن الإخوان في "حماس" يضعون العصا في الدواليب، أو كلما نفخت "فتح" والفصائل في العجلات أو بالون المصالحة ثقبته "حماس" بذريعة أو بأخرى.. لكن هذه المرة بالادعاء أن هناك ما هو "أهم وأعمق بكثير" من المصالحة والانتخابات والحكومة التوافقية. ما هو الأهم والأعمق؟ لعلّه "المقاومة" بديلاً من "المفاوضة" علماً أن السلطة تدعم مقاومة شعبية سلمية، وتخوض صراعاً تفاوضياً صعباً ومريراً.. السياسة أصعب من الحرب! بعد فوز "حماس" في الانتخابات كلّف رئيس السلطة شخصية اختارتها "حماس" لتشكيل حكومة، فإذا فازت في انتخابات جديدة رئاسية وتشريعية فسوف يسلمها مقاليد السلطة. المشكلة أن "حماس" تريد انتخابات مضموناً فيها فوزُها، وإسرائيل تريد مفاوضات ليس مضموناً أن تؤدي إلى دولة فلسطينية. في أول نيسان، اتخذ أبو مازن خطوة غيّرت معطيات المفاوضات، وربما عليه أن يتخذ خطوة أخرى تغير ابتزاز "حماس" للمصالحة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الدم على بعضُه  حامي الدم على بعضُه  حامي



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia