سداسيات ثأر أكتوبر  أيام، سنوات وساعات

سداسيات ثأر أكتوبر : أيام، سنوات.. وساعات !

سداسيات ثأر أكتوبر : أيام، سنوات.. وساعات !

 تونس اليوم -

سداسيات ثأر أكتوبر  أيام، سنوات وساعات

حسن البطل

في أكتوبر الأول كنت في بغداد، محرراً في إذاعة فلسطين، وفي أكتوبر الأربعين صرت مواطناً في فلسطين. أربعون حولاً نصف العمر أو أكثر، أو عمر صحافي كامل؟! على كثرة ما قرأت بين الأكتوبرين، زادني الرئيس حسني مبارك، قائد سلاح الجو والدفاع الجوي في حرب أكتوبر بمعلومة، وصحافي إسرائيلي بمعلومة أخرى. على خمس حلقات نشرت "الأيام" نقلاً عن "الوطن" المصرية ما سمته "مذكرات" القائد المصري، وهي، مهنياً وبالأحرى "شهادات" زبدتها أن 220 طائرة قاصفة ومقاتلة و80 طائرة حماية شاركت في ضربة الساعة الثانية من ظهر 6 أكتوبر، وزبدة المعلومة أن خسائرها كانت 1% وجدواها كانت 95%، واستمرت ست ساعات. ست ساعات نتيجة عمل ست سنوات بين "سداسية" أيام حرب حزيران 1967 وأكتوبرية تشرين الأول 1973، وخلالها أعاد ناصر بناء جيش بلاده من مستوى الكتيبة إلى مستوى الفرقة، مع تمرين و"مثابة" كما يقول العراقيون في "حرب الاستنزاف" بدءا من آذار1969، وفي نتيجتها كان جيش مصر مستعداً لحرب ثأر حرب الأيام الستة من العام 1971 (لولا "ضباب" الحرب الهندية ـ الباكستانية). في أوانها، أعطاها المصريون اسماً دينياً إسلامياً، حرب 10 رمضان، وللآن يعطيها الإسرائيليون اسماً دينياً "حرب يوم الغفران"، والسوريون "حرب تشرين" (المعلومة الإسرائيلية الجديدة تنفي تعمد اختيار "يوم الغفران" اليهودي لتكون "المفاجأة" تامة، بعد حرب تضليل مصرية ناجحة، ومناورات سياسية مثل اقتراح الرئيس السادات فتح قناة السويس إذا انسحبت إسرائيل إلى الممرات. المعلومة الإسرائيلية مبنية على سؤال صحافي إسرائيلي إلى محمد بسيوني، العسكري والدبلوماسي، وأول سفير لمصر لدى تل أبيب: لماذا تحديد يوم الغفران و6 أكتوبر لهجوم الثأر؟ قال البسيوني: الأمر يعود إلى حركات المد والجزر في قناة السويس، فقال الصحافي الإسرائيلي: لو اخترتم يوماً آخر لكانت الهزيمة الإسرائيلية تامة. لماذا؟ لم تكن وسائل الاتصال لاستدعاء الاحتياط الإسرائيلي سريعة كاليوم، وبالتالي كانوا في عطلة ببيوتهم، وفي غير ذلك اليوم، كانت الخسائر الإسرائيلية ستكون رهيبة في الجنود (غير أن دايان قال: "الهيكل الثالث" انهار، أو انهارت أسطورة الجنرال الأعور، بطل حرب الأيام الستة 1967. في السادس من أكتوبر بعد ست سنوات. مبارك، قائداً جوياً، كان معنياً بالثأر من قائد سلاح الجو الإسرائيلي في حرب 1967. يتحدثون عن إعادة كتابة التاريخ، أو عن إعادة الاعتبار لشخصيات تاريخية إشكالية، وفي إعادة كتابة تاريخ حرب أكتوبر أضاف ويضيف الإسرائيليون والمصريون جديداً، عسكرياً وسياسياً ودبلوماسياً. هل بعد أربعين عاماً لا بد من إعادة الاعتبار للبطل السياسي لحرب أكتوبر، محمد أنور السادات، صاحب المفاجأتين بالتخطيط والجرأة على شن الحرب، وبالشجاعة على زيارة القدس وتوقيع معاهدة الصلح في كامب ديفيد مع مناحيم بيغن؟ ظلم الرئيس السادات مرتين، الأولى في خوض "حرب تحريك" لا "حرب تحرير" الأرض العربية المحتلة، بعد حرب عربية أولى ومنسقة، والثانية في عقده سلاماً منفرداً. في النقطة الأولى رأت الجنرالية المصرية أن ليس في طاقة الجيش المصري تحرير سيناء بأكملها، لكنها قبلت ادعاء الجنرالية السورية بالقدرة على تحرير الجولان بضربة عسكرية.. ودون اتفاق سلام! في النتيجة؟ سير الحرب كان لصالح الجنرالية المصرية، التي دفعت ثمن قصور الجنرالية السورية. النقطة الثانية: لماذا صلح منفرد بعد حرب منسقة؟ لأن الشركاء العرب في الحرب، وبخاصة السوريون، رفضوا الذهاب إلى مؤتمر ميناهاوس في القاهرة، حيث رفعت أعلام الدول المشاركة، بما فيها العلم الفلسطيني، وقال السادات: إما سلام شامل وإما لا سلام. ثمة مظلوم عسكري مصري آخر، هو المشير عبد الغني الجمسي رئيس الأركان لأنه ذهب إلى خيمة الكيلومتر 101 للتفاوض مع الجنرال ووزير الإعلام أهارون ياريف حول فصل القوات. يروي ياريف كيف كسب الجمسي احترامه بعد أولى جولات المفاوضات، حيث قام الجيش الإسرائيلي بإبرار جوي خلف الكيلومتر 101 على جبل عتاقة، واقترح ياريف الخروج من الخيمة، أو نقلها إلى ما بعد جبل عتاقة، فأجابه الجمسي: هذه عملية تلفزيونية لا جدوى منها.. لنعد إلى الخيمة ونستكمل التفاوض! في المقابل، اعطى العرب دور بطولة الحرب إلى رئيس أركان الجيش الذي أقاله السادات، سعد الدين الشاذلي، الذي اقترح الانسحاب من غربي القناة، لتدمير قوات الثغرة (ثغرة شارون) شرقيها، الأمر الذي رفضه السادات لأسباب رآها وجيهة، ومنها أن أميركا باشرت، بعد يومين من الحرب، في مدّ جسر جوي إلى العريش، بينما لم تكن مصر تنتظر جسراً جوياً من موسكو ـ بعد إخراج خبرائها العسكريين من مصر قبل حرب أكتوبر، كجزء من التضليل الاستراتيجي. مصر، وحدها، تحيي ذكرى حرب أكتوبر، بينما بقية الشركاء العرب في هذه الحرب غارقون في مشاكلهم الداخلية. جيش ما بعد حزيران 1967 هو الذي انتصر في أكتوبر 1973، لأن ناصر أعاد بناء الجيش من مستوى الكتيبة إلى مستوى الفرقة. *** قال توفيق زياد : "كان العبور مقدساً ومقدساً يبقى/ وكان مقدساً ومقدساً يبقى الثمنْ"/ جميع أساطير العهر البشري عن الشعب الأرقى والشعب الأدنى انهارت في نصف نهار".  

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سداسيات ثأر أكتوبر  أيام، سنوات وساعات سداسيات ثأر أكتوبر  أيام، سنوات وساعات



GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 07:49 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

حجر مصر

GMT 08:29 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في أحوال بعض القوى السياسيّة في لبنان

GMT 08:27 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

في بلد استضاف عبد العزيز

GMT 08:42 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

الدولة الوطنية العربية وتنازُع المشاهد!

GMT 08:36 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تشن حرباً اقتصادية من أجل الاستقلال!

GMT 08:33 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

إيران: تصدير النفط أم الثورة؟

GMT 08:30 2021 السبت ,11 كانون الأول / ديسمبر

براً وبحراً والجسر بينهما

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia