طيشرة فيسبوكية

طيشرة فيسبوكية !

طيشرة فيسبوكية !

 تونس اليوم -

طيشرة فيسبوكية

بقلم - حسن البطل

في «خربشاته» الفيسبوكية، شبه اليومية، قرّظ زميلي، الناقد الأدبي، عادل الأسطة أعمدتي، ولاحقاً كتبي، بتنوع حقول يطرقها قلمي. كنت أود منه، وقد أطرى أسلوبي، أن يتطرق إلى تنوع مفرداتي. استحسن مني ملاحظتي على أعمدته الأسبوعية، ورأيت أنها ركيزة محاضراته الجامعية.
من عادتي الصباحية نقل عمودي إلى صفحتي الفيسبوكية، لأننا في زمن بادت فيه قراءة الصحف الورقية، كما احتل الهاتف الذكي وخفيف الحمل أجهزة الحواسيب واللابتوب.. إلى أن بلبلني هذا الفيسبوك يوم 31 كانون الثاني، وحذف عمودي: «تنشوف.. أقسى الشهور» بملاحظته: «هذا البوست يتعارض والمفاهيم المجتمعية». لاحظت أن إدارة «الفيسبوك» عمّمتها على غيرها من الأعمدة، عشوائياً.
لدي مشاكل طريفة مع هاتفي الذكي، فهو «أجرب» بين أمثاله، أو كالخروف الأسود في قطيع أبيض، فهو «موتو 5» غير المتداول في بلادنا.
التمست جواباً من خبراء البرمجة عبثاً، إلى أن قرأت في صحيفة أن إدارة «الفيسبوك» سوف «تطيشر» من النشر ما لا يروقها كحسيب ورقيب من مفردات القدح والتجريح والتحريض. أعتقد أن كتاباتي معتدلة، وتخلو منها.
زميلتي ريما نزال بحثت، كدّت، فأعطتني مفتاح قفل، بعدما «طيشرت» إدارة الفيسبوك مقالة لها حول قاضي القضاة ورأيه في ضرب النساء خفيفاً كسبيل معقول. فهمت ريما وأفهمتني أن محكمة مركزية إسرائيلية في القدس رأت أن هناك فارقاً بين Like يذيل مقالاً، وبين مشاركة Share، والأخيرة مثل «ناقل الكفر» أو التحريض.. ولكنه شريك في الذنب والمسؤولية، خلاف اجتهاد إسلامي.
إلى أشكال الحروب انضمت «الحرب السبرانية» وفيها تبرع إسرائيل، في الجيش الإسرائيلي 6200 التي تقود الحرب الإلكترونية ـ الجاسوسية، لكن مفاهيم معينة، مثل اللاسامية، والجهادية، والإرهاب، والإسلام فوبيا، والتحريض صارت جزءاً من محظورات سياسية، بما فيها نقل مقالات معينة عن طريق إعادة نشرها.
أكرر أن مقالاتي تخلو منها، وخاصة مقالة ريما نزال، فكتبت رسالة اعتراض إلى إدارة الفيسبوك، وردت فوراً بالشكر، دون جواب آخر.
الغرب يثرثر عن حرية الإعلام، وتداول المعلومات، وترامب يصبّح العالم بتغريدات على «تويتر»، واقتدى به غيره، لكن هذا «الفيسبوك» يبقى أداة التواصل الأولى، ومحكمة إسرائيلية أفتت بأن «المشاركة» غير «الإعجاب»، وشركة «إنتل» ستقيم مصنعاً في تل أبيب بكلفة 40 مليار شيكل.
الكونغرس شرّع قانوناً لمكافحة الإرهاب. والمحاكم الأميركية تعالج قضايا دعاوى التعويض لصالح ضحايا الإرهاب، ومحكمة إسرائيلية خصمت 100 ألف شيكل من مستردات المقاصة الفلسطينية، والسلطة الفلسطينية طلبت من أميركا، رسمياً، وقف كافة مساعداتها، دفعاً لمطالبات تعويض، لأن رواتب ذوي الشهداء والأسرى خط أحمر فلسطيني.
أميركا تمارس ما شاءت من العقوبات على الدول والشركات والأفراد، وصارت تمارس الحجب والحظر على وسائل الاتصال لمجرد ذكر كلمات ومصطلحات معيّنة، وتمارسها عشوائياً وآلياً لمجرد وجودها، أو تخيل وجودها.
هاكم مفارقة لطيفة ـ موجعة ـ صارخة: الإعلام الإسرائيلي «يطنطن» لحزب الجنرالات الذي يتحدى الليكود، ويقوده رئيس الأركان السابق، الجنرال بيني غانتس، وهو «مجرم حرب» في الحرب على غزة عام 2014، وفلسطيني في هولندا رفع دعوى قضائية ضده لأنه تسبب في مقتل أسرة بكاملها في حرب «الجرف الصامد».
ماذا إذا كتب صحافي فلسطيني مقالاً عن هذا الموضوع؟ ربما إدارة الفيسبوك قد تحجبه.
المعايير المزدوجة في السياسات، والعقوبات الاقتصادية، صارت معايير عشوائية في وسائل التواصل الاجتماعي. كم من الحروب تم شنها مع جرائمها بناءً على أكاذيب لم يحاكم أصحابها على نتائجها.
إدارة «الفيسبوك» تطبّق قيود النشر عشوائياً، وبعيون هؤلاء على مقالات الرأي في الصحف، وهكذا بعد «الرقابة الذاتية» ورقابة رؤساء التحرير، أضيفت إليهما رقابة حظر المشاركة.
***
الطيور والطائرات
نشرت «الأيام» في صفحة «العدسة» صورتين عن أسراب طيور الزرزور في الأغوار. مئات آلاف الطيور كأنها تشكل رفاً متحركاً أشبه بغيمة سوداء.
الطائرات تقلد الطيور، لكن لا يصطدم طير بآخر، كما تتصادم الطائرات.. لكن إدارة الفيسبوك تصطاد كلمة هنا وعبارة هناك، وتخرجها عن سياقها، ثم تفرض حظر إعادة النشر على «رف» المقالة بكامله.

شباط السياسي.. الخبّاط !
في وارسو ستعقد أميركا مؤتمراً حول مشاكل الشرق الأوسط، وتشكيل «ناتو» مناهض لإيران.
على ضفاف البحر الميت عقد وزراء خارجية ست دول عربية، أربع خليجية زائد مصر والأردن لقاءً تشاورياً تمهيداً لمؤتمر وارسو.
في سوتشي الروسية سيعقد مؤتمر قمة ثلاثي: روسي ـ تركي ـ إيراني لمناقشة التنسيق حول سورية.
وأما في فلسطين، فقد بدأت المشاورات لتشكيل حكومة فصائلية مهمتها التمهيد لانتخابات مشكوك أن تُجرى.

حسن البطل

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طيشرة فيسبوكية طيشرة فيسبوكية



GMT 12:13 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

ماذا سيفعل العراقيون بعد اقتحام السفارة؟

GMT 12:10 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

أردوغان يعاني في بلاده

GMT 11:56 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

دبلوماسيّون: حراك مكثف على ساحة متأرجحة!

GMT 11:38 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الباجي وخطيئتا بورقيبة وبن علي

GMT 11:29 2019 الأحد ,30 حزيران / يونيو

الإمارات ملتقى الأمم

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 06:31 2019 الأحد ,31 آذار/ مارس

تنعم بأجواء ايجابية خلال الشهر

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 09:20 2016 الثلاثاء ,22 آذار/ مارس

فوائد صحية وجمالية لعشبة النيم

GMT 18:17 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

إنجي علي تؤكّد أن مصر تتميز بموقع فني عالمي رفيع

GMT 13:10 2013 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

الــ " IUCN"تدرج "الصلنج" على القائمة الحمراء

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 11:30 2017 الثلاثاء ,28 شباط / فبراير

آثار الخلافات الزوجية على سلوك الطفل

GMT 10:30 2021 السبت ,04 كانون الأول / ديسمبر

دمرنا النت والحاج جوجل!

GMT 11:43 2018 الجمعة ,08 حزيران / يونيو

البوركيني إسماعيل يانجو ينضم لنادي العروبة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia