جيش مصر، من البكباشي ناصر للفريق السيسي

جيش مصر، من "البكباشي" ناصر للفريق السيسي!!

جيش مصر، من "البكباشي" ناصر للفريق السيسي!!

 تونس اليوم -

جيش مصر، من البكباشي ناصر للفريق السيسي

حسن البطل

هل يجوز حذف "أل" التعريف، فيغدو التعريف معرّفاً أكثر؟ مثلاً: الجيش المصري وجيش مصر. جيش مصر" أكثر دقة في التعبير ـ كما أعتقد ـ من "الجيش المصري" في حالة الجيوش والنظم العربية في الأقل. الجيش السوري، مثلاً، صار جيش "البعث" ـ جيش النظام تحت مسمّى "الجيش العقائدي"، وكذا جيوش عربية غيره، كحالة الجيش العراقي إبان حكم صدام، وحتى الحكم المدني - المنتخب الحالي. منذ أحمد عرابي إلى جمال عبد الناصر، إلى الفريق أول عبد الفتاح السيسي، فإن الجيش المصري هو، حقاً، جيش مصر الوطني. في مصر ثلاثة أهرامات، كبيرة ومتجاورة: خوفو، وخفرع، ومنقرع، وأيضاً ثلاثة رؤساء عسكريين أو بخلفيات عسكرية؛ عبد الناصر (خوفو؟) وأنور السادات (خفرع؟) وحسني مبارك (منقرع؟).. وجاء رئيس مدني ـ منتخب، "مرّ السحاب" في عمر مصر المديد، وكان اسمه محمد مرسي ـ العياط. كان "البكباشي" ناصر "رئيس مجلس قيادة الثورة" قبل رئاسته لمصر، ولا أدري سبب حرص إسرائيل على وصفه "البكباشي" سنوات بعد رياسته للدولة، ولا أدري هل رتبته العسكرية، بعد تعريب الرتب العسكرية، خلال الوحدة مع سورية، هي عقيد أو عميد! كان نائبه وخليفته أنور السادات عضو قيادة مجلس الثورة، وكان نائبه وخليفته حسني مبارك قائد سلاح الجو برتبة فريق (أي لواء + نجمة). ما الفرق بين البكباشي ـ الرئيس ناصر، والفريق أول عبد الفتاح السيسي، غير أن الاثنين ابنان لـ "الجيش الناصري" الذي أعاد ناصر بناءه من مستوى الكتيبة بعد هزيمة حزيران 1967؟ باستثناء خطاب الاستقالة، بعد الهزيمة، الذي ألقاه ناصر عبر الإذاعة، كان يحرص على إلقاء خطبه أمام الجماهير. ناصر اختلف مع "قائد الانقلاب" بعد 23 يوليو 1952، اللواء محمد نجيب، وصار "قائد الثورة" بعد التأميم وقوانين الإصلاح الزراعي. الرئيس السادات، اختلف مع رئيس أركان الجيش الفريق سعد الدين الشاذلي وأقاله بعد حرب أكتوبر 1973. الرئيس المدني الإخواني المنتخب محمد مرسي انقلب على قائد الجيش الفريق أول حسين طنطاوي وأقاله، وعيّن الفريق عبد الفتاح السيسي. الفريق ـ أول عبد الفتاح السيسي قاد انقلاباً على الرئيس مرسي، مستعيناً بالشعب و"بخارطة طريق" لخروج مصر من أزمة الرئيس الاخواني.. فإذا انتخب رئيساً رابعاً من الجيش لمصر، بعد الاستفتاء الثالث على نصوص دستورية منذ إطاحة الرئيس مبارك، لن يتحدثوا عن "انقلاب" بل عن "ثورة". لماذا؟ الفريق أول السيسي حذّر: "لن أجعل أحداً مصرياً يضام إذا صرت رئيساً" أي أن مصر برئاسته ستكدّ لتعود مركز الثقل العربي ـ الإقليمي. يتوجه المصريون إلى صناديق الانتخاب للمرة السادسة منذ إطاحة الرئيس مبارك (الانتخاب لا الاستفتاء) بعد تعديل "خارطة الطريق" ليكون الاستفتاء على الدستور قبل انتخاب رئيس البلاد. لماذا؟ السيسي يريد تفويضاً شعبياً على مشروع الدستور الجديد، الذي وضعته "لجنة تأسيسية" من 50 عضواً، ويختلف عن مشروع دستور وضعته لجنة تأسيسية ذات أغلبية إخوانية (دولة مدنية، لا علمانية، ولا إسلامية). لم يكن مرسي "رئيساً توافقياً" رغم انتخابه بغالبية كسور عشرية ضد منافسه العسكري السابق الفريق أحمد شفيق، ولا الفريق أول السيسي "رئيساً توافقياً" لأن الاخوان سيقاطعون الاستفتاء الثالث. مصر تحتاج "رئيساً قوياً" وجيش مصر هو أقوى الأطراف المصرية، وعماد "استقرار" مصر بعد سنوات الفوضى منذ إطاحة مبارك. مع غنى مصر بالإداريين والساسة والمفكّرين والاستراتيجيين، فإنهم جميعاً لا يستندون إلى أحزاب في قوة وعتاقة حزب "الاخوان المسلمين". ثمة ملاحظة مهمة، وهي أن الرؤساء ـ القادة ـ العسكريين الثلاثة منذ ثورة عبد الناصر هم جميعاً مسلمون متدينون، وبخاصة الفريق ـ أول السيسي (زوجته محجّبة، وأطروحته العسكرية كانت عن جوانب إسلامية). يريد السيسي استفتاءً دستورياً لأن الشعب أيّد ديمقراطياً انتخاب رئيس إسلامي، ثم مشروع دستور إسلامي، واقترف بذلك الشعب غلطة (ليس الشعب دائماً على حق) فالشعب الفلسطيني اقترف غلطة، أيضاً، عندما انتخب "حماس" بغالبية ساحقة هذه غلطة تذكّر بقول شاعرنا "عما اقترفه القلب من الأماني"! كموقف ديمقراطي ميّال للحكم المدني، كنتُ أتمنّى "رئيساً توافقياً" لمصر الجديدة ما بعد حكم الاخوان، أي رئيساً مدنياً، لكن كموقف عملي، لأن الجيش المصري هو جيش مصر الوطني؛ فإن مصر تحتاج "رئيساً قوياً" كما احتاجت فرنسا الجنرال ديغول بعد فوضى رؤساء الجمهورية الرابعة.. ومصر تحتاج رئيساً للجمهورية الثانية بعد عبد الناصر. يُقال إن أحمد شفيق هو الفائز وليس الرئيس الاخواني محمد مرسي، وقام الجيش، بتأييد الأميركيين، بقلب نتائج الكسور العشرية خوفاً من الفوضى! كان مرسي رئيس الفوضى، فهل يكون السيسي العسكري رئيس نهاية الفوضى؟ سنرى بعد ارتدائه ربطة عنق؟  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيش مصر، من البكباشي ناصر للفريق السيسي جيش مصر، من البكباشي ناصر للفريق السيسي



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia