النخلة صارت مباركة كالزيتونة  وأكثر

النخلة صارت مباركة كالزيتونة .. وأكثر!

النخلة صارت مباركة كالزيتونة .. وأكثر!

 تونس اليوم -

النخلة صارت مباركة كالزيتونة  وأكثر

حسن البطل

لا أفعل كما يقولون: الافطار الوجبة الأهم للجسم، ربما هي الأهم لجسم الطفل، لكن معدة "المثقف" تكون "مصحته" صباحاً لا أفطر "افرنجي" رقائق ذرة وفواكه وحليب (كلوكز فلاكس) ولا "غمس حمصّ وفول" .. بل، ربما، كما كان يفطر الرسول. ثلاث حبات تمر مجول (مجهول)، وثلاث ملاعق سكر حليب بودرة، وملعقة صغيرة من النسكافيه .. وأما القهوة العربية، ودائماً بالفنجان، فهي في المقهى مع الجريدة .. وفي الطريق من المقهى للجريدة، لا بد من كأس متوسطة من كوكتيل الفواكه. على خبير التغذية أن يحسب كم "كالوري" في وجبتي الصباحية، لكنها تمكنني من كتابة عمودي ظهراً.. ثم تأتيك "قرصة الجوع" التي تسكتها بساندويشة فلافل، او شاورما، وأما الوجبة الرئيسية ("ماي سوبر" كما يقول الانكليز) فهي في المساء غير المتأخر. لموسم واحد وأخير، حصدت حاجتي من تمر المجهول من شجراتي وأرضي في اريحا، قبل اضطراري مع شريكي لبيع دونم ارض يحوي ١٤ شجرة لدفع أقساط شراء بيت أنسب واقرب. هكذا، عدت لشراء تمر المجول بسعر ٤٥ شيكلاً للكيلو، خلاف زميلي المستثمر في اشجار النخيل، عبد المجيد سويلم، الذي باعني وشريكي دونم أرض. استند تحقيق عن طفرة التمور في الاغوار كما نشرته "وفا" الى معلومات زميلي عبد المجيد سويلم، وبعضها كان جديداً عليّ، مثل أن عائد مبيعات ٢٠ الف دونم من نخيل تمر "المجول" تعادل مبيعات مليون دونم مزروعة باشجار الزيتون. من ٣٠ الف شجرة تمر فاخر قبل ست سنوات، الى ١٥٠ الف شجرة حالياً، مع طموح لرفعها الى ٢٥٠ الف شجرة في غضون خمس سنوات، هذا يرفع حجم التصدير الزراعي الفلسطيني بنسبة ٣٠٠٪ (من ٣ آلاف طن سنوياً وحاليا الى ٢٠ الف طن عام ٢٠٢٠). من معلوماتي القديمة عن غابات التمور العراقية ان الشجرة تجود إن كانت اقدامها في الماء ورأسها في السماء المشمسة، لكن تمر المجول لا يجود الا في منطقتين: كاليفورنيا في الولايات المتحدة والاغوار في فلسطين. تمر عن تمر يفرق، وكذا مجول عن مجول، حسب العناية والسقاية بالتنقيط للمياه العذبة والتسميد الطبيعي للأرض، لكن الشجرة تحتمل سقاية تنقيط بمياه نصف مالحة او مكررة. يشن المستوطنون حرباً على اشجار الزيتون، وأما حرب اشجار النخيل في الاغوار فهي مختلفة، لأن المجول الفلسطيني ذو نوعية أحسن للتصدير من الاسرائيلي .. ولأن للاسرائيليين من زارعي التمور افكارهم، ومنها تجربة ناجحة لصنع "الفودكا" من التمور، مع ان العراقيين يصنعون مشروب "العرق" من التمر، لكن العرق الحقيقي يصنع من أحلى انواع العنب. طفرة التمور في الاغوار تجرّ الى تحريك وتطوير صناعة التغليف وتوفير عمل للأيدي العاملة، او تربية الاسماك في برك المياه التي تروي الاشجار بالتنقيط، وتعوض على "سلة الغذاء" الفلسطينية في الاغوار تضاؤل زراعة الخضراوات والموز مثلاً لحاجتها الى وفرة المياه. من أجل دفع الطفرة في زراعة النخيل، يقترح زميلي ان توزع الاوقاف اراضيها على صغار المزارعين، لأن كبار المزارعين قد لا يقومون باستغلالها. المنافسة بين النخيل الاسرائيلي والفلسطيني ليس بلا مشاكل، خاصة مع قرب فرض قيود اوروبية على منتوجات المستوطنات، وسعي المستوطنين الى "تبيض" تمورهم وتسويقها عبر تجار فلسطينيين مع شهادات منشأ فلسطينية، في مقابل تغاضي المستوطنين عن زيادة مساحة اشجار النخيل الفلسطينية. الطفرة النخيلية قد تشمل التوسع في زراعة النباتات العطرية والطبية للتصدير، وكذلك الفراولة والعنب المبكر والورود. يقولون عن بعض الزراعات مثل القطن في مصر أنها "ذهب ابيض" وعن استغلال النفط في الصحارى العربية انه "ذهب اسود" .. لكن لتمور المجول لون ذهبي .. مغذية ومدرة للمال. ينظر الفلسطينيون الى شجرة الزيتون على أنها مباركة، لكن ربما كانت اشجار التمور الفاخرة هي ما سينعش الزراعة الفلسطينية، والتصدير الزراعي الفلسطيني. كل شجرة مجول تطرح ثماراً لمدة ٣٠ سنة وبقيمة ٢٠٠ دينار للشجرة الواحدة.  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النخلة صارت مباركة كالزيتونة  وأكثر النخلة صارت مباركة كالزيتونة  وأكثر



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia